[email protected]
البطيني كلمة كويتية قديمة تعني «الأكول» الذي لا يهمه إلا بطنه!
والأكيد أنها من أصل «البطن» أو البطينين التجويفين السفليين للقلب اللذين يجتمع فيهما الدم.. وباللبناني الفجعان، بالمصري «يلغوص»!
في الحياة نلتقيهم ومنهم حوالينا ويلفتون النظر إليهم بتصرفاتهم «البطينية»!
قالوا: البطنة تذهب الفطنة!
ولعل الإمام الخليفة الرابع علي بن أبي طالب له أكثر من قول في هذا السياق.
فهو القائل: الطعام نصفه يُقيت ونصفه يميت!
ولا تميتوا القلب بكثرة الطعام والشراب فإن القلب كالزرع يفسد إذا كثر عليه الماء.
في حياتنا ومناسباتنا يقلبنا هؤلاء «البطينية» ويمارسون بطشهم في البوفيهات والموائد وهو يضرب بأصابعه الخمس والمعالق والشوك وينهال بطشا بكل ألوان الصواني والصحون ثم يعرج على الحلو والفاكهة وكأنه «ميغ 18» محاولا اختراق كل الرادارات!
سيدنا عمر رضي الله عنه يقول لهؤلاء القوم: إياكم والبطنة فإنها مكسلة للصلاة ومفسدة للجسم ومؤدية إلى السقم!
أحيانا هذا (المدعو البطيني) يحرجك من أفعاله الدنيئة في الطعام فهو يملأ «الصحن» بالمقبلات والأطعمة الرئيسية من رز ولحوم ثم يضع الحلو والفاكهة!
طبعا هذا صاحبنا لم يسمع أو سمع وطنش القول: من يأكل وهو في تخمة يحفر قبره بأسنانه!
إنه يتفنن في إعادة الصحن المملوء كذا مرة متجاوزا كل التوقعات!
مرة جلست في حفل مدعوا وإذا بشخص قصير القامة كان ممن يعلق على «سباق الخيول» في الكويت قبل الاحتلال العراقي وبدأنا بأخذ وجبة الغداء كان الأمر طبيعيا رغم انه لفت نظري انه يحمل «أحد الأهرامات» في صحنه، بعد 15 دقيقة ذهبت أحضر الحلو وإذا به قادم ويحمل «كل الأهرامات» في صحنه، هنا عيناي وصلتا الى قمة رأسي، معقولة سيأكل كل هذا؟!
بالفعل انتظرت وإذا به يقدم على جلب (منطقة الجيزة) كلها في صحنه، فغادرت سريعا خوفا من ان يلتهمني، ورمقته بنظرة قائلا: يا خوي هذا أكل مو علف خيول!
ومضة: قالوا: من أكل على مائدتين اختنق!
واكو بشر لو تناول المائدة وما حواليها ما كفاه!
آخر الكلام: أضحك عندما أقرأ «بطن المرء عدوه»، كيف؟
هناك بشر شعارهم زيد طعامك تأمن اسقامك!
زبدة الحچي: لو سألت أهل القبور عن سبب موتهم لقالوا: التخمة!
لأن بطن المرء عدوه ولم أجد ما أختم به الا قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن»!
ياخوي يا بطيني بسك لَهْم.. ما تخاف من السكتة والجلطة؟!