[email protected]
تعودنا منذ الصغر أن يوم «الخميس» يوم مفرح، فهو في نهاية الأسبوع وله صورة ذهنية خاصة في عقول مريديه وأنصاره! وهناك من ينظر للأيام بنظرة السواسية!
بالفعل لا أدري هل فعلا هو أجمل أيام الأسبوع؟
لماذا يكثر محبو هذا اليوم؟ هل لأنه آخر الأسبوع وبعده العطلة أو ما يسمى الـ«ويك إند»، أم لأن الأحداث تضغط على الناس فيجدون ضالتهم في الخميس؟
أم لأن البعض - وقليلا ما هم - يقيمون الليل في الهجع الأخير حتى الفجر قائمين متضرعين لله؟
تعالوا نجول أولا في مسميات الأيام ومعانيها لربما نتوصل لماذا نحب هذا اليوم ويكون يوم آخر ثقيلا مثل يوم الأحد؟
تذكرت خالد بن يزيد الذي كتب كلمات ليلة خميس وطرز بها نور القمر شط البحر نصف الشهر من فرحة عريس ليلة خميس!
وغناها المطرب السعودي محمد عبده وتكاد هذه الأغنية تتسيد في البث يوم الخميس!
وتذكرت الأديب المصري طه حسين الذي كتب كتابه القيم «الأيام» بكل ما فيه من معانٍ ورسائل!
لقد قرأت أسماء أيام الأسبوع ومعانيها وأعرض لكم اختصارا ما يخصها لتوضيح فكرة الأيام ومخزونها التراكمي في أنفسنا، ولعلنا ما زلنا نذكر أن أول من سمى أسماء الأسبوع هم البابليون ثم جاء العرب في المرتبة الثانية وتبنوا أيام الأسبوع وسموها، فالبابليون هم أول من قسمها الى سبعة أيام وقد اطلقوا على هذه الأيام أسماء الكواكب المعروفة عندهم وكان عددها خمسة وخصصوا اليوم السادس للقمر واليوم السابع للشمس، فكانت أسماء الأسبوع في الجاهلية: أحد أهون، اثنين جبار، ثلاثاء دُبار، أربعاء مؤنس من الرقم أربعة، خميس عروبة، جمعة شيار من الاجتماع، سبت وهو برهة من الدهر وهو الراحة ويقال سبت يسبت سبتا أي استراح وسكن.
ومضة: متقاعدون أم موظفون أم طلبة أم، أم، أم؟ كلنا كما يقولون تمضي أيامنا أمام أعيننا، ولعلي بن أبي طالب قول جميل في هذا يقول رضي الله عنه: الأيام صحائف آجالكم، فخلدوها بأحسن أعمالكم!
آخر الكلام: الأيام القادمة والشهور اللاحقة قد تكون حبلى بالأحداث ورغم أنني من المتفائلين دائما لكن الشواهد في كل المشاهد تستحق اليوم أن ننظر لها وفق «حكمة ورشد واستباق». الأوضاع المحيطة كلها صعبة والكويت تقوم بأدوار توافقية صعبة تستلزم الفطنة والذكاء.
قال الشاعر:
لعمرك ما الأيام إلا معارة
فما اسطعت من معروفها فتزود
إذن، الأيام هي هي لن تتغير وإنما نفسياتنا والصور الذهنية المخزونة في ذاكرتنا هي التي تشكل لنا الصورة إما جميلة غاية الجمال والروعة أو قبيحة وجالبة للنكد!
قال الشاعر:
تريشنا الأيام ثم تهيضنا
ألا نعم ذا البادي وبئس المعقب
زبدة الحچي: ليست القصة في أيام الأسبوع وإنما في النفسيات وتوالي الأحداث وصدق طرفة بن العبد عندما قال:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا
ويأتيك بالأخبار من لم تزود
في منطقتنا اليوم التاريخ يكتب، والتاريخ لقارئه رجعة الى الماضي وتفسير للحاضر واستشراف للمستقبل!
التاريخ عبرة ومدرسة والأيام تمضي بحلوها ومرها والويل لمن لا يقرأ التاريخ «صح» ويتعظ من الأيام!
قارئي الكريم: الإنسان هو ابن التاريخ وأبو التاريخ في وقت واحد وحيثما «تغيّر» فثمة تاريخ يصنع وأيام تمضي من أعمارنا جميعا!
وتبقى الحقيقة أن الخميس (ونيس) دون الأيام وإن كان لا يخلو من المنغصات، فكم خميس كان دامياً بأحداثه، وأنا أفكر بالخميس فتحت مذياع الراديو وإذا بي أسمع (بو نورة) محمد عبده يصدح بليلة خميس!