[email protected]
في مقبرة الصليبخات أخذني على جنب وهمس في أذني قائلا: سحروني الأشرار؟ ماذا أفعل؟ أفدني إن كنت قادرا؟
ثم واصل: أخي يوسف أسألك بالله أتعرف معالجا قرآنيا تقيا؟
فقلت: لا والله.. لكن أعرف الشيخ مهدي عبدالستار أبا معاذ، وهذا من أثق في دينه وأخلاقه وقد ترك هذه المهمة من زمان بعيد ان وفقه الله وعافاه.
وقبل أن أغادر «قبرا» أحب إلي من نفسي نظرت لمحدثي وقلت له: «الله يفك عوقك وكل مبتلى»!!.. وهو ذهب وأنا ظللت واقفا أدعو أمام القبر المهيب!
كانت نظرته لي وهو يغادر المكان كمن يطلب شيئا يعتقد انه موجود عندي وأنا باخل به، لكن الأمر غير ذلك، فالأمر يتعلق بقضية خطيرة وهي موجودة وجود الإنسان والشر معا، ويتطلب الأمر ان يكون هناك (طرق شرعية) لإبطال السحر وعلاج المسحورين!
غير ان الواقع المعيش فيه كثرة من المشعوذين الذين يهدمون عقائد الناس ويفسدون عبادتهم واختلط الأمر وبرز المشعوذون الدجالون للأسف!!
ما أحوجنا إلى علاج من القرآن والسنة والأذكار الشرعية بعد ان شاع للأسف في مجتمعاتنا: (سحر التفريق ـ سحر المحبة ـ سحر الجنون ـ سحر التخييل ـ سحر الخمول ـ سحر الهواتف «والمقصود هنا المنامات والأحلام المزعجة وكثرة الوساوس»ـ سحر المرض ـ سحر النزيف (الاستحاضة) ـ سحر تعطيل الزواج).
تبقى الحقيقة أن أكثر السحر اليوم يأتي عن طريق (المعدة) اما مأكلا او مشربا ومن علامات السحر الشعور بالضيق في الصدر خاصة في الليل ولن يحصل المسحور على العلاج القرآني إلا بأمرين اثنين، أولهما ثقتك بفاعلية العلاج القرآني والثاني هو استقامة المعالج على أمر الله عز وجل.
وفي ضوء تجربتي في هذا (المجال اللعين) أنصح بالأخذ بالتحصينات وهي المحافظة على الصلوات والوضوء، لأن تأثير السحر يضعف في المتوضئ، وكثير من المتضررين استفادوا من (سبع تمرات من عجوة المدينة السوداء) وبعضهم من قيام الليل، والاستعاذة عند دخول الخلاء، وايضا عند الدخول في الصلاة كما ينصح دائما اهل من لديهم (عقد قران) تحصين المرأة بالدعاء والأذكار، وعند الجماع، والذي أراه أن يتحصن المؤمن كل يوم بالفاتحة والمعوذات وآية الكرسي.
وقد عُرفت بلدان بعينها بالسحر وبرزت كقبلة لأصحاب النوايا الشريرة خاصة الحريم!!
ومضة: باب السماء لا يغلق أبدا ومفتوح على مصراعيه دائما وأبدا، الله عز وجل ينتظر كل متضرر من السحر ان يدعوه ويستجيب لدعائه ان كان صادقا مظلوما، قال رسول الله ژ: «ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم، يرفعها الله فوق الغمام، وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين».
آخر كلام: إذا كنت متضررا من السحر فأقبل على الله عز وجل بروحك وقلبك وخشوعك ودموعك وكل عواطفك، وانس كل شيء ما عدا الله عز وجل، أنت بين يديه يراك، ويعلم سرك ونجواك، وكرر الدعاء والتضرع، لأن الله يحب التضرع في الدعاء.
قال الشاعر:
لا تسألن بني أدم حاجة
وسل الذي أبوابه لا تحجب
اللـه يغضـب إن تـركـت ســؤالـه
وبني آدم حين يسأل يغضب
زبدة الحچي:
أيها المسحورون! عجوا إلى الله فقد أزفت الآزفة
أيها المسلمون في كل مكان والمؤمنون عجوا الى الله بدل الفرار والنكوص، ولنعلم جميعا ان السحر (عزائم ورقى وعقد) تؤثر في القلب والبدن فيمرض الإنسان ويقتل، ويفرق بين المرء وزوجه، ولهذا كله أمرنا الله عز وجل بالاستعاذة من شره، لأنه حقيقة موجودة، قال تعالى: (ومن شر النفاثات في العقد)، وقال تعالى ايضا: (فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه).
يبقى أيها القارئ الكريم: الدعاء لذي الجلال والإكرام:
أنت الأزلي
وأنت الأبدي
وأنت الأول
وأنت الآخر
وأنت الظاهر وأنت الباطن وأنت على كل شيء قدير وبكل شيء عليم، سبحانك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك، ولك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
يارب: أعذنا وشعبنا ومجتمعنا وأُسرنا ومعارفنا وأحبابنا من السحر والسحرة الملعونين..
بفضلك ورحمتك يا الله.