[email protected]
هي الكويت..
وعيالنا فخرنا..
وتاريخنا عزنا..
بعد إعلان الاستقلال في عام 1961 انطلقت مرحلة جديدة من الديبلوماسية الكويتية بمرسوم أصدره أبوالدستور الشيخ عبدالله السالم، رحمه الله، والذي جاء فيه: تنشأ دائرة تسمى دائرة الخارجية، وتختص بكل الشؤون الخارجية للدولة.
وفي عام 1963 عين سمو الشيخ صباح الأحمد وزيراً للخارجية، ومعه كوكبة من النماذج الكويتية المحترمة التي تركت أثراً وبصمة مثل سفير الكويت في المملكة العربية السعودية عيسى عبداللطيف العبدالجليل، والعم عبد الرحمن سالم العتيقي سفيرا في الولايات المتحدة في عهد جون كينيدي، والاستاذ عبدالعزيز حسين سفيرا في القاهرة 1961، والعم سيد رجب الرفاعي سفيرا في تونس 1962، وخليفة الغنيم سفيرا في بريطانيا.
اربعة عقود قادها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد- اطال الله في عمره- استطاع من خلالها ان يؤسس هذه «الخارجية» ويخرج مجاميع تعمل بالسلك الديبلوماسي، وكان الرصيد الأكبر ان هذه السياسة الحكيمة اسفرت عن «صفر» من الأعداء!
اللهم لك الحمد، بلدي الكويت من البلدان القليلة في العالم التي ليست لديها أعداء أو خصوم مباشرون أو حتى «توترات» في علاقاتها الخارجية من شأنها ان تشكّل تهديدا على الأمن القومي للكويت.
الكويتيون يستطيعون ان يحصلوا على دخول اكثر من سبعين بلدا من دون تأشيرة، ويستطيعون دخول بقية البلدان عبر تأشيرات من سفارات هذه الدول، وانا أراها سلسة، لأن كثيرا من العرب يعانون من هذا الأمر.
لقد كسب اميرنا قائد الانسانية تاريخا حافلا من النجاحات الديبلوماسية، واستطاع سموه ان يحل كثيرا من الخلافات الخليجية والعربية، مما جعل الكويت تتبوأ المكانة الكبيرة في الأمم في ظل سياستها الناعمة «الصادقة والصدوقة»، متوجة بجهودها الانسانية في كل مكان، وهذا طبعا كله انعكس على «عيالنا» وهم «فخرنا» في الخارجية، كل منهم في موقعه، اكانوا سفراء أو قناصل او اداريين وايضا ملحقيات عسكرية أو تربوية وثقافية.
قال الشاعر:
فنحن أكرم شعب ضمه وطن
شعب.. لغير الإله الحقِّ ما لانا
ومضة: نشعر بالفخر والاعتزاز لتولي الكويت اليوم عضويتها في مجلس الأمن للمرة الثانية في تاريخها العظيم، وانني عبر «الأنباء» أُحيي دور ابن الكويت البار سعادة السفير منصور العتيبي وجهوده في إعلاء مكانة الكويت بين الأمم بحيادية وعدل، خاصة عندما طلبت اجتماع مجلس الأمن حول سورية المظلومة!
انني ومعي شعبي الكويتي الوفي الأصيل نعتز ونفتخر بالدور الكويتي في احتواء المشاكل العربية وتبني القضايا الاسلامية ودعم حركة الشعوب في التحرر، وهي مواقف مشرفة ودعم انساني ووساطات ناجحة وهي اليوم تقود «الجهود العربية» لإبراز القضايا العربية مثل فلسطين وسورية وليبيا والروهينغا ونأمل ان نساند الشعب اليمني في محنته مع الحوثيين!
وايضا احيي أدوار الوفود النيابية التي تدعم الجهود الحكومية في تعزيز سياسة الديبلوماسية البرلمانية.
قال الشاعر:
نحن للإقدام سيف ويد
وبيوم الجور للدارِ حُماةُ
يجمع التاريخ فيما بيننا
ولنا منه مجيد الصفحات
آخر الكلام: اللهم لك الحمد، عيالنا والله في كل مكان يشرفون، في الجيش وهم يحرسون الحدود، وفي الشرطة وهم يحمون البلاد والعباد.
أما الديبلوماسية الكويتية فهي «فخرنا وعزنا» لأنها بكل ثقة استطاعت اجتياز كل التحديات بنجاح، وكان لها الاثر في «عضوية مجلس الأمن» واحتواء الأزمة الخليجية «استراتيجية اطفاء الحرائق»!
لقد ناظرت وشاهدت وتابعت ومعي الشعب الكويتي المنصف دائما ما يقوم به «عيالنا» في الداخل والخارج وهو تغليب ديبلوماسية الحكمة وتعزيز استخدام الديبلوماسية الوقائية في كل الاحداث.. فلهم الشكر والتقدير من كل منصف ومن كل عربي حرٍّ شريف يرى الحق ويناصره.
قال الشاعر:
أرى الخلق دوني إذ أراني فوقهم
ذكاء وعلماً واعتلاءً وسؤددا
زبدة الحچي: نبارك للكويت أعيادها وفرحتنا اليوم في «عيالنا» خاصة اولئك الذين يحاولون اثبات «الديبلوماسية المتوازنة» في التعامل مع أجندة القضايا العالمية.
شكرا.. لمن علم وقاد طيلة عقود، والشكر موصول للدينمو الهادئ الذي يعمل بصمت وهمة من أجل وطنه معالي الشيخ صباح الخالد وزير الخارجية، وايضا الشكر موصول للمايسترو «ابن الخارجية» البار الذي يعمل تحت امرته كادر ديبلوماسي يشرف ويرفع رأس الكويت عالياً في المحافل الدولية الاستاذ خالد الجارالله نائب وزير الخارجية.
قال الشاعر:
أهلي ويذكر بالمعروف اسمهم
والفضل يعرفهم أهلا ذوي حسب
أيها الشعب الكويتي العزيز..
لنا ان نفخر بأولادنا وبناتنا- رجالا ونساء- لانهم في كل يوم يضيفون انجازا ونجاحاً، وانتخاب بلدنا في عضوية مجلس الأمن نجاح للديبلوماسية الكويتية التي كانت ولا تزال وستظل حريصة على الأمن والسلم الدوليين.. بوركت الكويت ورعى الله أهلها وحفظهم.