[email protected]
كم من صديق لي اسمه زاهد!
أكثرهم من باكستان وواحد بحريني وسبحان الله وكما يقول الاثر «لكل من اسمه نصيب» ولهؤلاء فعلاً من أسمائهم نصيب كبير.. فهم «زهاد ويمارسون الزهد»!
فما الزهد؟ نقول: فلان زاهد في الدنيا! ونقول: الزهد والورع يكملان بعضهما.
ومعنى الزهد: الزكاة لانها قدر قليل من المال وزهدَ، يزهدُ - زهدا وزهادة، وزهد فهو زاهد اي أعرض عنه وتركه.
قال الخليفة الرابع علي بن ابي طالب رضي الله عنه: أفضل الزهد اخفاء الزهد، وطوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة، اولئك قوم اتخذوا الارض بساطا والسماء لحافاً والماء طيبا، والقرآن شعارا، والدعاء دثارا، ثم قرضوا الدنيا على منهاج المسيح.
ومضة: يقول الله تبارك وتعالى في محكم آياته: «يأيها الناس ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور» (فاطر: 5).
آخر الكلام: انا ارى ان الزهد في الدنيا حكمة جلية لأن نتاجها حصاد الآخرة.
يقول ابوالعلاء المعري:
صاح هذه قبورنا تملأ الرّ
حب فأين القبور من عهد عادِ
خفف الوطء ما اظن اديـ
م الارض الاّ من هذه الاجسادِ
سر ان استطعت في الهواء رويدا
لا اختيالا على رفات العبادِ
رب لحد قد صار لحدا مرارا
ضاحكا من تزاحم الأضدادِ
زبدة الحچي: رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يوصينا قائلا: كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل.
يقول الشاعر ابن عمار رحمه الله:
وزهدني في الناس معرفتي بهم
وطول اختياري صاحبا بعد صاحبِ
فلم ترني الايام خلًّا يسرني
بواديه الا ساءني في العواقب
ولا صرت أرجوه لدفع ملمَّة
من الدهر الا كان احدى النوائب
ايها القراء الكرام اجمل حكمة نهديها للبشر هي ان رأس الحكمة الزهد ولان الدنيا دار ممر والآخرة دار مقر.
وتذكروا احبائي القراء قوله تعالى: «... وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور» (آل عمران: 185).
والله الدنيا ما تسوى عند الله جناح بعوضة، فلم كل هذا الدمار والبارود والقتل والحروب والعداوات والكر والفر؟
آخرتها متر × متر= ويا للا حسن الخاتمة.
فلنزهد في الدنيا قليلا بدلا من هذا التكالب عليها، ولنا في العشر الاواخر ملجأ وزهد.