[email protected]
الكبير يبقى كبيرا.. أبى قائد الإنسانية إلا أن تعمّ الفرحة الديرة، فلك ربنا الحمد والشكر.. والثناء موصول لأبينا العود، الله يطول بعمره على هذه المكرمات الأميرية والتي شملت أمس الغارمين من المواطنين والوافدين.
نعم إذا أصبحت وإذا أمسيت فقل دائما الحمد لله رب العالمين، «ترى» الدنيا مليئة بالمصائب والابتلاءات والهموم وهي امتحان للعبد!
والابتلاءات قد تكون علامة من محبة الله، وهي كالدواء إن قابلت نفسا راضية مؤمنة بقضاء الله وقدره، وقد جرت سنّة الله في الحياة الدنيا أن تبنى على الابتلاء، فالمرء يبتلى في دينه وماله وأهله ليمحص الله الصابر الشاكر وهو العليم الخبير، فهذه المحن والابتلاءات امتحانات تقييم لأننا في الحياة دار ممر ولسنا في دار مقر!
يقول تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور - الملك - 2).
ما من إنسان إلا مبتلى، وتأمل في كل الخلائق تجد من له نصيب من أحوال الدنيا بأفراحها وأحزانها، ابتلاء بدين أو مرض!
أنا أقف طويلا أمام حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له» رواه مسلم.
قال الشاعر:
ومن غدا لابسا ثوب النعيم بلا
شكر عليه فعنه الله ينزعه
هناك قلوب من البشر شفافة عندما تجد هذه المصائب والابتلاءات تحاول أن تساعد بما تستطيع خاصة لمن هم غارمون غارقون في الديون وهؤلاء على نياتهم يشاركون الآخرين همومهم وأحزانهم ومصائبهم وابتلاءاتهم.
قال السموأل:
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها
فليس إلى حُسنِ الثناء سبيلُ
عندما كنا صغارا على مقاعد الدراسة دائما أتذكر أبيات الإمام الشافعي - رحمه الله يقول:
ولرب نازلة يضيق بها الفتى
ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فرجت وكنت أظنها لا تفرج
أكثر منظر يؤلمني هو (بيع) المبتلى أعضاءه ليسدد ديونه والمشكلة الكبرى إن تطوع معه أحد أفراد أسرته من زوجة أو أولاد وهم أمانته.. الله يفرّج هم المهمومين، قولوا: يا رب آمين.
ومضة: هناك مصائب وابتلاءات فردية وهناك أممية تصيب الأوطان، والناس هنا وهناك وبالنظر في هذه البلايا تجد هناك الرابح وهناك الخاسر، يقول الشاعر المتنبي:
كذا قضت الأيام ما بين أهلها
مصائب قوم عند قوم فوائد
شوفوا سورية وليبيا و«الروهينغا» من مسلمي بورما.. أليسوا في مصيبة المصائب؟!
آخر الكلام: اليقين المريح هو ما يجعل صاحبه دائما متفائلا بما يصيبه من الله عزّ وجلّ من اختبار وابتلاء وامتحان وهو مؤمن بقضاء الله وقدره.
زبدة الحچي: ما من مؤمن أو مؤمنة إلا ويبتلى في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله عزّ وجلّ، وإن أعظم الجزاء من عظم البلاء، فمن رضي بما قدر له وتمسك بالحمد والثناء وتجنب السخط فقد فاز.
وتذكروا دائما: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس».
قال تعالى: (ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله.. - التغابن- 11).
تبقى النصيحة: لا تحكم على الأشياء من ظواهرها، فالخافيات الله أعلم بها، ولا تستهزئ أبدا فلكل امرئ حاجته ولا يعلم ما في الناس من المصائب والبلاوي إلا الله.. قل الحمد لله، فالدنيا دوائر أو كما يقول أهل الكويت في لهجتهم «الدنيا دوارة»!
اليوم تضحك.. ربما في اللحظة التي تليها تبكي دماً لا دمعاً.. يا رب سترك.. يا رب.
تهنئة: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، أسعدنا قرار محكمة التمييز بإخلاء سبيل اخواننا المتهمين في قضية دخول مجلس الأمة.