[email protected]
مركز Center 21.. مركز عجيب وإنجاز كويتي نفخر به وهو خاص بذوي الاحتياجات الخاصة أصحاب الهمم!
هو صوت لمن لا صوت لهم!
صانعوه الأفذاذ هدفوا أن يكون هذا المركز لرفع القدرات الذاتية لأبنائنا وبناتنا من «ذوي الهمم العالية» لتنمية قدراتهم وإثبات وجودهم وليكونوا جزءا فعالا في المجتمع.. وأراهم ـ والله ـ قد نجحوا! كيف ذلك؟
مساء الاثنين الماضي حضرت فعالية جميلة في مشغل 21 للتأهيل المهني والحرفي للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة (المعرض الأول للوحات الفنية)، كان الحضور مميزا يتقدمهم العم فهد المعجل ـ أطال الله في عمره ـ ولفيف من فعاليات المجتمع والوجهاء وسيدات المجتمع الكويتي المهتم بالإعاقة، وكان لحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند الصبيح ـ أم أحمد ـ أثر كبير في دعم معنويات هؤلاء الأبناء المشاركين في المعرض الأول، وقد لفت نظري تفاعل أصحاب اللوحات مع الحضور الحاشد، ورأيت كيف تفاعل (الكل) مع بعضهم البعض من أجل دعم هذه المبادرة الإنسانية الحضارية التي تقدم الدعم اللوجستي لهذه «الفئة شبه المنسية» اللهم إلا جهود مباركة من القطاع المدني الذي يسعى جاهدا من أجل تطوير قدرات هؤلاء الأولاد والبنات اللغوية والحسية والتأهيلية للوصول بهم نحو تحقيق ذاتهم.
فرحت كثيرا بالحوارات التي دارت في أروقة الصالة، فالكل مؤمن بروح التفاؤل لملء قلوب هؤلاء المواهب بالفرح وتعزيز الثقة في أنفسهم ولكسر حواجز الخوف والخجل وتعزيز الثقة بالذات والنفس ليمارسوا حياتهم بصورة طبيعية.. والله ان كثيرا منهم أفضل من الأسوياء!
أنا أشكر الأستاذ يوسف خالد المرزوق ـ رئيس التحرير ـ الذي شرفني وكلفني بحضور هذه الفعالية غير العادية، حيث رأيت بعيني كيف تنمى المحبة والتعاون مع هذه «الفئة من أصحاب الهمم العالية» بالتركيز على تنمية المهارات الذهنية واستخدام المهارات اليدوية، فكل هذه الأعمال الجميلة انما هدفها هو «إعطاء التنفيس عن المشاعر» والدمج مع المجتمع عبر هذه الأنشطة والمهارات والهوايات التي تساعد على التركيز وتعزيز روح التعاون.
مركز 21 بالفعل قولا وعملا هو ملاذ آمن لهؤلاء (الفئة الغالية من مجتمعنا) فهو بيتهم ومنزلهم الثاني، يملأ فراغهم ويعمل على دمجهم مع باقي أفراد المجتمع وتعزيز روح الاستقلالية ليكون واقعهم تحقيقا لحلم رأيناه واقعا جميلا ملموسا.
ومضة: نبيل النصار ولمياء الحميضي، بيض الله وجوهكما على هذا العمل المؤسسي الحضاري ولجميع الفريق الانكشاري الذي يعمل في مركز 21 لذوي الاحتياجات الخاصة وهي للأمانة «مؤسسة غير هادفة للربح» وتستحق ان تقدم لها الصدقات والزكوات وبعض الهبات والاثلاث والوصايا، يستاهلون وبجدارة وثقة.
آخر الكلام: عزيزي القارئ الكريم لتكن صوتا لمن لا صوت له، بدعمك هذا المركز بأهدافه ونتائجه، انها أمانة ننقلها لك كي تقوم بواجبك نحو هذا المركز الحضاري الإنساني الكويتي الرائع.
زبدة الحچي: الكويت جميلة بهؤلاء الذين يزرعون التفاؤل، وصحيح ما قاله الشاعر:
الحياة الحياة كم نشتكي
من هموم فيها وكم نعاني
ليس قبح الحياة إلا جمالا
شوهته حماقة الإنسان
قارئي الكريم، مركز 21 لم يورث، لكنه ثمرة جهد وتحرك فاعل من مجموعة من أهل الكويت الأخيار، وهو بالفعل مركز نبوغ، وهل يمكن تزوير النبوغ؟!
انه النجاح وبعد النظر والأمانة والإخلاص و«الندرة» وهي في العادة تكسبنا الشيء الثمين وأنموذج في «الهمة»، والهمة والندرة كلتاهما تعطينا علو الهمة، وهم والله كذلك وأزود!
قال الشاعر:
فإن ربك يعطي كل ذي همم
ويجعل الصعب ميسورا لمن عملا
مركز 21 صنعوا الحياة من خلال احياء الوقت وانماء الهواية وفي هذا فليتنافس المتنافسون.. شكرا لعيال الديرة جميعا في المركز الحضاري الذي نفخر به ونزهو به أمام الخلق في مشارق الأرض ومغاربها.