[email protected]
ما أعجب شأن القلم في بلدي وعند شعبي!
قالوا: ما أعجب شأن القلم، يشرب ظلمة، ويلفظ نورا!
وقيل: ببكاء القلم تبتسم الكتب!
ذهبت إلى معرض الكتاب، وحقيقة سرني ما شاهدت من كثرة المؤلفين للكتب وهم في أعمار متفاوتة، وأعرف تماما أن هناك من يتمتم أو يهمس أو يجهر صارخا معقولة عندنا مؤلفين للكتب هالكثر؟!
وهو تساؤل استنكاري!
وللأمانة خلونا نفكر شويه نشغل أولادنا بالقلم والكتاب أكيد أفضل من ضياع الوقت يكفي أنه بدأ يقرأ ويتصحف!
وصدق الشاعر ابن الرومي عندما قال:
وقد قضى الله للأقلام مذ بريت
أن السيوف لها مذ أُرهفت خدمُ
إننا يجب أن نفرح ونتفاءل لكثرة حملة الأقلام والمؤلفين وهذا مجال فخر لنا، يقول محمود سامي البارودي رحمه الله:
بقوة العلم تقوى شوكة الأمم
فالحكم في الدهر منسوب إلى القلم
كم بين ما تلفظ الأسياف من علق
وبين ما تنفث الأقلام من حكم
في الكويت يموت الشباب من أجل الحصول على (زاوية) في جريدة يكتب فيها ودخلت معه الآن حواء في تنافس تكاملي لا تنافسي، ونحمد الله أننا في الكويت في قضية (الرأي) ننحاز بجدارة للرأي ولا نحبذ (الخبر) ولأننا قوم نملك (الفتيا) بكل شيء ولنا كاتب وكاتبة في كل جريدة!
ومن لا يتسع له المجال الصحفي، فهو بطل الأبطال في (الميديا) في التواصل الاجتماعي!
تعلمنا أن القلم رسالة وهم حولوه اليوم إلى (لسان يد) ممتدة والنوايا لا يعلمها إلا الله سبحانه!
نحن أهل الخيال ننبت للناس
بأقلامنا ربيع الرجاء
وترانا نمضي وقد طلع النبت
وهشت جوانب الغبراء
أتمنى أن تجتمع الصحف على يوم واحد وتقدم الزوايا والمقالات كما قدمها (فرسان الكلمة) لنعرف حينها أي مأساة يعيشها (مدسك) المقال! وكم يبعد كُتّابنا عن اللغة العربية!
ومضة: القلم رسالة والكلمة أمانة، وأحبار الرأي والخبر هي مسؤولية عظيمة، وليس (القلم) للاسترزاق ولا للبيع والتأجير وأخذ الرشوة!
آخر الكلام: أترككم مع الشاعرة الشيخة سعاد الصباح تقول:
أيُّ بشرى: قلمي لاغى وناغى وتكلَّم
بعدما استسلم لليأس وأغفى وتأزَّم
خلته مات ولكن كان في صمت ملثَّم
ثم وافى بعد عامين بشجوى يترنَّم
أي بشرى عادت الآمال في أفق حياتي
وانتشت روحي وغنَّى قلمي بعد سباتِ
ها أنا أمطره اليوم أحرَّ القبلاتِ
قلم الشاعر لا يعرف معنى للمماتِ
قلمي يا ولدي الروحي يا أحلى عطاء
قلمي يا راحة النفس ويا لمح السماء
لم يزل في محنة العمر كبير الكبرياء
تمسح الجرح بما تصهر من مرِّ الرثاء
زبدة الحچي: أمانة الكلمة ومسؤوليتها (هم) يحمله أهل الضمائر الحية، وخطورة الكلمة لا تعد ولا تحصى وخطيرة والخطورة تكمن في إطلاق اللسان واليد التي تكتب وتوجه الناس يقول الله عز وجل في كتابه: (الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان).
لقد ميز الله الإنسان عن الحيوان بالبيان والفصاحة والكلام وهي نعمة وقد تتحول على قائلها بالنقمة والإنسان الحاذق الحكيم من يمارس الكلمة وفق لا ضرر وإضرار ولا شطط!
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليتكلم بالكلمة ينزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب».
إذن الكلمة والقلم ليسا للوجاهة وحب الظهور وإنما هي مسؤولية جسيمة يتحمل كاتبها وناشرها وزرها.
ويا رب احفظها من الزوال بحسن الممارسة والتهذيب في القول والنشر والله الموفق.