[email protected]
دخلت عليه جالسا صديقي وحبيبي «بوشميس» وسألته: ما هذا الكتاب الذي في يدك؟
فقال: روضة المحبين ونزهة المشتاقين!
قلت: أها.. ما شاء الله لابن قيم الجوزية؟
وبادرته: ابا شميس، ما الذي جعلك في هذه الايام المباركة تقرأ في كتب الحب؟
ضحك صاحبي وتنهد عشرين تنهيدة وقال: انا اتابع التواصل الاجتماعي وعندي تويتر وفيسبوك وانستغرام، الناس تضرب بعضها بعضا، ما في حب!
الحياة جافة، والناس صاروا غليظين جافين، وراحوا الطيبين اللي يوزعون الابتسامات ولسانهم حلو، اليوم شباب منفلت ما يبيك تدقله!
قلت: شي حلو نبي نصيحتك حق هالشباب الجامح والطالح والفالح.
قال: انا أبي أزرع القيم ما أبي هجر ولا غدر ولا خصام، وأبي انشر الحب والوصل والوفاء والتضحية والاحترام والتوقير والحشيمة!
ومضة: من اشوف «بوشميس برومانسيته» بعيدا عن زفرته يملؤني الامل تجاه هذا الجيل الذي جاء في اشد لحظات تاريخنا سوادا وسوءا، فالحروب حولنا ورائحة البارود تزكم انوفنا، وزادتها فرقة وشقاقا وخلافا، فالى الله المشتكى!
آخر الكلام: بوشميس رسم لنا خارطة طريق في الحب والتسامح، فلنعذر بعضنا بعضا ونتسامح ونتوحد ونغفر ونطوي كل العداوات لتتحول صفحاتنا الى صفحات ناصعة البياض، والقلوب التي تحب لابد ان تسامح.
يقول الشاعر:
واحسن ايام الهوى يومك الذي
تروع بالهجران فيه وبالعتب
اذا لم يكن في الحب سخط ولا رضا
فأين حلاوات الرسائل والكتب
زبدة الحچي: بوشميس اهداكم قاموس حبه، فساعدوه على ايقاف العداوات والجدال ولنتفاعل مع قاموسه بإيجابية ونأخذ ادوارنا في التهدئة والتفهم، والنصيحة: دعنا نهدأ قليلا ثم نتحدث فيما بعد.
قبل ان اغادره، نظر إلي وقال:
الحب روح الكون لولاه لما
عاشت به الاحياء بضع ثوان
الحب ينبوع الحياة تفجرت
من راحتيه سعادة الأكوان
اسمعوا الى هذا الناسك الكويتي العتيچ لأنه يريد ان ينقذ حياة من يحبهم، وصرخ بي قولهم: لن نظل اقوياء الى الأبد، سنضعف يوما ما، عمروا حياتكم بالمشاعر، والحب هو الحل!
كانت هذه «صرخة شميسية» من احد كبار العشاق العرب ووصفة روشتة لقليل من الحب قد يكفي!