[email protected]
شيبان الزمن الجميل والعجائز الطيبون الذين رحلوا يقولون اذا أرادوا المدح لشخص ما يا زين كلامه! والله كله ذرابة! يا زين كلامها ذرية كلها سنع!
واذا زادت الحچية في مدحها قالت: بنت تقووطر ذرآآبة!
وهذا طبعا يعني في تفسير «الذرابة» هو اللباقة والأناقة والكشخة وحسن التعامل والتصرف وكلها صفات حسنة.
لكن في لغتنا العربية «المرأة الذربة» تعني سليطة اللسان، أعاذنا الله منها وهن كثيرات مع الأسف!
طبعا عندنا في الكويت وخارجها مفردة «الذرابة» يقابلها ذويق أو كله ذوق واللفظة تعني ذرابة لباس وأناقة وكشخة في الملبس!
٭ ذرابة لسان حلو وحچي مصفف!
٭ ذرابة في طريقة «الأكل» وهذه «مهمة حيل» لأن اليوم تربى جيل «يلوع الچبد» في طريقة أكله وبعضهم لا «يلام» لانه لم يجد من يعلمه! ولهذا «أنا» سأركز على هذا الجانب الذي يحتاج إلى تفصيل.
المسلمون في كل مكان لهم في رسولهم صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة، في الاقتداء بسيرته المباركة والتأدب بآدابه الكريمة وفي هذا الاتباع والاقتداء خير كثير لهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم.
ما أحوج مدارسنا وجامعاتنا وكلياتنا لأن تذكّر بأدب الرسول صلى الله عليه وسلم في طعامه وشرابه وملبسه وهو أدب رفيع وقيّم ونفيس ومهم ونافع لأننا بكل أسف أهملنا هذا الجانب وانعكس هذا حتى على الأسر فأهملوا في تربية النشء.
الحقيقة ان مسألة الطعام والشراب ليست مسألة تافهة وانما هي مهمة خطيرة ويجب ان يهتم كل انسان بمعرفة أحكامها وآدابها ليعرف أولا الحلال والحرام فيها وليمارس نظامها حتى يسلم من أضرارها الحسية والمعنوية فيكون طعامه هنيئا وشرابه مريئا ويحيا بعيدا عن أمراض الجسد والروح.
ومضة: توقفت طويلا في باب الآداب قبل تناول الطعام أو الشراب وقرأت كثيرا حول نهيه صلى الله عليه وسلم عن استعمال آنية الذهب والفضة ولبس الحرير والديباج، ووصلت الى ان النهي أكيد مرتبط بأضرار صحية، اضافة الى التشبه بمن يملكون ويتباهون في سرف وخيلاء مما يكسر قلوب الفقراء، وهذا موضوع متشعب أتركه لأهل الاختصاص وانما نحذر من مغبته.
كما نشير الى حثه صلى الله عليه وسلم على الشرب جالسا وزجره عن الشرب قائما، وهناك أحاديث كثيرة وثبت مؤخرا في العلوم الطبية التوصية بضرورة شرب الماء جالسا وأيضا التواضع عند تناول الأكل بغير تكلف ولا ترفع وأخذ طريقة جلوس عوام الناس دون ترفع ولا تكبر.
كما أذكر بأهمية الحث على الاجتماع الأسري على الطعام وذكر اسم الله عز وجل في مجالس الطعام، ومن أجمل الآداب المؤكدة: التسمية قبل الأكل وهذه سنة مهجورة وإذا باشرت الطعام ونسيت وتذكرت فقل «بسم الله أوله وآخره».
آخر الكلام: في مجالسنا ومنتدياتنا ودواويننا ومنازلنا وفي المطاعم والعزومات هناك آداب كثيرة تحسن مراعاتها مثل:
٭ الأكل والشرب باليد اليمنى.
٭ الأكل مما يلي الشخص.
٭ ثبت ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأكل بثلاث أصابع وهذا يعني لقمة صغيرة «واحنا نضرب بالخمسة»!
٭ ونهى صلى الله عليه وسلم عن الأكل من أعلى «الصحن» أو من وسط الطعام، أمور كثيرة تقزز النفس خاصة مع وجود «واحد غير ذرب»!
وشوف «ذرابة» النبي صلى الله عليه وسلم ومنها: «النهي عن التنفس في الإناء والنفخ فيه»! وتقديم الأيمن فالأيمن في مناولة الشراب والطعام، ومن الآداب النهي عن ذم الطعام والبعد عن الشره وأكل اللقمة الساقطة وتقليل اللقمة والبعد عن الشبع في زمن زاد فيه الجوعى والفقراء والمعوزون.
زبدة الحچي: احمد الله دائما بعد الأكل واحرص على المضمضة وغسل اليدين وتغطية ما تبقى من الأكل.
في إفطار جماعي جلست أمام مجموعة من «البلسوتات الصفر» وكان الطعام موزعا: السلطة في إناء والرز في صحن والمرق في إناء وكوب من اللبن وآخر من الشراب الأحمر منظر مبهج وحان الأذان «الله أكبر» فما كان منهم إلا أن خلطوا الرز والمرق والسلطة وخلطوا «الأبيض والأحمر» وكان المنظر مقرفا مقززا فقلت «مثولا» من منثول: لم هذا؟
فقال واحد منهم: بابا هني خلط وبطن خلط!
فما كان مني إلا أن قمت مستغفرا: لأنني لو جادلته سأمارس الإرهاب وأضربه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.. قمة الذرابة التي أقصدها!