[email protected]
وأنا أتجول يوميا في مساجد وخيام مشروع أبوالحصانية الخيري لإطعام أكثر من 6500 من ضيوف الرحمن، تكرر المشهد أمامي وفيه أرى سلوك الكثيرين من مختلف الجنسيات، وأرى نتاج التربية وكيفية التعامل مع الطعام.
هناك من يدخل الخيمة وكأنه في ساحة حرب وافتراس يريد أن يأكل كل ما يقع بين يديه وتحت ناظريه، وهناك المتعفف جدا (الحياوي من الحياء) يأكل وعينه في موقع نظره، وهناك من يبكي بحرقة وتسأله فيقول: يا ليت والدي الآن معي!
ونوع خاص ليس له شبيه، والعياذ بالله، لا يعلم أن الطعام نصفه يقيت ونصفه يُميت، انه لا يأكل.. بل يلتهم ويفترس، ولم يسمع بأن البطنة تذهبُ الفطنة!
تقول مفجوع بس بياكل المخصص حقه وحق غيره، تقوله ما يجوز يزعل ويمد البوز؟
ومضة: الحارث بن كلدة قال منذ أزمان غابرة: «المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء».
آخر الكلام: خير الكلام من سيدنا عمر بن الخطاب (الفاروق) رضي الله عنه: إياكم والبطنة فإنها مكسلة للصلاة، ومفسدة للجسم، ومؤدية إلى السقم.
زبدة الحچي: أما سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه فيقول: لا تميتوا القلب بكثرة الطعام والشراب فإن القلب كالزرع يفسد اذا كثر عليه الماء.
أنا والله تعبت من (البطينية) وما أكثرهم حولي.. اللهم لك الحمد على نعمك واحفظها من الزوال يا رب.
القضية باختصار: ناس طبيعية وأخرى تأكل بالعيون للأسف!