[email protected]
وفاة المنشد مشاري العرادة، رحمه الله، أصابتنا كلنا لأننا أكيد تأثرنا من دماثة خلقه طيلة سنوات استماعنا لأناشيده ومعنا كل أولئك الذين تعلقوا به خاصة «الانشودة المرثية» فرشي التراب!
هناك من أسمعه أو اقرأ له يقول إن الالتفاف حول المنشد مشاري العرادة فيه «مبالغة» لصغر سنه ولم يعمر حتى يترك هذا «الأثر الواضح في الناس»! وهذا طبعا لا يقال لفنان أو لاعب كرة!
والحقيقة أنا من أنصار التقييم العلمي ولعل نظرة الى «الميديا» للتواصل الاجتماعي بكل فئاتها العنكبوتية والتفاعل مع خبر وفاته وهذا الكم الكبير من الرثاء له من كل الأطياف والشرائح داخل الكويت وخارجها يؤكد بما لا يقبل الشك وبيقين صادق إن هذا الشاب، رحمه الله، (حاز) محبة الناس من كل الفئات خاصة أولئك الذين ارتبطوا به من خلال أناشيده ولا يعرفونه شخصيا ولكنهم تأثروا بخبر وفاته لارتباطهم به، روحيا وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على ان هذا الشاب الصالح زرع وحصد محبة الناس لأنه نصر الدين وأعلى كلمة الله في أوساط الناس بطريقة محببة فكل أناشيده فيها دعوة للربوبية والقدس وفلسطين والأمة الإسلامية ووطنه الكويت.
والله سبحانه وتعالى إن أحب عبدا سخر له الخلق وهذا ما شاهدته وشاهده آلاف غيري في دفنه وجنازته ورثائه.
ومن خلال تجربتي من الإعلام أستطيع أن أؤكد أن ابننا الغالي مشاري العرادة لم يكن يوما من الأيام «متاجرا بالأناشيد» ولو أراد ذلك فهو ميسر له لأنه يملك «احترافية» في الإلقاء وترك الاثر ولكنه، رحمه الله، لم يكن طالب شهرة ولا صاحب تجارة، بل إنسان ملتزم صاحب رسالة وله جانب آخر خفي في العمل الخيري والإغاثي والتطوعي.
ومضة: مشاري يا حبيبي طبت حيا وميتا يا وليدي وربي يجعل قبرك روضة من رياض الجنة لا حفرة من حفر النار وان تكون منزلتك العليا في الفردوس الأعلى من الجنة يا حبيبي.
آخر الكلام: اللهم يا ربنا يا حي يا قيوم هذا عبدك مشاري الآن في ذمتك بعد أن استرددت أمانتك، اغفر له وارحمه، وصبر أهله ومحبيه وأصدقاءه ومتابعيه.
زبدة الحچي: من أجمل ما قرأت عنه رثاء الأخت أم طلال الخضر وآخرين يصعب ذكرهم لكنهم جميعا متفقون على ان هذا الشاب حظي بقبول واسع من الناس وعم حزن على وفاته بكل الديرة.
إن مشاري العرادة من الشباب المستقيم ونحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا، ذو الخلق الكريم الذي حاول جاهدا ان ينهض بأمته بما يصلح الأحوال ولله در القائل:
ليس الحياة بأنفاس ترددها
إن الحياة حياة العلم والعمل
اللهم أعل مرتبة هذا المفقود وأعن وصبّر ذويه وأهله واجمعنا به يوم القيامة فلقد حرث الأرض وبذر الحب وسقى الزرع وحصد ثماره ثم توكل على الله بعد أن داهمه هادم اللذات فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور، نفعنا الله بالذكر الحكيم وجعلنا ممن ثقلت موازينه بالأعمال الصالحة وهكذا هي الدنيا دار عبور، وتذكروا دائما ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا.. رحمك الله يا مشاري بتواضعك وأعلى مقامك.. وتسقط دمعة.. لا بل دمعات!