[email protected]
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة
وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام
قال لي وافد كريم في احتفالاتنا الوطنية: انتو شعب يحب التهييص! وعايشين مرفهين وغيركم يذوق المر! انتو شعب مرفه عاش أيامه كلها حرير بحرير!
ضحكت وقلت: تعال اجلس أمامي وراح أسمعك اللي عمرك ما سمعته عن «شعبي» الحر العزيز الأبي يا غشيم!
تغيرت ملامح وجهه وكأنه امتعض ولم يتوقع ردة فعلي، فهدأت من روعه وقلت له: يا ابني اسمع ما أقوله لك، احنا يا وليدي شعب له مظهر وله جوهر!
في تاريخنا (أجدادنا وأبهاتنا) شافوا الويل والضنك والفقر، وصارعوا كل أنواع التحديات والمعوقات في «البر والبحر»، خاضوا ظلمات البحر وشاركوا الوحوش واخرجوا المحار واللؤلؤ من أعماقه، وجابوا الصحاري وقهروا شدة الفقر والمجاعات والأمراض وأشهرها الطاعون بعلو الهمة وسمو الأخلاق والطيبة، وعندما «جاء» الخير وظهر البترول شاركوا الجيران بتقديم ما يستطيعون في التربية والتعليم والاعلام دون منّة ولا أجندات ولا تفاخر وسمّوا كويتنا «بلاد العرب»!
الكويتيون يا صاحبي لا يغرك «مظهرهم» الخارجي الوديع، ترى في داخلهم «نفوس أبيّة حرة ترفض الضيم والعدوان، وهم سيوف مجربة في الحرب والسلم»!
يا صاحبي، الكويت وشعبها أذاقوا المحتل العراقي بجيشه المليوني ومخابراته «المر والعلقم» خلال 7 اشهر سوداء في داخل الكويت، وقدم «عيالنا وبناتنا» أسمى مظاهر التضحية والمجد والعصيان، والمقاومة في سبيل الوطن، وقدمنا 1344 شهيدا وشهيدة خلال أيام الاحتلال وأكثر من 887 جنديا وعسكريا!
وفي الخارج قام «عيالنا» بتسيير المظاهرات والالتحاق بدورات التدريب وشاركوا في تحرير بلدهم وأنا واحد منهم وأفتخر بهذا الدور الوطني.
يا صاحبي شفت هذه الكويت لا يوجد شبر فيها إلا وله تاريخ وأحداث ودم!
يا صاحبي في معركة تحرير الكويت أثبت «رجال ونساء الكويت» قدراتهم العسكرية التي أكدت للعالم أجمع أن الشعب الكويتي شعب محارب، لا يستكين وعلى أرضه محتل، وقدموا في سبيل تحرير وطنهم دماءهم وأموالهم رخيصة وتضحيات تحسب لهم وسجّلها التاريخ وحظوا باحترام شعوب العالم.
يا صاحبي شفت هؤلاء «الأولاد والبنات» الذين تحسبهم مرفهين لا يصلحون للحرب، أنا «أُصحح» لك ولغيرك أن «جيناتهم» كامنة تظهر أثناء الحروب، ويا ويل من يدوس على طرفهم، واسألوا كل الغزاة الذين مروا على ترابها الطاهر إما دحروا شر طردة أو قُبروا في ثراها!
ومضة: أقول لعيالنا من هذا الجيل والوافدين الكرام: الكويت «أُنموذج» فذٌّ بين الدول، عندنا ديموقراطية وانتخابات منذ عام 1920 وفي المجالس البلدية وغيرها، ومعارضة منذ العام 1937، ومجالس نيابية منتخبة في البلدية ومجلس الأمة وجمعيات النفع العام، يوم كانت البلدان العربية تغط في نومة أهل الكهف!
أما في تاريخنا الحاضر فتذكروا «صورة ومشهداً» لا يغيبان عن الذاكرة، منها تهديد قاسم للكويت يوم «ارتجفت» البصرة من هدير أصوات أهل الكويت الرافضين للتهديد ومقولتهم: يا بو سالم عطنا سلاح!
وفي الاحتلال العراقي الغاشم قلناها موحدين: نعم للشرعية ولا حكم إلا لأسرة آل الصباح الكرام، وصار مؤتمر جدة.
آخر الكلام: اسألوا التاريخ عن حرب الجهراء والرقة والصريف!
زبدة الحچي: هذا الشعب العظيم لا تغرك أفعاله الاحتفالية وتحسب انه شعب مرفه غارق في الرخاء والنعم والاحتفالات!
نحن شعب «مليوني» لنا مواكب من الشهداء من عيالنا نفخر بهم، وايضا 14 جنسية عربية وغير عربية ومن «غير محددي الجنسية» شاركوا معنا في حماية الكويت، وما كان لهم أن يفعلوا هذا سوى انهم شعروا بانتمائهم لهذا البلد المحارب عند اللزوم، وأولوياتنا كانت دائما وستبقى الشرعية الحاكمة والدستور والديموقراطية.
الكويت «مفترق طرق» تشعرك بالامن والامان وتعطيك ما تطلب في عقر دارها، لكن «عذرا» ان تجاوزت «حدك» تلقى وعدك!
بلدنا ويحق لنا أن «نفخر به» في الحرب والسلم وتاريخ الكويت القديم في الحروب لا يسعه هذا المكان، لأنه كتب في صفحات التاريخ والمجد والعزة والكرامة.
تقول الأديبة والشاعرة د.سعاد الصباح:
باقون هنا.. هذه الأرض من الماء الى الماء لنا
هذه الصرخة تمثلنا والديرة.. فيا ليتكم تفهمون ما قالت
عن بلدي وشعبي الأبي! لا تغركم المظاهر ربما تكون كاذبة غير حقيقية عن أصالة هذا الشعب!
الكويت لها «حوبة» إلهية لمن يضمر لها الشر، وكيده في نحره!
لعلي هنا أجبت عن رأي صاحبنا احنا شعب بيحب التهييص!
لا يا خوي غلطان نحن «الشعب الكويتي» لا أكثر ولا أقل.. لعلك فهمت!