[email protected]
سألني أمس فجراً صديق من اليمن وبحضور جمع من الأحباب ونحن نستعد لصلاة الضحى بعد الشروق: ما أعظم الفرح أبا مهند؟
ضحكت لأننا في بداية سنة ميلادية جديدة والكل يتبادل التهاني فيها، فقلت له: لو سألت آخر يا عزيزي، وأي فرح وديارنا تُحتل وتُمزَّق بطول الوطن العربي؟
فقال: لا أحد غيرك أريد أن أسمع جوابه!
قلت له: يا صاحبي الفرح غادرني في 2014 وإن أردت أن أجيبك عن سؤالك فأرجو أن تتحمله؟ فقال: على بركة الله.
قلت: أعظم فرحة أراها الآن مفارقة الدنيا إلى الله عز وجل والاستعداد لملك الموت وهو يقول: اخرجي أيتها الروح الطيبة في الجسد الطيب وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان، قال تعالى: (يأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) الفجر (27 - 30).
أنا أرى هذه الصـورة هي بداية الفرحة، فكيف تكون صور ما بعدها من فرح؟
إن كانت روحك طاهرة ستسمع صلاة الملائكة بين السماء والأرض على روحك!
وهل هناك أيضا أجمل من هذه الصورة؟!
ويزداد الفرح عندما تتسلم كتابك في عليين، وترى مقعدك في الجنة الذي أعده الله لك وأهلك وصحبك في جنات عرضها السماوات والأرض في ظل عرشه الكريم وتأخذ شربة من الحوض وتلقى الترحيب والسلام والبشارة من خزنة الجنة.
وإن هناك مشهدا عظيما لأهل السُّنة المصدقين برؤية وجه ربهم تبارك وتعالى ومن فوقهم وسلامه عليهم وتكليمه إياهم.
ومضة: أرجو أن تقرأ الأشعار وتتمعن في المعاني:
وليست هذه الفرحات إلا
لذي الترحات في دار الرزايا
فشمر ما استطعت الساق واجهد
لعلك أن تفوز بذي العطايا
وصم عن لذة حشيت بلاء
الذات خلصن من البلايا
ودع أمنية إن لم تنلها
تعذب أو تنل كانت منايا
فهذا الوعد أدنى من نعيم
مضى بالأمس لو وفقت رايا
آخر الكلام: أطلب دائما حسن الخاتمة، وأقولها بملء الفم: لست متشائما!
زبدة الحچي: ليس بعد هذا القول قول.. اللهم ارزقني الفردوس الأعلى من الجنة، فما أغلى سلعة الجنة عند ذوي الألباب.
يا رب نكون منهم ونفوز فوزا عظيما.. قولوا: يا رب.