[email protected]
الخزّة وما أدراك ما الخزة في الكويت؟!
إنها تعني النظرة من علوّ، وربما جاءت من وخز الإبرة!
الله لا يجيرك وتشوف واحد يناظرك من فوق لي تحت!
هذه النظرة البغيضة المتكبرة ما كانت أبدا موجودة في الكويت، وإنما ظهرت بعد التحرير وتأصلت على يد شباب المدارس والمطارات والمستشفيات والمولات والأسواق والبقالات والإشارات!
هذه النظرة التي أقصدها (ودت) كثيرا من شبابنا إلى المقابر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
تبدأ بعبارة «شفيك تخزني»؟ والنهاية مقبرة أو سجن!
وسرعان ما يستخدم أي طرف المباغتة باستخدام سكين أو درنفيس أو آلة حادة لأنها خزة شيطانية، ولا أدري في حقيقة الأمر كيف لنا أن نعالج هذه (الخزة) التي (هي) غير موجودة في العالم بس عندنا هنا في الكويت وبدأت تتحول للأسف الشديد من الشباب الى الأسر والأفراد حتى كبار السن (خزة حمق وعيون تچدح نار وغضب) والسؤال: لماذا هذا كله؟
كل العالم في المطار يسافرون أو يروحون المولات أو يتوقفون عند إشارات المرور، والكل مشغول بحاله ولا يناظر اللي حوله، اللهم إلا (نحن) استثناءً!
والسؤال أيضا لم كل هذه النظرات؟
قال صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر».
مرجع (الخزة الكويتية) الحالية الى (الكبر) وصاحب الكبر والطاووسية أبدا لن يحصل على الثناء والمحبة وحتى النظرة الإنسانية الخالية من الشوائب!
قال الشاعر:
ولا تمش فوق الأرض إلا تواضعا
فكم تحتها قوم هم منك أرفع
فإن كنت في عز وخير ومنعة
فكم مات من قوم هم منك أمنع
أيها المتغطرس صاحب النظرة العلوية تواضع، وكن في صفوف المتواضعين.
ولا خلاق لمن يتكبر على الناس بنظرة غشاوة ونفسية مريضة، فأقل وصف لك أنت لعين، قال تعالى: (إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) وسبحان الله ما وجدت في هذه الحياة متكبرا (ذا نظرة خزية) إلا علمت يقينا أنه من الناقصين!
رسولنا صلى الله عليه وسلم قدوتنا.
وأميرنا اليوم هو القائد الإنساني على مستوى العالم.
وشعبنا الشعب الأول في ميزان العمل الخيري العالمي.
وكويتنا عاصمة العمل الإنساني الخيري العالمي.
وتبقى النصيحة: فُكونا الله يصلح أحوالكم من هذه النظرات المسمومة!
ومضة: التواضع رداء الصالحين، قال تعالى: (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض) الأعراف 146.
الكبر رداء الله عز وجل، كبر الخالق المهيمن على الوجود والمعبود ليس كمثله شيء قيوم السماوات والأرض، كبره ليس ككبر الإنسان، فكبر الله في احتوائه برحمته لعباده وهيمنة سلطانه وكمال قدرته وجمال عظمته فهو المتكبر المتمكن في الوجود لأنه هو الذي أوجده وأبدعه، قال تعالى: (فتعالى الله الملك الحق) طه 114.
المطلوب تحرك وزارة التربية وجامعة الكويت والاتحادات وجمعية المعلمين وجمعية المحامين ووزارة الأوقاف والإعلام والداخلية وجمعيات النفع العام ذات الصلة والأسر.. كلكم راع وكلكم مسؤول!
آخر الكلام: أنت أيها المتكبر المغرور المتعالي الذي تنفر منه الأرواح والنفوس وتغمض منه العيون، أتظن أن بخزتك وتعاليك تكبر في عيون الناس، لا والله إنك تصغر حتى تكون (صفرا) أو نقطة سوداء، عيونك علتها غشاوة غاشمة قد تؤدي بك إلى السجن أو المقبرة أو لعنات الناس لأنك بنظرتك هذه تحقِّر (خلق الله) أيها العنيد!
تفيد إحصاءات وزارة الداخلية ـ النيابة العامة ـ بأن 60 جريمة قتل خلال أكثر من ثلاثة أشهر (سبتمبرـ أكتوبرـ نوفمبر وديسمبر) تبين من التحقيقات أن القتل والاعتداء على النفس تم بسبب نظرات جاهلة يعقبها «ليش تخز»!
زبدة الحچي: صاحب الخزة مريض في شخصه وقلبه ونفسه وعقله وهو يعلم يقينا أن (الكبر) خصلة سيئة وصفة خاسرة!
المتكبر صاحب (النظرة الخزية) سيئ الخلق جبار وبخيل في مشاعره وقح لا يقبل عذرا ولا نصحا ولا يرعوي بالموعظة وهو لا ينزجر بعبرة، بل الكبر أعمى بصيرته وقلبه وطمس على عقله وروحه، فهو كالفراشة الحمقاء يتعالى بجناحي غروره حتى يظن أن من علا عليهم ضعفاء ونسي أن الفراشة تلتهمها النار!
قال الشاعر:
قولا لأحمق يلوي التيه أخدعه
لو كنت تعلم ما في التيه لم تته
التيه مفسدة للدين منقصة
للعقل مهلكة للعرض فانتبه
ويسألني قارئي الكريم ما الحل لهذه الخزة والمخازر؟
أقول أن يُكثر صاحبها زيارة القبور لعله يتعظ!
وليزر المرضى وأصحاب العاهات ليعرف حجم نعمة الله عليه!
وليأكل مع الفقراء والمساكين والمعوزين لعله يذل نفسه المتكبرة.
وليذكر ربه ويعلم أن النفس التقية المتواضعة التي تلهج دائما بذكر الله الكبير المتعال هي (ذاهبة) الى الجنة، لأن الجنة حُرِّمت على المتكبرين.. فلا تكن منهم!
الحمد لله أن الشباب الحين عند الإشارات (لاهين) بالهواتف الذكية!
خلكم طبيعيين وبلاش هذه النظرات الماسخة البايخة التي تؤدي إلى الهلاك!