[email protected]
كان الإمام يقرأ في صلاة الفجر سورة التغابن وهي مدنية وآياتها 18 آية وقد هزني استشعاري لمعنى الكلمة وهو أحد أوصاف يوم القيامة والعباد كل منهم ينتظر إما ناجٍ من عقاب الله أو هالك.
عزيزي القارئ الكريم: اسأل ابنك الشاب ما معنى «التغابن»؟ ثم وجهه إلى ضرورة الرجوع إلى القرآن الكريم لحفظه ومعرفة معانيه، ففي هذا «عدم غبن له»، لأن السعيد من أتى يوم القيامة ونال أجره دون غبن!
والتعيس من أتى يوم «الحاقة والطامة والقيامة» وهو شقي فلا يقل بعد ذلك أنا مغبون!
يفسر أهل اللغة كلمة ومفردة «التغابن» بشروح مختلفة ولكنهم متفقون على أن يوم «التغابن» في الآخرة وليس الدنيا لكن يبقى أثر الكلمة، فعندما ننصح نقول: لا تبخس ولا تغبن صاحبك، زوجتك، خادمك،....
إن الغبن الحقيقي هو يوم الحشر والناس إما تُساق إلى جنة أو تُكب في النار، إنه يوم التغابن.
ومضة: أدعوكم جميعا أيها القراء الكرام إلى عصف ذهني في هذه المفردة العظيمة (التغابن)، لفظ قرآني ولا أروع ولا أجمل منه فهل فكرنا بمعنى «التغابن»؟
إن السعيد من القراء والناس والبشر من يعمل لذاك اليوم الموعود، والتعيس من يهمل ولا يضع في أجندته الأولوية ليوم التغابن!
إنه باختصار كل عمل يؤدي بك إلى الفضائل والصالحات في مدارج الكمال.
آخر الكلام: يقول الإمام جعفر الصادق في شرح هذه المفردة القرآنية الجميلة الشاملة: كل إنسان له مكان إما في الجنة أو في النار، فإن ارتكب عملا استحق به جهنم يترك له مكانه في جهنم وان ترك الخير وأخذ الشر فكان مغبونا فيظهر في ذلك اليوم الغابن والمغبون.
اللهم يا ربنا اجعلنا ممن يساقون الى الفردوس الأعلى من الجنة في التغابن ونحن غير مغبونين ومن الناجين.
زبدة الحچي: الأكيد أن «السعداء والأشقياء» يشعرون بالغبن في ذلك اليوم لأنهم بالأساس «مقصرون» ونادمون على عدم استغلال الفرص الدنيوية التي منحت لهم على أكمل وجه!
النصيحة لنا جميعا أن نحدث الناس عن يوم «التغابن»، فيا رب ارزقنا اليقين والصبر والتسليم واجعلنا في يوم «التغابن» من الخلائق الفائزين بالجنة. والله العظيم روعة معاني القرآن، لكن السؤال: من يفتح القرآن؟ ومن يتدبره؟ ومن يعمل به؟... رب يا حي يا قيوم لا تغبنا وارزقنا جنتك!