[email protected]
في الفجر والأذان يصدح، يا ليت لدينا (مسؤول) يهز طوله ويحذف (لحافه) ويجول في الدولة ليرى كيف يُهدر الماء علانية من (السُّواق) والخدم عند المنازل «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، وهنا أتوقف قليلا أمام هذا المنظر.
هذا السائق أو الخادم من العمالة المنزلية الذي يُكلف الفجر بغسل السيارات وواجهات المنازل والفلل والقصور والشركات، أضف الى ذلك غسل الشوارع والجوانب المحيطة، هذا كله لا يجوز لأنه (هدر) وإسراف أولا ثم لماذا هذا الوقت البارد؟
الفجر وبدايات الصباح (برد) وتجد هؤلاء المكلفين ماسكين (الهوز) ويغسل بطريقه كل شيء في عمليات هدر كبيرة، إضافة إلى أن أكثر البيوت والمنازل والفلل والقصور لا تطفئ الإضاءة إلا عند الساعة الثامنة تنقص أو تزيد، وهذا والله (حرام) ولا يجوز وستحاسب عليه عند الواحد الديان!
أما داخل المنازل فحدث ولا حرج، فالطبابيخ والخدم والعمالة يفتحون صنابير المياه بلا رقيب ولا حسيب لأنهم أساسا لا يعرفون ان الكويت (تدفع) المال الكثير كي يصل الى هذا الماء وهذه الطاقة إلينا وبأرخص الأسعار.
أيها القراء الكرام: إنني أدعو كل (مواطن ومقيم) أن يبدأ بنفسه في ترشيد وتقنين صرف المياه والطاقة لأننا لو (عولنا) هذا الأمر على الحكومة لطال ليلنا وراح نهارنا!
أهلنا القدامى علمونا: «الماي» عديل الروح!
اجعلوا هذه حملتنا الوطنية، صفوها في (هاشتاق) في التواصل الاجتماعي، والله انها خطوة تستحق ان (نفزع) لها وبسرعة لأن الهدر بلغ مداه ولا تنتظرون من آسيوي او اجنبي ان يلتفت الى هذا الجانب إلا إذا (حرقته) الفاتورة!
هناك فئة من المواطنين من غير المهتمين واللامبالين أيضا لا تهمهم الفاتورة أبدا!
لماذا كل هذه الواجهات منارة على مدار الساعة؟
لماذا لا يُحدد وقت تطفئ فيه الأنوار والإضاءة الزائدة؟
ومضة: استهلاك الأفراد للكهرباء بالكويت من الأعلى عالميا، والكويتي يستهلك 15 ألف كيلوواط (كهرباء) سنويا!
لقد أظهرت إحصاءات وزارة الكهرباء والماء تضاعف عدد مستهلكي التيار الكهربائي خلال 20 عاما بين (1997 ـ 2016)، حيث أشارت الى ان عدد المستهلكين بلغ في عام 1997 ـ 245.634 مستهلكا بينما بلغ في عام 2016 ـ 516.370 مستهلكا بزيادة سنوية تقدر بـ 2.4%!
آخر الكلام: معقولة حسب تصريح وزارة الكهرباء في مارس 2017 ان الكويت الثالثة عالميا في معدل استهلاك الفرد للمياه العذبة!!
يا ناس: (احنا) ما عندنا أنهار جارية او جبال من الثلوج تذوب (هادرة)!
يا ناس: إنتاج 1000 غالون إمبراطوري يكلف (الوزارة) 10 دنانير ويتم احتسابه (لنا) بـ 880 فلسا للمستهلك!
معقولة ان الفرد يصرف 53 ألف غالون متوسط استهلاك الفرد للمياه في الكويت سنويا!!
أما الزراعة وما أدراك ما الزراعة؟ إنها كارثة الكوارث، فهم لا يعرفون أن هناك سقاية اسمها التنقيط.هذا والله (إنذار) يجب ان نتوقف جميعا عن هذا الهدر غير المبرر أبدا لان الكويت هي (الأكثر شحا) في المياه عالميا وبحلول عام 2040 ناضبة المياه!
زبدة الحچي: الأرقام في هذا القطاع (تخوف)، 300 مليار دولار استثمارات دول الخليج في مشاريع المياه والتحلية، و140% زيادة الطلب على الماء خليجيا خلال 10 سنوات، ودول الخليج العربي وحدها تستهلك 3.5 أضعاف إمدادات المياه الجوفية!!
أتذكر تصريحا لوزارة الكهرباء في عام 2015 مفاده ان 750 ألف دينار تكلفة الهدر في المياه العذبة يوميا! الحين دار الزمن ونحن في عام 2018، كم الحسبة؟!
نحن (بحاجة) إلى هزة (حكومية ـ شعبية) للالتفات الى هذا الموضوع الخطير وأنا شخصيا لا أعتقد ان نائبا من الأمة يفكر بفتح هذا الملف الخطير!
أعرف مسبقا اني كما يقول المثل الكويتي: يا مطوطي في جليب! صرخة احسبها ستضيع مع أدراج الرياح!
وكل الخوف ان تكون رؤيتنا لاستشراف المستقبل ظلمة وبلا ماي!