[email protected]
مساء الجمعة يممت شطر سيارتي إلى قاعة الجوهرة في شارع التعاون لحضور حفل عرس (فلسطيني - فلسطيني) أصلي، تلبية لدعوة الأخ العزيز والد المعرس باسم امين فقها، والأخ كامل كامل يعقوب الظاهر والد العروس (اللهم بارك لهما وبارك عليهما واجمع بينهما بخير) وأسعد المعرس «محمد» وابنتنا العروس «نداء» وارزقهما الذرية الصالحة.
طبعا عندما تقول «عرس فلسطيني» فأنت حتما ستشاهد تفاصيل العرس الفلسطيني، أما الرجال فأنت حتما ستشهد (الدبكة الشعبية الفلسطينية لأنها تراث نضال وأمجاد) وأيضا ستشاهد (نشامى الكوفيات الفلسطينية) واللافت للنظر أن هذا الفلكلور الفلسطيني يحاكي الواقع فخذ مثلا (دبكة هبت النار - أنا دمي فلسطيني)!
واضح ان المشهد الفلكلوري يسجل معايشة الواقع الفلسطيني حتى في فرحهم يحمون الوطيس للعدو الإسرائيلي!
وهي عموما مثل فلكلورنا عندما نقدم (العرضة) وهي رقصة حرب في أفراحنا!
عرس النساء تختلف فيه بعض عادات الفلسطينيين مثل تقديم (ليرة ذهب - حفل حناء - حفل خطبة - وليمة عرس - حفل العرس) كما تقوم النساء خاصة كبيرات العمر بتغاريد نسميها نحن بلهجتنا (اليباب)!
على العموم العرس الفلسطيني في الأسر (المحافظة) يكون غير مختلط - عرس للنساء وآخر للرجال.
كما ان هناك اعراسا مختلطة اكثرها تكون في الغربة لأن الأسر الفلسطينية في الداخل وغزة هم اسر في الاساس محافظة جدا.
طبعا تختلف المهور من مدينة فلسطينية الى أخرى فكما سمعت وقرأت نابلس هي الأعلى في المهور (يمكن لأن أهل نابلس أصل الكنافة الفلسطينية وهنا يضمن ان العروس مدربة على صنع هذه الحلوى الفلسطينية العجيبة)!
وتأتي ايضا الفلسطينية حاملة الجواز الأميركي في الصدارة لكثرة الطلب عليها (التحاق زوجي) الى بلد الجنسية!
وقد حدثني فلسطيني كبير السن من غزة ان الاسعار في المهور تبدأ في غزة من 1000 إلى 2000 دينار أردني لغير المتعلمة و2000 إلى 4000 للمتعلمة، أما في المناطق الأخرى من فلسطين فتبلغ 16 ألف دينار أردني وتزيد وتنقص حسب الظروف في: (القدس - أريحا - الخليل - قلقيلية - رام الله - طولكرم - جنين - بيت لحم - غزة).
وكثير من مناطق فلسطين المحتلة تقبض المهر بالشيكل الإسرائيلي و50 شيكل تعادل 10 دنانير اردنية وبهذا التصنيف تكون نابلس الأعلى مهرا والخليل الاكثر عبئا، والأجمل هن بنات جنين، وهذا يعني ان معرسنا محمد كسب نداء كجميلة من جميلات (جنين) ومن مواليد الكويت! والله يهنيك يا ابو باسم ويجعل الحفيد إن شاء الله على سميه اخونا العزيز باسم.. قولوا يا رب!
٭ ومضة: في ليلة عرس فلسطيني وفي عز فرح هذه الأسرة اعجبني وفاؤهم للكويت التي احتضنتهم ففي كل (دبكاتهم) ذكروا اسم الكويت مقرونا بفلسطين وكما يقولون ماذا يمنع ان يكون دمي فلسطينيا وهواي كويتيا!
٭ آخر الكلام: واضح ان هناك تطورا في الأعراس الفلسطينية القديمة وما وصل إليه الحال في الأفراح الجديدة مثل الانتقال من العرس البيتي الى الصالات كما ان الاصل في هذه الأفراح يقوم على ان المهر حق للزوجة شرعا، واجتماعيا تعتبره بعض العائلات عنصرا اساسيا لا يجوز التخلي عنه ويختلف مقداره وطريقة دفعه وفقا لعادات وتقاليد كل منطقة ولأسباب متنوعة كثيرة.
٭ زبدة الحچي: أعجبتني دبكة (أنا دمي فلسطيني) كلماتها حلوة ومعانيها تناسب أحوال الفلسطينيين في الغربة.. ولعل في نقلنا صورة هذا العرس ما يشعرهم أنهم عند أهلهم!