[email protected]
السمو الإنساني حين أراد إثبات وجوده المحسوس تجسد في نماذج باهرة ونادرة من البشر، هو هذا «المعلم» الذي علمنا وأحسن تهذيبنا، هو صانع الرجال وهو «القدوة» اليكم سيرة أحد اساتذتنا الكرام الذين رحلوا عن الدنيا وقد تركوا سيرة عطرة ومئات من الأجيال الكويتية التي تلقت ونهلت العلم على يديه الشريفتين الطاهرتين الماسكتين للقلم واصبع الطباشير، انه الملا سالم علي عبدالرحمن عبدالكريم علي الحسينان - طيب الله ثراه ومثواه - واحد من المعلمين البناة الحقيقيين بتاريخه وإنجازاته علم من أعلام الكويت الأخيار في التعليم.
أيها المغردون..
أيها الكويتيون من الشباب أصحاب التواصل الاجتماعي..
المعلمون ورجال التربية والتعليم..
هذه نبذة مختصرة عن واحد من رجالات الكويت الاخيار الذين امتهنوا «مهنة التدريس والتعليم» كرسالة وليس وظيفة، وعلى مائدة فكره وعلمه تخرج العشرات بل المئات من «عيال الديرة» فمن هو الاستاذ المربي الملا سالم الحسينان؟
من مواليد 1897 تقريباً، ودرس اجيالا لا تعد ولا تحصى من أبناء الكويت طوال خدمته التي بلغت 37 عاما قضاها في قاعات الدرس والمدارس وساحات العلم والتعليم.
لقد قضيت اجازة الأسبوع اتصفح كتاب «الملا سالم علي الحسينان وثلاثون عاما في المدرسة المباركية» الذي ألفه سالم يوسف الحسينان مختار منطقة الخالدية ومحمد عبدالرحمن الحسينان، وقدم الكتاب استاذنا الكبير د.عبدالمحسن الجارالله الخرافي، وطبع الكتاب على نفقة عبدالله سالم علي الحسينان أحد أنجاله الكرام البررة.
لقد احسن المؤلفان عندما تبرعا لتوثيق مرحلة مهمة من تاريخ الكويت التعليمي وابراز دور المعلمين الافذاذ ومنهم استاذنا الملا سالم علي الحسينان - رحمه الله - اضافة الى نشر كل الوثائق النادرة عن التعليم التي صاحبت صاحب هذا المؤلف القيم والكتاب الذي يسد عجزا في مكتبتنا العامرة بالمعلمين بنشر سيرتهم وانجازاتهم.
يقول د.عبدالمحسن الخرافي - بوعبدالله -: شكرا للمؤلفين وبارك الله جهودهما لقد انطلقا من خلق الوفاء، وكم هو جميل هذا الخلق الرفيع.
فالملا سالم الحسينان - رحمه الله - هو جزء من منظومة متكاملة كونت التعليم النظامي الأول في كويت الماضي، فله - رحمه الله - حقه ومستحقه من التوثيق المتاح لكل المعلمين الأوائل في كويت الماضي.
هذه فرصة نشير الى ان ابرز من تعلم على يديهم شيخنا الملا سالم الحسينان الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، السيد عمر عاصم، الشيخ عبدالعزيز الرشيد، العلامة حافظ وهبة رحم الله الجميع.
نظرة لتاريخ الاستاذ الملا سالم الحسينان، نراه مركزا في التعليم والتدريس فلقد عيّن مدرساً في المدرسة المباركية عام 1918 واستمر بها حتى عام 1943 وقد ساهم ايضا في تأسيس وافتتاح المدارس: الأحمدية - القبلة - روضة البنين المستقلة بمنطقة المرقاب.
37 عاما قضاها وبيده اصبع الطباشير والواح حفظ القرآن، وكان، رحمه الله، كثير الاسفار في طلب العلم والالتقاء بالعلماء وأهل العلم وطلابه.
له من الأبناء ثلاثة أولاد وبنت: محمد، يوسف، عبدالله، هيا، توفي في 27/3/1976 وقد طالب استاذنا د.يعقوب يوسف الغنيم عندما كان وكيلا لوزارة التربية في اجتماع مجلس وكلاء التربية بتسمية إحدى مدارس وزارة التربية باسمه، وقد سميت فعلا بمنطقة الخالدية.
ومضة: شكرا لوزارة التربية التي اطلقت اسمه على احدى مدارسها بعد وفاته بثلاثة أيام، لأنه واحد من أبرز رواد التعليم في بلدي الكويت، وحسنا فعلت ايضا جمعية المعلمين الكويتية مشكورة بمنحه شهادة تقدير على جهوده الوطنية في التعليم.
قال الشاعر:
ما مات من أحيا المعارف والنهى
اختار ما بين الضلوع سكن
آخر الكلام: لقد ذكر اسمه في موسوعة «مربون من بلدي» وفي موسوعة «أعلام الكويت»، و«الموسوعة الكويتية المختصرة»، لكن الذكر الحقيقي هو محبة أهل الكويت له لأنه من المحافظين وأهل الدين واخلاقه وتواضعه وانجازاته في محاربة الجهل ونشر أنوار العلم.
قال الشاعر:
بالعلم والمال يبني الناس ملكهم
لم يبن ملك على جهل وإقلال
زبدة الحچي: ملا سالم علي الحسينان يا مال الجنة، تبقى علما ورمزا كويتيا شامخا بسيرتك التعليمية العطرة وانجازاتك المباركة.
وصدق أحمد شوقي عندما قال:
قف للمعلم وفّه التبجيلا
كاد المعلم ان يكون رسولا
رحمك الله رحمة واسعة واسكنك فسيح جناته وفي مستقر رحمته، أرجو مخلصا ان يدعو الجميع لهذا الاستاذ الجليل وأهله وذاري ذاريه.. اللهم امين.