[email protected]
قد يستغرب قارئ عنواني اليوم!
إذا اردنا أن نعرّف ما هو الفشل فعلينا أولا ان نعرّف ما هو النجاح، إنهما متناقضان!!
لكنني بعد هذا العمر أستطيع أن أؤكد أن الذي يعمل في الحياة مرات ينجح وأخرى يفشل! يبكي، يلطم، يتحلطم، يولول، يبرطم!
لا.. بل عليه أن يكرر التجربة حتى ينجح! ولا يجعل للإحباط طريقا في حياته.
تذكرون واحنا صغار على مقاعد الدراسة ونحن نسمع المذياع ونستمع إلى من هم أكبر منا عمرا أو تجربة كلهم كانوا يقولون:
رجع بخفي حنين!
أو أسمع جعجعة ولا أرى طحنا!
هذه الأقوال المشهورة وتجربة الحياة جعلتني ألتفت إلى أهمية أن نذكر الفشل ونشير إليه، وليس من المعيب ان نفشل، بل كل العيب ان نكرر الفشل!
في التاريخ، سئل توماس اديسون مرة لماذا لا يكف عن محاولة صنع نوع جديد من البطاريات الكهربائية بعد فشله تكرارا؟
فأجاب باسماً: الفشل!
أنا لم أفشل فقد بت أعرف خمسين طريقة غير ناجحة!!
نعم.. هذا هو جواب المجرب الناجح فلا تحزنوا إن أصابكم الفشل في بعض محطات حياتكم.
يقول أخونا د.صلاح الراشد الله يذكره بالخير: كن متقبلاً للفشل واطلق على كل فشل اسم تجربة، واعتبر كل تجربة درجة على طريقة سلم النجاح، إن الأكثر فشلا هو الأكثر استعداداً للنجاح.
ومضة: أقولها لكم باختصار: اعقلها وتوكل على الله بعد ان تأخذ بالأسباب، وإياك والحسد، واسلك طريق الغبطة، أي تتمنى ما عند الآخرين من غير زوال النعم ومن غير حسد!
آخر الكلام: حبيبي القارئ الكريم الحياة محطات فيها النجاح ومرات الإخفاق، وعليك موازنة نفسك، وخذ دائماً ضمن أولوياتك قبل البدء الهمة العالية، وكما قال الشاعر:
شَمِّر وَجِدَّ لأمرٍ أنتَ طَالبهُ
إذ لا تُنالُ المَعالي قطُّ بَالكسلِ
زبدة الحچي: ما عليه ننجح مرات ونفشل مرات، وتذكروا:
بعدت همتي فعفت كنوز الأرض
لما عرفت قيمة كنزي
لا أبالي شبعت أم جعت
و«الصبر» شرابي وعزة النفس خبزي
أيها الناجحون في كل مكان وزمان استمروا ولا يحبطنكم «الفشل» ان حلّ!
سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه يقول: لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق، ويقول اللهم ارزقني، وقد علم ان السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة. لله درك أيها الفاروق.
والخاتمة ايها الأحباب دائما طيبة لمن هم يبحثون عن النجاح ويجربونه بعيدا عن اجترار مرارة الفشل وكأن الدنيا خلاص انتهت! جرب الإيجابية في حياتك.
فأنا مثلا اتخذت شعاري: الصيت ولا الغنى!
جربوا في النجاح قول: الحمد لله.
وجربوا في الفشل قول: اللهم أبدلنا نجاحا بعد فشلنا.
افتحوا أبوابكم وعقولكم، النجاح حصادكم.. وتذكروا: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) سعيكم مشكور.. ونجاحكم مرهون بكم، فأرونا نجاحكم، فأصعب ما في الفشل الإحساس الذي يتلبسنا نتيجة العجز عن تحقيق الهدف.
أيها الكادحون الباحثون عن النجاح «همتكم ونواياكم» ورضا والديكم من أهم أسباب جلب النجاح، فجربوا ما قلت تسعدوا.. وداعا أيها الفشل الذريع!!