[email protected]
فرحنا كعرب لتأهل المنتخب المصري في مباراته أول من امس على ستاد برج العرب في الاسكندرية بعد الفوز على نظيره الكونغولي 2-1 وبهذا تأهل «فراعنة مصر» إلى مونديال 2018 بعد غياب أكثر من ربع قرن!
ووفق المدرب عندما اتبع.. ابطي ولا تخطي، وآهي ليلة وفراقها صبح!
وعند توجيه سؤالي الى بروفيسور «الكورة الكويتية» اللاعب الكابتن «ابا شميس» عن الفائز قبل بداية الشوطين نظر اليّ طويلا، وقال: شوف لازم تعرف ان البطولة «فرعونية»! ما الأرض تضرب ويا أصحابها!
فقلت: فرعونية؟ ازاي يا فندم؟! ما البركة في اللمة! واللي تستهتر به يغلبك!
فقال: نعم.. يواصل بكل ثقة هو أنت ما تعرف ان «الكاس معداش على مصر»! واللي بيروح ما بيرجعش!
فقلت: لا .. أفيدني طال عمرك! خوفي ادعي يا عوجة في السنة السودة!
فقال: قمة السذاجة والهمجية «انتو»!لا تعرفوا تاريخ ولا إنجاز!
وقمة العقل والرزانة «انتو!» يا بتوع الأقلام اللي بتكتبوا اي حاجة!
ما سمعت قول الشاعر: اشتدي يا أزمة تنفرجي قد آذن ليلك بالبلج!
فقلت: كلام كبير وخطير أبا شميس وكيف أربط هذه العبارات وما تحمله كلماتك من معان؟!.. حيرتني خلتني افكر أنا اسألك عن الكووررة!
وانت دخلّتني في سكة ما تجيش غير كده! ودلوقتي قاعد احسبها يمين وشمال واوجع دماغي ومهما قلبتها تجيبها كده هي فعلا ما تجيش غير كده!
هنا انتفض من مجلسه وقال لي بنظرات الغضب والشرر يتطاير من عينيه: أنت سافرت الى مصر تعرفها كويس؟ صحيح أنك أقرع ونزهي!
قلت وأنا أرتجف: نعم! أعرفها كويس ما «التقل» صنعة! والجري نص الشطارة!
قال: اللعب راح يكون فين؟
قلت: الإسكندرية.
قال: تعرف قصر «السلاملك» وحدائق المنتزه؟!
فقلت: اي اعرفهم وزرتهم كمان. وهناك اتلمت الحبايب وما بقاش حد غايب!
فقال: طيب، دي مصر بناسها وتاريخها وحضارتها ستكون «حاضرة» ومصر المحروسة وأرض الكنانة لو «دردشت» مع التاريخ راح تعرف من الفائز! اقولك حاجة.. ده «النيل» لوحده راح يهتف للمباراة وعلى ضفافه شاشات التلفاز راح «تسمّع» الناس الجووول!
قال الشاعر المهندي:
دع الكونغو والعربا
وكن في حزب من غلبا
فقد قال الذين مضَوا
ففي مصر ترى عجبا
دي الأهرامات راح تصفق للمصريين! عاملي نفسك فاهم! شوف اللي يتف تفة ما يلحسهاش!
أذهلتني عبارات «أبا شميس» عن مصر والمباراة خاصة عندما وجه كلامه لي بكل العنفوان الشميسي قائلا:
تعلم اللي يطاطي لها تفوت، باب مردود وشر مطرود، مصر حتكسب!
يبه، ده الاسكندر الأكبر اللي شيد الاسكندرية راح يكون في الملعب ومعه المهندس اليوناني دينوقراطيس!
وكمان معاهم المرسي أبوالعباس! واللي مش عاجبه الباب يفوت جمل!
ومصر راح تتغدى بالأفيال قبل ما يتعشوا بيها!
هناك في ملعب «ستاد العرب» خذها مني ستجد الأغنياء والفقراء والاقتصاديين والبحارة والفلاحين والصعايدة وحتى الصعاليك، كلهم انصهروا في بوتقة التشجيع وضبطوا إيقاع أصواتهم «تحيا مصر» التي تنظر لأبطالها وهم يقطفون «المباراة».. فهل فهمت؟! ده اللي تكرهه النهارده تعوزه بكرة!
ومضة: نبارك صعود «الفراعنة» إلى المونديال ولا نلومهم أبدا عندما صرخوا في كل الكافيهات إحنا مين؟
احنا المصريين!
يا أخي بعد هذا «فوز».. ويحق لهم الفرح والهتاف لا تحسبوا عليهم انفاسهم!
آخر الكلام: أمس الاول مساء تمنيت ان تكون هناك كل يوم مباراة لأن «شوارع» الكويت كانت خالية تماما، وكأن السيارات كلها عبرت الى الاسكندرية!
واتمنى شخصيا ان نرى ايضا «الجالية الهندية» وهي تحتفل «بفوز ما» هذه المرة صباحا!
زبدة الحچي: يحق لكل «مصري» في الكويت أو خارج الكويت ان يفرح ويغمض عينيه ويطلق أحلامه فلربما يفعلها «الفراعنة» ويحققون رقما في المونديال القادم!
وربما تتحقق نبوءة أبا شميس عندما قال: أصله معداش على مصر!
بمعنى آخر.. راح يدخل مصر ولا يخرج! وإذا فاتك (الميري) اتمرغ في ترابه!
ده الرضا بالواقع حسنة!
يستاهلون أهلنا في مصر هذه الفرحة انه باختصار «سحر الفراعنة» الباتع، وللكل نقول: قوموا روحوا بيوتكم!