[email protected]
أرسل لي ابني خاطر من القاهرة هذه الخاطرة متعجبا من تجربة أجريت على القرود، وأنا أقول له يا بني هناك بشر أدهى وأمرّ من القرود، رغم أن الله عز وجل أعطاهم عقولا يفكرون بها، «لكن» يبقى هنا موضوع السؤال؟ هل الزمن يفتح الأبواب لمن يحسن الانتظار وقد طال انتظار هذه الامة المنكوبة المكلومة المهمومة؟ إنا والله وسط هذه الفوضى الخلاقة ما زلنا منتظرين!
تقول الحكاية:
وضعوا 5 قرود في قفص واحد وفي وسط القفص يوجد سلم وفي أعلى السلم هناك بعض الموز.
في كل مرة يصعد أحد القرود لأخذ الموز، ويقوم العلماء برش باقي القرود بالماء البارد، وبعد فترة بسيطة أصبح كل قرد يطلع لأخذ الموز يقوم الباقون بمنعه وضربه حتى لا يرشون بالماء البارد.
بعد مدة من الوقت لم يجرؤ أي قرد على صعود السلم لأخذ الموز، على الرغم من كل الإغراءات خوفا من الضرب.
بعدها قرر العلماء أن يقوموا بتبديل أحد القرود الخمسة ويضعوا مكانه قردا جديدا، فأول شيء يقوم به القرد الجديد أنه يصعد السلم ليأخذ الموز، لكن فورا الأربعة الباقين يضربونه ويجبرونه على النزول.
بعد عدة مرات من الضرب يفهم القرد الجديد أن عليه ألا يصعد السلم مع أنه لا يدري ما السبب.
قام العلماء أيضا بتبديل أحد القرود القدامى بقرد جديد وحلّ به ما حلّ بالقرد البديل الأول، حتى ان القرد البديل الأول شارك زملاءه بالضرب وهو لا يدري لماذا يضرب!
وهكذا، حتى تم تبديل جميع القرود الخمسة الأوائل بقرود جديدة حتى صار في القفص 5 قرود لم يرش عليها ماء بارد أبدا.
ومع ذلك يضربون أي قرد تسوّل له نفسه صعود السلم من دون أن يعرفوا ما السبب.
وهكذا تتم صناعة الغباء الديني والسياسي والاجتماعي والثقافي!
ولو سألنا القرود لماذا تضرب القرد الذي يصعد السلم؟
سيكون الجواب: لا ندري ولكن وجدنا آباءنا وأجدادنا على هذا الطريق.
من قال إن زمن الجاهلية انتهى..؟!
انظر حولك ترى أننا نعيش بعقول جاهلة على أجهزة حديثة.
ومضة: هذه التجارب إسقاطات تستخدمها الأمة عندما يشتد الظلم والقهر على الأمة الواحدة وتقوم هذه (الأوساط الشعبية بتدبيج قصص وحكايات) عن الواقع الأليم الذين نعيشه! مثل قصة القرود والحمير و.. و..!
قال الشاعر:
فإن يكُ صدر هذا اليوم ولّى
فإن غدا لناظره قريب
آخر الكلام: قرود القرن الواحد والعشرين كثيرة جدا وهم يستهبلون علينا وكأن واقعنا ينقصه (الحميرة)!
يقول الشاعر:
ما أعجب الدهر في تصرفه
والدهر لا تنقضي عجائبه
فكم رأينا في الدهر من أسدٍ
بالت على رأسه ثعالبه
قال الخليفة الرابع علي بن ابي طالب رضي الله عنه: الأيام صحائف آجالكم فخلدوها بأحسن أعمالكم.
زبدة الحچي: يا خاطر وأنت العزيز على الخاطر، أسديك هذا القول العابر: الدهر يومان، يوم لك ويوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر، وإن كان عليك فلا تضجر.
قال الشاعر:
فإن رأيت امرأً شهما له قيم
يرعى الجميل فقد أبصرت إنسانا
يا خاطر: أسوأ إنسان من يبيع وطنه وحتى القرود مهما هجرت تشعر بالحنين لأوطانها وبيئتها الطبيعية مهما روضت. والإنسان اختار عمارة الارض، وهو الاول على مسرح التاريخ، يكونه ويشكله ويصنعه، اذن هو انسان غير الحيوان له تفكيره وقيمه ومبادئه، وهديناه النجدين.. فهل بعد هذا المقام مقام؟!