[email protected]
هناك حقيقة جلية، وهي ان الكويت منذ ان حباها الله بالاستقلال والنعمة والرخاء لم تقصر تجاه احد من ابناء عروبتها، وشواهدي كثيرة، يكفي صندوق التنمية وما قدمه لهذه البلدان الشقيقة وعلى رأسها اليمن والذي يتأكد منه ان «موقف اليمن الرسمي بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح لم يكن ابدا «متضامنا» معنا في الكويت ابان الاحتلال العراقي الغاشم»، وانا هنا أُفرق بين الموقف الرسمي لجمهورية اليمن وموقف الشعب اليمني الشقيق، خصوصا اهل الجنوب الكرام الذين خرجوا في مظاهرات تُدين الاحتلال العراقي وترفض الموقف الرسمي لجمهورية اليمن والرئيس علي عبدالله صالح وحزبه ومن والاه.
انني ككويتي أُحيي مواقف اهلنا من اهل الجنوب، في حضرموت والمكلا وتريم وسيئون وعدن والغيضة عاصمة المهرة، وفي محافظة لحج وقبائل يافع وردفان والضالع المجاورة لعدن، واقول لهم اننا في الكويت لا ننسى ابدا من وقف معنا في محنتنا ومصابنا، ونعلم ان الدنيا دوائر وايضا مصالح!
انني اليوم ادعو الله عز وجل ان يوقف هذه الحرب التي اشعلها الحوثيون ومن يقف وراءهم ويرتد كيدهم في نحرهم ان شاء الله.
لقد قرأنا في التاريخ ومن سير الشعوب ان القبائل المحيطة بصنعاء لا تقاتل وهذا تاريخها وهي تناصر من يحكم وتواليه وتصبح حليفته!
لقد قُتِل الرئيس علي عبدالله صالح بدم بارد على ايدي الحوثيين، والعالم كله يرقب اهل صنعاء (العاصمة)، فهل بالفعل يثبت التاريخ الحاضر انهم خانوا رئيسهم وباعوه للحوثيين؟!
ومضة: من يقرأ تاريخ الدولة الزيادية في اليمن يعرف كيف استسلمت بسهولة للايوبيين، والقصص هنا كثيرة حول مقتل الرئيس عبدالله بن حمزة (زيدي) وايضا كيف قتل حاكمها الامام المهدي (زيدي) الذي دفنوه في مكان النفايات وكيف استسلمت بسهولة للسلطان عامر بن عبدالوهاب الطاهري وخذلت الامام الناصر وباعته ونقلت السلطان الطاهري واسرته الى تعز ولم تفكر هذه القبائل في فك اسره ومناصرته.
آخر الكلام: الحديث عن اليمن صعب، كلنا نذكر كيف جاء «الجراكسة» المصريون فاستسلمت لهم صنعاء بعد المجازر حتى جاء العثمانيون وصارت صنعاء عثمانية خالصة، ولما ضعف العثمانيون اقام الامام يحيى حلفا جديدا ضدهم فقتلوا العثمانيين ونكلوا بهم، وبعد مقتل الامام يحيى صارت صنعاء ثورية دستورية، ثم صفقت للحمدي ووالته ثم حذفته في سلة النسيان على مائدة الرئيس علي عبدالله صالح، واليوم باعته بثمن بخس دراهم معدودة!
زبدة الحچي: على اهل اليمن الكرام حسم امورهم اولا مع الحوثيين لأنهم ان تمكنوا ـ لا سمح الله ـ فمرحلة «مذلة جديدة» سيعيشونها على ايدي هؤلاء الحاقدين الناقمين عليهم!
ان على اهل الشمال ان يمدوا ايديهم لاخوتهم في الجنوب متضامنين ضد «عدو واحد» يريد ان يطمس هويتهم العربية ويدار من الخارج بتدريبه وعتاده، ولولا توفيق من الله عز وجل، ثم قرار حازم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بوقف زحفهم وتمددهم، لوجدناهم حاليا كما فعلوا بسورية بيننا ونحن لهم اسرى.
اللهم انصر اخواننا في اليمن ووفقهم لكلمة سواء، واخذل الحوثيين. لا اصدق ان صنعاء واهلها باعوه! وهل من سينتقم له؟ انها عِبر التاريخ، فمن يتعظ؟!