[email protected]
لا أريد أن أدخل الخوف على قلب بشر، لكن هناك حقائق ومؤشرات لا بد للإنسان الذكي الحكيم الفطن أن يعيها جيدا قبل فوات الأوان!
قضيت نهاية الأسبوع الماضي مع كتاب جديد ممتع بمعلوماته وأرقامه ومرعب بتنبؤاته وهو بالأساس توقع علمي بليغ عن كوكبنا في السنوات الأربعين القادمة!
أعجبني وأخافني وعشت معه طوال ساعات وكاتبه العالم لورنس .سي .سميث ـ LAURENCE C. SMITH يتناول قوى توجه الحضارة في الشمال!
ويقصد هنا الولايات المتحدة الأميركية وكندا وفي الجانب الآخر روسيا!
الكتاب قيم فعلا ويستحق القراءة المتأنية لأنه يتناول ما يلي:
٭ التحولات الديموغرافية.
٭ الطلب على الموارد الطبيعية.
٭ التبدل المناخي.
٭ العولمة.
ويتناول الانفجار السكاني، واختفاء الحيوانات البرية، وتحلل بيئتنا، وارتفاع كلفة الموارد بدءا بالنفط ووصولا إلى الماء!!!!
وهنا يطرح المؤلف سؤالا للقارئ: ما نوع العالم الذي نتركه لأبنائنا وأحفادنا؟
فالأخبار تنذر بالسوء وهي جيدة على نحو مثير للدهشة في آن واحد!
في العام 2050 يجري العالم (لورنس .سي. سميث) اختبارا فكريا شاملا لنسلّم باستثنائية هذه القوى الأربع، ولنسلم بالتفسير السائد الذي يتناول البيانات المادية العالمية التي نمتلكها الآن، ولندع الشريط يسجل الأحداث في السنوات الأربعين القادمة، ما النتائج الرئيسية؟
سوف تزداد ثماني دول في الحيد الشمالي بما فيها الولايات المتحدة شهرة وقوة وسوف تصبح أكثر استقرارا على الصعيد السياسي، في حين تواجه تلك الأقرب إلى خط الاستواء (ضائقات مائية) وسكانا مُسنين ودولا ضخمة مكتظة بالسكان منهكة بارتفاع تكاليف الطاقة والفيضانات الساحلية.
وتتمثل حجة العالم سميث الرئيسية بأن هذه القوى العالمية الأربع الضاغطة سوف تحّول الربع الشمالي لكوكبنا، جاعلة إياه مكانا لنشاط بشري أكبر ذي أهمية استراتيجية واقتصادية.
يدمج سميث الجغرافيا والتاريخ مع توقعات حديثة وبيانات تحليلية، كل شيء بدءا بديناميكيات المناخ واحتياطات الموارد ووصولا إلى التوزيع السكاني وفقا للاعمار، وتوقعات النمو الاقتصادي، ولكن سميث يقدم ما يفوق خلاصته عن الإحصائيات والدراسات، فقد أمضى خمسة عشر شهرا في السفر في أنحاء العالم الشمالي، جامعا خبرات شخصيته ومعرفة حقيقيته لجوهر الأمور، ومقابلات، ويتردد صدى هذه القصص في مختلف أنحاء الكتاب، جاعلا العالم في العام 2050 عملا بشريا استثنائيا قائما على استقصاء علمي مزود بالخرائط وصور فوتوغرافية وجداول أصلية، ويعتبر الكتاب الأكثر توازنا وإقناعا وحداثة في معالجة التحديات والفرص التي تواجه العالم في القرن الحالي.
الكتاب ينقلك من واقعك المعيش إلى آفاق واستشراف المستقبل برؤية عالم متخصص يعيش حاليا في لوس أنجيليس مع زوجته وهو نائب رئيس قسم العلوم الجغرافية في جامعة كاليفورنيا.
ومضة: الكتاب يقع في 383 صفحة وينقلك إلى قصة المدن المنتجة وكيف كاليفورنيا تستمر وشانغهاي تغرق!
يتحدث عن اليابسة والبحر وعن وداعا لصيد الحيتان!
