[email protected]
ضحكوا وقهقهوا وقالوا: مقرود مقرود.. منحوس!
استثارني (لفظهم) وأمسكت قلمي كي أكتب عن هذا المتعوس!
هو شخص موجود بيننا (قليل البخت) أو له من «الشرارة» نصيب! لا يحوشك خفس عود!؟ عوذه!!
نعم.. شفناهم في الحياة (مقرود ومقرودة) فمن هما؟
هما بيننا، فهذا معروف رجل منحوس الطالع!
وهو «المنحوس» منحوس ولو حطوا على راسه فانوس!!
وهذه مقرودة سيئة الحظ، وكلاهما بعيدان عن «السعادة» أيامهما نحس! وإنجازاتهما مصائب وابتلاءات وكوارث!
إذن، هما انتكاسة و«جهد وضر» باختصار (نحس) وهما من المشؤومات! من أصحاب البلايا وإن حاشك طشاره لا يحوشك دمرك!!
أنا لا أحب التطير ومتفائل، لكن في الحياة هناك نماذج مقرودة! وتقرد إللي معاها!
قالها شكسبير: (الحظ وحده يمكنه حمل سفينة بلا ربان إلى شاطئ السلامة)، لا.. إنه الله عز وجل مصرّف الأمور هو لا غيره!
في الحياة قابلت أكثر من (مقرود ومقرودة) ووجدت أن حالهم يتمثل في بيت شعر قاله المتنبي:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفنُ
هي الحياة هكذا إنسان يمسك التراب يحوله ذهباً.. وآخر يحول الذهب تنك!!
أحيانا والله تقف (حائرا) ترى قد تصيبك القرادة!
نحن بشر (مو كل العالم مشنصين)! أي محظوظين!
ما من بشر لا يصيبه الحظ السيئ! طالع حلو.. وآخر مهبب!!
الحقيقة التي توصلت لها بكل دقة: قد يكون الحظ العاثر يمهد لحظ سعيد، والحظ السعيد يمهد لحظ عاثر، هكذا الى ما لا نهاية!
بعض (المتفيقهين) يعتبر (المقرود أو المقرودة) أصحاب عُقد نفسية!
غير أن تجارب الحياة أثبتت أن صاحب هذه النظرية من: فاز باللذات من كان جسورا.. هو البطل الفائز!
وتذكر.. أن عيبك مستور ما أسعدك حظك؟!
سألت أحد الإخوة المعروفين بالقرادة: ما رأيك تشخّص نفسك؟
فقال بكل ثقة: ضحَّكتني ما تدري أن الله سبحانه يعطي اللحم لمن لا أضراس له.. وضحك؟
ومضة: قرأت عبارات لأبيات مجهولة القائل، لكنها والله تعرض ما ترمي له (المقالة) يقول:
إن جد المرء في الشيء مُقبل
تأتَّت له الأشياء من كل جانب
وإذا أدبرت دنياه يوما توعرت
عليه فأعيتهُ وجوه المطالب
آخر الكلام: تذكروا وانتو في الحياة ما صادفكم من شعر ونثر وعبارات عن (المقرود)، وربما الآن راح تضحكون من بعض الأمثال التي أعرضها وهي من واقع الحياة وتعبر عن المقرود والمنحوس والمحظوظ؟!
٭ البخت يتبع صاحبه!
٭ له في كل خرابة عفريت!
٭ من يوم ما ولدوني في الهم حطوني!
٭ باضت له في القفص (المحظوظ)!
٭ يا فرحة ما تمت خدها (الغراب) وطار!
زبدة الحچي: في الحياة موجود المحظوظ و«المرضوض»!
أي الذي يتعرض لضربات مؤلمة مثلما يحصل عندما تقع (تطيح) وتحصل لك رضة أو كسر!
الحياة تعلمنا منها انه: «مرة فوق ومرة تحت بمعنى (ملعون أبو أسلافك)!
يارب ارزقنا الرضا، حتى ترضى، وإن رضيت زدنا في رضاك.. ما في أجمل من الرضا لأن فوت الحظ مع فوت الرضا سقم!!
العم الشاعر أبوالعلاء المعري، رحمه الله، قالها منذ قرون، اقرأوا وتمتعوا بالمعاني الجزلة المعبرة يقول:
إذا هبت رياحك فاغتنمها
فإن الخافقات لها سكون
وإن ولدت نياقك فاحتلبها
فلا تدري الفصيل لمن يكون
على العموم، هناك أغنيات عن المقرود وأشعار ومصائب وابتلاءات، وفي مسلسل تلفزيوني كويتي كوميدي من بطولة داود حسين وله مقدمة حلوة يقول:
سويت كل شي
ما فلحت بشي
مقرود مقرود
طريچه مسدود
وتبقى الحقيقة وانتو تعرفونها وهي:
المقرود مقرود لو دهنا بدهن العود!
أتمنى لكم (ويك إند) عطلة جميلة في أعيادنا الوطنية العامرة في «عروس الخليج» بعيدا عن القرادة!