عادي جدا أن تشاهد إعلانا أو بوسترا أو فيلما أو خبرا عن بنك من البنوك، وغير العادي أن يكون بنكا للطعام!
مذهل.. ماذا يعني بنك للطعام؟!
هناك بنك في الكويت يقدم الطعام بدل الدينار؟
نعم - عزيزي القارئ - لا تعجب! كويتنا بلد قائد الإنسانية وعاصمة العمل الإنساني وعندنا عمل خيري منظم في سماء النجاح والتألق والسمعة العالمية، فلا عجب ولا تعجب!
نعم هناك بنك للطعام في الكويت ومسماه «البنك الكويتي للطعام»!
بدأ هذا «البنك التنموي» بمبادرة من رجل الأعمال الأخ بدر ناصر الخرافي، وكان هدفه حينذاك حفظ النعمة ومساعدة الأسر المتعففة والضعيفة والفقيرة والمعوزة لتوفير «مادة غذائية وتموينية» لهذه الأسر وتطوير هذا الهدف السامي إلى «واقع معيش» بتطبيق عملي واقعي وبطريقة احترافية وهذا كله يصب في أن الكويت بتوجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد، صارت صاحبة رسالة للارتقاء بالعمل الخيري.
ومن خلال متابعتي لهذا المشروع ومشاهدتي نجاحهم على الطبيعة، والثقة التي حازوها من جمهور المستفيدين، أستطيع أن أقول بكل ثقة ويقين: إنهم بالفعل يستحقون من يدعمهم ويؤازرهم في جعل الكويت «بلا جوع» خاصة بعد أن برزت أنها عاصمة الإنسانية والعمل الخيري العالمي فلا يجوز أن يكون هناك فرد أو أسرة يعانون الجوع في بلد يؤسس فيه «بنك للطعام» من خلال منظومة احترافية ومتطوعة تقدم كل «المساعدة» للأسر المحتاجة والفقيرة والمتعففة واستغلال الأطعمة الفائضة بما يعود بالنفع على جميع الفئات المجتمعية بالخير وسد الحاجة.
ومضة: أشكر ابني مشعل العنزي على زيارته لي في «الأنباء» وتذكيري بهذه «المؤسسة البنكية» التي تدعم الأسر المحتاجة بالمواد التموينية وتحفز الشركات والجهات الخاصة على أهمية هذه «الخدمة الإنسانية الجليلة» وخلق فرص عمل وتعاون ما بين قطاعات المجتمع الواحد لتأصيل العمل الخيري المؤسسي والمحترف والتطوعي وللارتقاء بالعمل الخيري الإنساني في أبهى صوره.
آخر الكلام: لديك صدقة أو زكاة أو مبلغ للنذر أو الهبة أو الوقف أو الوصية والأثلاث، «عليك بهم» فهم، والله، يستحقون ثقتنا لأنهم يعملون بهمة عالية لإحداث توازن في هذا المجتمع المادي المرفه، وإيصال «اللقمة» لمن يراها ولا يأكلها فيساهمون بدورهم (البطولي) في إيصال النعمة الى مستحقيها.
زبدة الحچي: ما أجمل المجتمع الكويتي من أميره إلى أصغر مواطن، فالكل يعتبر العمل الخيري مسؤوليته، ونحمد الله أن الأجداد والآباء ورثوا «هذه الأمانة» للأجيال الحالية ونحن نحيل هذه الأمانة والثقة والإنجاز للجيل القادم، فاللهم احفظ الكويت أميرا وولي عهد وحكومة ومجلس أمة وجمعياتنا المختلفة (جمعيات النفع العام - التعاونيات - الاتحادات - اللجان المختلفة ووصولا لأصغر كويتي).
نريد توعية مجتمعية بما وصلت إليه الكويت من (منح عالمي) للمال لكل محتاج في العالم ولا تلوموا أي كويتي عندما يقول لك أنا من ديرة اليامال كويت الخير.. وشكرا لإخواني وأخواتي في البنك الكويتي للطعام.