[email protected]
كنت في فجر كل يوم وليد، لي معه تواصل بالواتساب أحيانا استشيره وغالبا ما يحاول استثارتي بتعليق أحيانا كثيرة يزلزلني ضحكا عقب كل صلاة فجر!
بالأمس الأول لم اتسلم رابط زاويته على غير العادة، قلت يمكن (بو صالح) مريض أو مسافر!
وقطع تفكيري واتساب من أخونا (بوراشد) ثامر الدخيل يقول: (في ذمة الله سعد محمد المعطش العنزي)!
قلت لا إله إلا الله محمد رسول الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، وتملكني حزن شديد على (صاحبي) الذي يحسن غرز رمحه بالكلمات لكنه هذه المرة اخطأه وغرز رمحه في صميم قلوبنا ومحبتنا له مودعا قلوبنا الحزينة لفقده وعيوننا الباكية مودعة له إلى مثواه الأخير.
الزميل سعد المعطش من الصحافيين الكويتيين القلائل الذين يملكون ملكة الكتابة الساخرة وكان همه دائما (إسعاد الناس) ومواطنيه!
قبل وفاته بأسابيع اتصل بي طالبا أن يجري لي (مقابلة إذاعية) فقلت له (بوصالح ما أحب المقابلات)؟
قال وإذا طلبتك؟ قلت قبلت وشكرني وسكر الهاتف وربما هذا كان وداعا ليعرف مدى (قدره) عندي؟
الكاتب الصحافي «بوصالح» له «كاريزما» نوعية في الحضور وترك الأثر في الناس ومحيطه ومحبيه ومعجبيه، ولقد رأيت محبة الناس يوم وقفت أول من أمس في مقبرة الصليبخات مع طوابير المعزين وكيف ارتسمت هالة من الحزن على وجه كل من عرفه.
رحمك الله صديقنا العزيز سعد المعطش ـ بوصالح ـ رحيلك أصابنا في مقتل حزنا عليك وسنفقد ونشتاق لذاك الوجه الباسم صاحب الفترة (له طريقة خاصة يضعها كلها كالعمامة فوق قمة الرأس)!
أُعزي قارئ (رماح) في داخل وخارج الكويت وهو اسم الزاوية التي كان يكتبها وأثبت من خلالها تميزه الإبداعي في الكتابة الصحافية الساخرة!
ومضة: كانت زاويته نوعية لا تخلو من المعلومة والمثل والشعر والتاريخ والجغرافيا والأحداث وعناوين مثيرة مختلفة شكلت فكره في «رماح» وحازت رضا الناس والمسؤولين ومن تابعه من جمهوره في داخل وخارج الكويت.
قال تعالى: (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا..) آل عمران: 145.
آخر الكلام: الزميل سعد المعطش ـ رحمه الله ـ أنموذج للكاتب الشامل الذي يكتب في كل مناحي الحياة والأمور والقضايا ويصيب برمحه كبد الحقيقة ولعل في شخصيته وهيئته ما يدل على (المشاكسة)! لكنه في الحقيقة عندما تجلس معه يملك قلب طفل سريع الدمعة والتفاعل مع هموم الناس والنوازل والكروب وذوي الحاجة.
قال الشاعر:
ولا يموت ميت إن كان
في ذكراه ما يبقى ويخلد
زبدة الحچي: سعد محمد المعطش ـ صحافي كويتي وطني حتى النخاع ولن أنسى أبدا وقفته معي يوم توفي نجلي أحمد ـ رحمه الله ـ وأيضا عندما كتب لي إهداءه بعد صدور كتابه رماح 278 في عام 2014 كتب: إلى صاحب القلب الكبير إلى سعادة المستشار يوسف عبدالرحمن، أجزم أن قلبك سيتسع كلماتي.. سعد المعطش!
وها أنا اليوم كلماتي لا تسعني كي أرثي قامة بطولك أبا صالح ولا أملك إلا الدعاء لك في هذا اليوم الفضيل من عصر يوم الجمعة: اللهم أجعل قبر عبدك سعد روضة من رياض الجنة ومثواه الفردوس الأعلى من الجنة.. وتسقط دمعات!
وفي الموت أيها القراء.. صدع في الفؤاد لا يجبر.. وداعا بوصالح.