[email protected]
رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عامل كل الناس بخصال الكمال ومحاسن الأخلاق والصفات، حتى انه تميز عن كل خلق الله بخصوصية شخصية، فكان علما مميزا في أخلاقه وشخصيته، ومثالا راقيا للإنسانية جمعاء بكل دياناتها في التعامل مع الناس، عمومهم وخصوصهم، صغيرهم وكبيرهم حتى تعامله مع الجن والدواب.
أقول: ليتنا نقوم بحملة شاملة نذكر فيها فضائل وأخلاقيات رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وهديه في التعامل مع الناس.
اذا نظرنا اليوم الى الواقع المعيش نجد أننا بحاجة الى إعادة تذكير الناس بأخلاق نبيهم صلى الله عليه وسلم، خصوصا في هذه المرحلة التي برز فيها المتطاولون الذين لا يقدرون الناس ولا ينزلونهم منازلهم، فتطاول الوضيع على الشريف، ونال الصغير من الكبير، ولم يبق من الحشيمة والتوقير أي شيء يذكر مع الأسف!
كان رسولنا صلى الله عليه وسلم ينصر المظلوم ولا يخاف ذوي السطوة والقوة والسلطان، ويصبر على أذى السفيه (وما أكثرهم في هذا الزمان)، ويقابل السيئة بالحسنة، كريم العطاء، حسن الاداء، يلقى الناس دائما بوجه باسم طليق.
ومضة: ليت مقرراتنا المدرسية ومناهجنا تركز في بيان كيف عامل الرسول صلى الله عليه وسلم زوجاته وأقاربه وأرحامه وأحفاده والصحابة والنساء وأصحاب الحاجات و«المنافقين» وذوي العاهات وجيرانه وكبار السن والصغار والمتخاصمين والمستفتين (أصحاب الفتيا) والمسلمين الجدد والأغنياء وذوي الهيئات والنابغين والشباب، وغيرهم كثير، (مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم) جامعة الجامعات والقدوة الحسنة والمثل الصالح.
آخر الكلام: ما أحوج مدارسنا ومساجدنا وإعلامنا وجمعيات النفع العام وكل المؤسسات في القطاع المدني، الحكومي والخاص، إلى أن تعيد النظر في حملاتها الإعلامية والموجهة لتبرز لنا أخلاق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وكيف تعامل مع الناس ومع صنوف الخلق (رغم تباين لغاتهم وثقافة مجتمعاتهم) ولنقترب من تاريخه وصفاته، زوجا وأبا وجارا وصاحبا وبائعا ومشتريا وقاضيا ومفتيا، هو مكارم الاخلاق شاملة، فلمَ لا نبدأ؟
ويا ليت تكون هناك إصدارات من شركات الهواتف لتذكير قطاع التواصل الاجتماعي بأهمية «التوقير والحشيمة»!
زبدة الحچي: ما أحوجنا اليوم إلى ابراز محاسن اخلاق رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي بعثه ربه ليتمم مكارم الأخلاق، ويكون القدوة الحسنة لنا جيلا بعد جيل،
ليتنا نعلّم أطفالنا كيف كان داخل بيته، وفي الاسواق والمنتديات والمجتمعات، وهو يقابل القريب والغريب والبرَّ والفاجر والكريم واللئيم.
يقول الشاعر:
سبحان من خلق القلوب وأنها
يا صاح بين أصابع الرحمن
الناس مختلفون في أخلاقهم
وطباعهم كتنوع الألوان
قلب كما اللبن الحليب بياضه
متشبع بتعطف وحنان
وسواد قلب كالصفا متحجر
بل ربما أقسى من الصوان
بعث النبي الى البرية رحمة
للجن والإنسان والحيوان
نسأل الله تعالى لمجتمعنا المحلي والخليجي والعربي والإسلامي التوفيق والقبول والسداد، ويا ليت تتحول هذه «المقالة» الى ورقة عصف ذهني ومشروع موجه للمسلمين وغير المسلمين، فما أحوج مجتمعاتنا إلى العودة الى أخلاق بيت النبوة الشريف الطاهر.. آه يا ليت!