[email protected]
ما هي بشارة.. للأسف وصلت!
ما انتشرت في مجتمع إلا قوضت أركانه وانهد بنيانه.. انها داء عضال ومرض فتاك جاء الى الكويت..
انها السحت المالي ذلك الفيروس الخطير الذي يقلب الحق باطلا والباطل حقا، ويقلب الموازين ويغضب رب العالمين!
انها الرشوة الملعونة! انها آفة العصر!
انها أداة لهدم المجتمعات! انها اليوم مسميات!
اليوم أكتب لكم عن خطر هذا الداء وعلاجه من واقع الخبرة الحياتية.
تعريف الرشوة: هي «ما يُعطى لإبطال حق أو إحقاق باطل».. هكذا هي باختصار.
ومعلوم ان «الرشوة حرام» والراشي والمرتشي في النار، وهي كبيرة من الكبائر قال تعالى: (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ).
وقال تعالى: (سمّاعون للكذب أكّالون للسحت).
وكلنا يعلم ان الرسول صلى الله عليه وسلم «لعن الراشي والمرتشي».
ان من شر ما تصاب به الأمم في أهلها وبنيها ان تمتد أيدي فئات من موظفيها وأصحاب المسؤوليات فيها الى تناول وأخذ ما ليس بحق، فصاحب الحق عندهم لا ينال حقه الا اذا قدم «مالا رشوة»!
ولا ترفع مظلمته ولا تقدم معاملته الا اذا دفع «مهمزني دينارا»!
قرأنا القرآن الكريم ووجدنا فيه «حرمة هذا المال بالباطل» ووقفنا على السنة النبوية الشريفة ووجدنا «لعنة الله للراشي والمرتشي»!
إذن «الرشوة» تزيف الحقائق وتفسد البصائر وتحبب الباطل والزور!
هكذا هي الرشوة تلبس عن أهلها ثيابا مستعارة فتأخذ صورا متلونة وأغراضا متعددة وتدخل في مسميات:
٭ هدية.. هذه غير ما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم: تهادوا تحابوا.
٭ أتعاب.
٭ إكرامية.
٭ عمولة.
وكلها صور خبيثة لا تنتهي من «الشياطين البشرية» وأعوانهم وكلها تسعى جاهدة لطمس حق وسكوت تجاه باطل مع الأسف!
لها صور كثيرة، لعب بالمواصفات وبالمناقصات والمواعيد كلهم «عصابة لا بارك الله فيهم، متساعدون لتضييع الحقوق».
انني أتوجه لأصحاب الضمائر الحية الرافضة للرشوة وأشد من عزائمهم لمواجهة هؤلاء الفاسدين في كل مكان وفضحهم!
ولنتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه.... وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه».
ولتعلم عزيزي القارئ ان «الرشوة في المنام» تعبر عن الباطل أو المحرم أو المنبوذ من الأشياء والأفعال وهي في التأويل سيئة وتعبر عن صغائر الأنفس أو الهمم المتعلقة بالضعف والرذيلة، والرشوة في الحلم ترمز الى العاقبة السيئة!
ومضة: النفس البشرية التي تقبل بالرشوة قبلت بالحرام بديلا عن الحلال وهذه مصيرها جهنم وبئس القرار!
كما ان قابل الرشوة فاقد الاتزان في سلوكه ضعيف في تفكيره معجب بعمله سيئ الخلق بذيء اللسان نكبة على مجتمعه يجرّ نفسه ومن حوله الى الهاوية.
قال الشاعر:
بعض الجراح اذا داويتها اندملت
وبعضها لا تداويه العقاقير
سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه له قول مأثور: إياكم من الهدايا فإنها من الرشاوى.
آخر الكلام: لقد رأينا في حياتنا أُناسا لا يملكون وصلوا الى الولاية العامة والمناصب وتغيرت أحوالهم وقُتلت وقُبرت الفضيلة في نفوسهم وحالهم ما في الحديث «الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس».
الغريب فعلا اننا في الكويت عندنا نخبة وكوكبة من المحامين والمحاميات الابطال الشرفاء الذين لا يخافون في الحق لومة لائم، انني اتوجه اليهم وهم الأقدر على اعطاء نماذج لقضايا كسبت في الرشوة وتم فضح اصحابها!
مسميات كثيرة ومناصب جهات ومؤسسات وشركات عناوينها كبيرة يدخلها «الموظف» أو.. أو.. أو.. وتنقلب احواله ويصير من أصحاب الجيوب بعد ان وصلت اليه الرشوة!
زبدة الحچي: علاج الرشوة يبدأ بالقرار الشجاع في محاربتها والنصيحة لكل صاحب همة وايمان ومحارب للرشوة ان يسلك القنوات الصحيحة كما يجوز له ان ينصح «متعامل الرشوة» بأنها حرام!
ولنتفق جميعا على تسميتها «رشوة» بدل هدية او اكرامية أو عمولة أو أتعاب!
سموها ما شئتم:
٭ باليمني هبلو.
٭ بالمصري أرنب.
٭ باللبناني إكرامية.
ان على قطاع المجتمع المدني ووسائل الإعلام خاصة وسائل التواصل الاجتماعي أن تنشط في توعية الناس والمجتمع برمته بهذا الداء الخطير الذي يسبب الدمار للدولة وعلى وزارة التربية والتعليم العالي وضع هذا في المناهج والمقررات، وجمعيات النفع العام المتخصصة بمحاربة مثل هذه الآفات ان تنشط بالتوعية الشاملة لحماية المجتمع.
كما ان على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ان توجه الخطباء في يوم الجمعة لبيان كراهة وحرمة الرشوة وكشف الأدلة الشرعية على حرمة هذا المال وهي نصيحة يحبذ تكرارها خاصة ان الرشوة من الكبائر وهي خيانة في كل الأديان وعند كل شعوب الأرض في مشارق الارض ومغاربها.
ولنتذكر دائما: هدية الرجل الشرير لا تجلب معها خيرا قط!
أيها المفسدون..
٭ أيها المتخمون..
٭ أيها الغارقون..
٭ أيها المرتشون..
٭ أيها المستفيدون..
اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.. وفي هذا فليتنافس المتنافسون في الإبلاغ عن المرتشين!