يتحدث عن (الحيد الشمالي) المشرف على كندا و(الحيد الشمالي) المشرف على روسيا!
آخر الكلام: يأخذك الكتاب بعيدا عن التنظير العلمي عن ازدياد الطلب على الموارد، ويتحدث عن دول بعينها مثل الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا وألمانيا واليابان وإيطاليا والهند والبرازيل والصين وأن عام 2050 سيكون (قرن المدن)!
ويضع بين يديك بعض عينات الأعمار في العالم عام 2050 وفي الجدول مذكورة (السعودية ـ العراق ـ إيران)!
ومن الدول الإسلامية ـ أفغانستان!!
زبدة الحچي: الكتاب (يخوف) ففي عام 2050 الحديث كله سيكون عن الموارد الطبيعية خاصة (حديد ـ نفط ـ هواء)!
الكتاب يرصد جائزة الأوسكار التي منحت لجاك ليمون وهو فيلم سينمائي صدر في 16 مارس 1979 ولعب فيه جاك ليمون ومايكل دوغلاس وجين فوندا أدوار البطولة في حادث (نووي) جاء نتيجة سلسلة من الأخطاء البشرية والأعمال الإجرامية في منشأة خيالية للطاقة النووية في كاليفورنيا، وبمصادفة محضة وبعد اثني عشر يوما تضررت نواة مفاعل نووي على نحو خطر في تسرب النشاط الإشعاعي إلى البيئة منخفضا جدا ولا يشكل ضررا على أحد، لكن توقيت الحادث كان غير عادي وقد حقق الفيلم أرقاما قياسية على شبابيك التذاكر!!
إنه إنذار مبكر لربما لحرب نووية قادمة تحرق الأخضر واليابس مما يجعل العالم يعاني الجفاف في القرن الحادي والعشرين الحالي!
لقد شبه العالم سميث أحداث العالم بحاويات لا يمكن استرداد محتوياتها!
والأخطر أنه يتحدث عن الارتفاعات المتوقعة للبحار والأعاصير وانخساف الأرض!
لقد كتب العالم سميث عبارة (لنتخيل العام 2050) وهو يتحدث عن ارتفاع الطلب على (الماء والطاقة) وعن المدن السواحلية!
والأخطر في كلامه عن حروب الماء الحقيقية!!
واختفاء أجناس من الحيوانات مهددة بالانقراض مثل الدببة القطبية!
ويتحدث الكتاب عن غلال مستمدة من التراب تسمى عقود رمال القار!
ويتحدث الكتاب أيضا عن قبول (المهاجرين العالميين) وتأثيراتهم على مجتمعاتهم الجديدة!
وديموغرافيات السكان الأصليين (وروسيا) مذكورة في كل أجزاء الكتاب!!
ومن اللافت للنظر في الكتاب تقرير الپنتاغون الذي يتناول قواعد أساسية:
ـ لا رصاصات فضية (تطورات تكنولوجية تدرجيّة ومتوقعة).
ـ لا حرب عالمية ثالثة (لا تعديلات جذرية لجيوسياساتنا وقوانيننا).
ـ لا جنّيات مختبئة (كركود اقتصادي عالمي مثلا، أو وباء قاتل لا يمكن الحد من انتشاره، أو تبدل في المناخ).
لقد سمّى العالم سميث الماء (النفط الأزرق) وقال إن دول العالم ستحسد دول الحيد الشمالي على الوفرة المائية وفقا لمخططاتها الهندسية لعام 2050 واضح أن هناك دورا غير طبيعي للصين والهند ودول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا.
تبقى الحقيقة الواضحة: هناك قوى عظمى الآن على الخارطة غير أميركا لننتبه لها هي روسيا التي ستتمدد أكثر من السابق والصين والهند ويبقى الماء، الماء، الماء، يا بني قومي انتبهوا إلى هذه الحقائق (الماء) هو سيد كل المواقف! وهو كل الحروب القادمة!
فمن يملك الماء فسيملك الصمود!!
أو يطحن بحرب ضروس!!!
علموا أطفالكم لفظة كويتية عتيچة من الآن: انبووا!!