[email protected]
الشعب الكويتي يحب يمنيي «الجنوب» وجربهم معه في الحياة، فهم أمناء صادقون وفيهم تدين ولهم خصلة يحبها أيضا الشعب الكويتي وهو «الفن اليمني» أي اليمانيات أو العدنيات (الفن الحضرمي) من أصوات وطرب، وأتذكر منهم محمد سعد عبدالله كان يعمل في الكويت في السبعينيات ومحمد مرشد ناجي صاحب أغنية على مسيري، وكرامة المرسال ود.عبدالرب إدريس صاحب أغنية «ليلة لو باقي ليلة» كم واحد غنوها يبقى الدكتور عبدالرب إدريس متميزا وهذا كنت أتمنى لو تم تجنيسه، وفيهم من خلال المعايشة «مشايخ دين» عندهم علم وأصواتهم جميلة ولهذا لا عجب إذا رأيت «إمام مسجد يمنيا» في الكويت ودول الخليج، وقد وجدتهم أنا شوف العين في أبوظبي، قطر، البحرين، الشارقة، والسلطنة، وهناك من أهل الكويت من يجهز «الإمام» اليمني قبل بناء المسجد.
على العموم نحن نسميهم «الحضارمة» نسبة الى حضرموت التي تقع في شرق الجمهورية اليمنية وتحتل 36% من مساحتها وفيها حاليا «الشرعية» برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي وعاصمتها «مدينة المكلا» وهي أكبر مدنها.
تسميتها لها أكثر من تفسير فقد ذكرها اليونانيون والرومان بحضرموت بشيء من التحريف وذكرت باللاتينية «Chatramotitae». وذكرت في كتاب العهد القديم باسم «عبريه» (Hazar Maveth) نسبة الى الابن الثالث من أبناء يقطان وشقيق سبأ.
هناك من ينظر الى تسمية حضرموت على انها «الأحقاف»، وهذه قضية فيها نظر لأن «أحقاف» لم تذكر، حتى القرآن لم يذكر موطن الأحقاف ولم يعينه بل عينه المفسرون نقلا عن أهل الأخبار، وكلمة «أحقاف» تعني «الرمل» والرمل موجود في كل الجزيرة العربية.
لكنني مع كتابات «خط المسند» فالنصوص القديمة ذكرت هذه الأرض بلفظة «حضرمت» وهذا يعني بإذن الله تفسيرا واضحا بأن «مقبرة الحوثيين» ستكون في حضرموت أي «حضر ومات»!
وهناك من فسرها في قوله تعالى: (إذا حضر أحدكم الموت)، لكن الحقيقة كما قال شاعرهم:
وقل لهم بادروا بالعذر والتمسوا
قولا يبرئكم اني أنا الموت
«حضر موت» تاريخ عريق مرت عليها ممالك وحضارات غابرة منذ القدم، يكفي ان تعرف عزيزي القارئ ان الاسلام دخل حضرموت عام 630 بعد كتاب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لكبير حضرموت وائل بن حجر وكان بعض الحضارمة من أسلم قبل الإسلام مثل العلاء بن الحضرمي.
سيطر البريطانيون على عدن في عام 1839 وخرجوا منها عام 1967 خلال ستينيات القرن العشرين انقلب الرئيس عبدالله السلال على المملكة «المتوكلية اليمنية» مما زاد المشاعر القومية في أوساط حضرموت وشهدت أعمال عنف في «المكلا» إلا أن الحضارمة كانوا مقتنعين بان التفجيرات الصغيرة مدبرة من الإنجليز! من أجل التنقيب عن النفط، وكان الأميركان قد بدأوا الحفر في حدود سلطنة المهرة وزاد الرفض في سرعة الانضمام في وحدة فيدرالية مع باقي المشيخات في محمية عدن رغم الضغوط الانجليزية، وسقطت السلطتان عام 1967 بعد الجلاء البريطاني وتوحدت الجبهة القومية لتحرير السلطات بقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بالاتفاق مع بريطانيا وهي ان تسيطر الدولة الجديدة على جميع أراضي وجزر محمية عدن الانجليزية فتولى الرئيس قحطان الشعبي قيام الدولة وواجه تعديات سياسية في حضرموت وهي فصائل موالية للسلاطين.
