[email protected]
عندما نقول إن «الشعب الكويتي» مثقف، فنحن لم نجانب الحقيقة أبدا، لأن التعليم بدأ في الكويت مع بدايات القرن العشرين، كان هذا مع جهود (الملالوه).. ملا مرشد، ملا عثمان عبداللطيف العثمان، ملا مزعل الصلال، مدرسة هاشم البدر لتعليم اللغة الانجليزية 1927.
صعب جدا أن تحصر جهود هؤلاء الكرام في هذه المساحة إضافة إلى ما تركته (المباركية والأحمدية) ثم ثانوية الشويخ ومعهد المعلمين وبقية المنظومة التعليمية من أثر على (تثقيف) الشعب الكويتي وتعليمه إضافة إلى جهود علماء الكويت الأخيار الشيخ عبدالله الدحيان، الشيخ محمد الفارسي، الشيخ عبدالوهاب الفارسي، الشيخ سلطان الكليب.
الشعب الكويتي منذ القدم ارتبط اسمه بالثقافة وطلائع المتعلمين الذين ذهبوا الى بيروت والقاهرة ولندن وشكلوا قاعدة واسعة من المتعلمين والمثقفين، وبعضهم صار يجيد (الانجليزية) التي تعلموها في الإرسالية الأميركية التي افتتحت في الكويت عام 1911، ونحن نفخر بأننا الشعب العربي الخليجي الذي تولى بعضه وظائف مهمة مثل شاعر الكويت والخليج خالد الفرج الذي تولى تأسيس بلدية العطيف بعد أن طلبت الإدارة الجديدة للملك عبدالعزيز بن سعود الاستعانة بخبراتهم للعمل في المؤسسات السعودية أسوة بغيرهم من المثقفين والمتعلمين العرب، وهناك كثر قدموا خبراتهم للدول المجاورة لنا مثل: خالد سليمان العدساني، والشاعر حجي بن جاسم الحجي، والشاعر عبداللطيف إبراهيم المضف والأديب هاشم الرفاعي، الحاج محمد العبد المغني، والسيد ياسين الغربللي، والعم يوسف جاسم الحجي الذي عمل بوظيفة كاتب في شركة أميركية متخصصة بالتنقيب عن النفط عام 1942.
لقد كانت للطبيعة القاسية لبلدي الكويت أثرها في تكوين هذا الشعب الصابر، فرغم شح المياه والفقر كانت أنفسهم عزيزة وعززها هذا الشعب العظيم بصبره وجلده وخلق الظروف الملائمة للحياة الكريمة القادمة في أفق المستقبل ومن رحم المجهول فأسسوا أكبر أسطول في الخليج نقلهم عبر المياه إلى جميع السواحل ونقلوا بضاعتهم وثقافتهم عبر الصحراء والبحر، وحموا تجارتهم البرية والبحرية وأعتقد (سر قوتهم) هو اختيارهم لأنفسهم (نظام الحكم) القائم على الشورى خلافا لكل الأقطار الأخرى، وأيضا ترحيبهم المبكر بزيارة كبار المفكرين وعلماء الدين والزعماء السياسيين خاصة في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين منهم السيد رشيد رضا صاحب مجلة المنار والشيخ حافظ وهبة والشيخ محمد الشنقيطي والزعيم التونسي عبدالعزيز الثعالبي والرحالة أمين الريحاني والأمير شكيب أرسلان وغيرهم.
ومضة: الحقيقة واضحة منذ تأسيس الكويت قبل ثلاثة قرون والاتصال والاحتكاك مع القادمين من الخارج (بحرا - برا) والاهتمام بالتعليم المبكر وحتى بعد مرحلة النفط والتثمين يكفينا فخرا أن مدرسة المباركية افتتحت سنة 1912.
آخر الكلام: يقول الأستاذ عبدالعزيز حسين عن بدايات الكويت تعليميا:
بدأ التعليم في الكويت في الكُتّاب الذي يحتل دائما جانبا من بيت صاحبه وكان يسمى الكُتّاب «المطوع» كما كان يسمى معلم الكُتّاب مطوعا كذلك ملا، أما إذا كان في رأي الناس عالما جليلا فإنهم يخلعون عليه لقب الشيخ، ولم تكن الكتاتيب مقصورة على الذكور فحسب، بل ان للبنات كتاتيبهن و«لبعض» المطوعات من كبيرات السن كُتّاب للأطفال من الجنسين.
زبدة الحچي: الكويتي منذ القدم باحث عن التعليم والثقافة ولهذا نجح.. إنهم شعبي وبهم أفتخر.