[email protected]
هو أو هي موجودون معنا في الحياة شعارهم نكران الفضل وصنيع المعروف بلا ذمة ولا حياء ولا ضمير!
الجحود والنكران مثلبة ذميمة إذا كانت في أي إنسان لأن هذا البني آدم للأسف ينكر ويجحد (حقا)، لهذا قيل: «جحد المطر وجحد النبت» أي: قلّ ولم يُطلْ!
لهذا قال الله عزّ وجلّ عن هذا الجحود والنكران في التنزيل العزيز: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم). هؤلاء الذين أقصدهم ويقرؤون سطوري هم مثل الأرض الجحدة، أي اليابسة لا خير فيها، قلّ فيها النبات والخير، وهؤلاء أيضا لأنهم يعيشون هذا الدور البائس والذميم تجد حياتهم «ضيقة» في المعيشة، في أعماقهم «ضيق خلق» لأن الجحود والنكران مسيطر عليهم، وآيات القرآن كثيرة (أفبنعمة الله يجحدون)، (وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم)، باختصار «الناكر والجاحد» ليس له علاقة بشهادة ومنصب وحسب ونسب، فبعض هذه «الأشكال النكرة» تحمل أعلى الشهادات وتحتل مناصب وقد يكون لها صيت في النسب والحسب، لكنه في النهاية «ناكر جحود» ملعون في الدنيا والآخرة، لأنه يحمل «صفة» النكران والجحود والتعالي عن قول الحق.
قابلت وعاشرت أشكالا وألوانا من هؤلاء البشر هم للأسف وباختصار: لا يذكرون الفضل وكل خير من الآخرين، وهم بهذا لا يذكرون أبدا (الخير) وهم والله فئات، فهناك الولد الناكر وهناك البنت الجاحدة وهناك زوج وزوجة وموظف وموظفة.. إلخ.
إن الإنسان الذي يقابل النعمة بالكفران ولا يشكر ويستكثر يخرج عن «الفطرة السوية» اقرأوا وتمعنوا في الحديث القدسي: «يا داود ذكّر عبادي بإحساني، فإن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها».
هكذا فطرتنا وديننا وأخلاقنا نقول: شكرا وجزاك الله خيرا لكل صاحب فضل ومعروف ويجب أبدا ألا نكون من الجاحدين: (قال إنما أوتيته على علم عندي - القصص 78).
لهذا كله أرى أن الإنسان الشاكر الحامد لنعمة الله لا يكفر ولا ينكر فضل أي إنسان عليه وفي تواضع ومحبة لأن هذه هي النفس السوية الخيّرة.
ومضة: أنا أسأل سؤالا: لمَ البخيل ممقوت كريه لا يطاق؟
الجواب: لأنه لا يحب أن يرى أثر النعمة!
طبعا كثير من الرجال الأزواج يقفون طويلا عند حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: «يكفرن العشير»!
وهذا يعني نكرانا وجحودا للزوج!
الله عزّ وجلّ يحب «الكمال» والكمال ليس للبشر لأن النبي صلى الله عليه وسلم وحده المعصوم. (يكفرن العشير) قد تكون للزوجة وحقها لأن الزوج ظلمها وبخسها حقها في كل شيء!
كل بني آدم خطاء.. وباب التوبة مفتوح قال تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله - الزمر 53).
آخر الكلام: موضوع الجحود ونكران الفضل والمعروف قيمي ومبادئي وهو مرتبط بأصحاب الهمم العالية الذين لا ينكرون فضل أحد بمن فيهم «العمالة المنزلية»!
الحياة رحلة قصيرة فيأيها الجاحد ويأيتها الناكرة توبوا إلى الله (عاجلا غير آجل) ترى الجزاء من جنس العمل!
عزيزي القارئ الكريم: إذا أردت أن تشعر بمحبة الله لك، فانظر ما منه إليك وإذا أردت أن تعرف أنك إنسان جاحد فانظر ما منك إليه!
زبدة الحچي: للمرة الأخيرة أكررها، حبيبي القارئ لا تظلم بختك واسترجع أمرك كله ومن له في ذمتك دين الاعتذار، فبادر، يقول الله تعالى: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كانت عاقبة المفسدين - النمل 14).
كفر الجحود عظيم فهو كتم الحق مع العلم بصدقه.
قال الشاعر:
بين أهل الجحود والتكذيب
كل أمر من الأمور عجيب
تركوا ريبة بأهل ارتباب
واستربوا في أمر كل أريب
كثر الافتراء منهم جهارا
ولهم فيه غاية التشبيب
لا اتعاظ ولا اعتبار بشيء
عندهم في شهادة ومغيب
وهم العمي عن سواء سبيل
لا يبالون بالبصير الرقيب
وإلى الله قد توسلت فيهم
وعليهم رب العباد حسيبي
قارئي الكريم: أستحلفك بالله وتالله أن تتوقف طويلا أمام ما كتبت وأوضحت وتذكروا مني حكمة:
لا شيء «أضيع» مِن مودة مَنْ لا وفاء له.
حاذر أن تنسى من أسدى لك معروفا أو جميلا، وكما قالوها منذ القدم: يا بني ارم الحجارة على الكلب الذي ترك صاحبه وتبعك.. وصلت الرسالة.. أتمنى!