وفي عام عام 1968 قام جيش البادية الحضرمي بتلقي دعم عربي ليفرض سيطرته على الأراضي والممتلكات التي ازعجت سكان حضرموت مما دفع الكثير منهم الى الهجرة ونجحوا في المهجر بتأسيس شركات كبرى ونشروا الدين الإسلامي، كما هو الحال في ولاية ميشيغن الاميركية وغيرها من المدن في أميركا وأوروبا وجنوب شرقي آسيا.
تاريخ اليمن يحتاج الى مساحات كبيرة من الورق لا تتحملها مساحة محدودة من المقال لأن «الجنوب والشمال» في صراع دائم، كما ان الحرب اليمنية دخلت فيها أطراف عربية وأخرى أجنبية وصلت الى احتضان الاتحاد السوفييتي للجنوب واميركا للشمال وكان الشاطر دائما الذي يلعب بكل ما لديه من دهاء هو الرئيس علي عبدالله صالح الذي لعب على أكثر من وتر وكان يجيد الكر والفر ويمارس السياسة حتى قتل بها مؤخرا بيد المتحالف معهم الحوثيين.
لقد لعبت الجغرافيا والتاريخ الشيء الكثير في تاريخ حضرموت وأهلها فهي تبعد عن صنعاء العاصمة 794 كيلومترا وتتصل بحدود مشتركة مع السعودية وتطل على بحر العرب، وسر تصدرها دائما للأحداث هو وجود «حقول آبار النفط» التي اكتشفت عام 1993 في حوض المسيلة، وفي آخر إحصائية عام 2015 بلغ عدد السكان قرابة المليون (930.000 نسمة) وبمعدل نمو بلغ 3.08% ويشكل سكانها حاليا ما نسبته 5% من إجمالي السكان.
٭ ومضة: تلقينا في الكويت خبر الاشتباكات بين «انفصاليي الجنوب وقوات حكومية تمثل الشرعية» بمزيد من الحزن لأن هذه الاشتباكات تشل حضر موت كلها وعدن وعلى المجلس الانتقالي الذي يرأسه عيدروس الزبيدي ورئيس الوزراء أحمد بن دغر ويمثل «التحالف العربي» ان يجلسا على طاولة الحوار والاتفاق وان تلتزم بالسلمية الا مع الحوثيين!
٭ آخر الكلام: ان على الرئيس اليمني ألا يتوقف عن تصريحه بالدعوة لوقف الصراع والقتال والذي راح ضحيته اكثر من 15 قتيلا دون أي مبرر!
ان المطلوب ان تعود كل القوات الى ثكناتها وان نركز في مواجهتنا مع العدو الحوثي ومن هم وراءه فقط في هذه المرحلة!
٭ زبدة الحچي: إن أهلنا في الجنوب بحاجة ماسة الى التهدئة وضبط النفس والتمسك بلغة الحوار لا البنادق إلا مع الحوثيين واستكمال كل الجهود الخيرة لتحرير كل المحافظات من سيطرة الحوثيين، وليعلم كل يمني ان بلاده كانت تسمى قديما باسم جميل (اليمن السعيد) وما قيل هذا الوصف الا لأن اليمن لديه من الثروات ما يمكن ان يكون جنة الله في أرضه.. وحدوا الجهود نحو العدو الحوثي.. وستكون اليمن لكم بلا أدنى شك لا لأهل الفتنة الحوثية!
والوعد والعهد أن نزوركم فاتحين مع قوات الشرعية التي ستطهر اليمن من رجس الحوثيين ونتجول في عدن والشحر وسيئون وتريم والسوم وشبام ووادي العين وعكرمة ودوعن - الديس، الريدة والحامي - غيل باوزير - المكلا.