[email protected]
قد يتبادر إلى ذهنك أن هذه العبارة (تيش بريش) ليس لها معنى أو شيء لا قيمة له أو للشتم أو الصراخ عما يحويه القلب، لكنه مثل كويتي عتيچ، وبعضهم يكمل المقولة: (تيش بريش معلق بالعريش)!
ولهذا المثل الكويتي قصة عجيبة تحكي قصة (مطوع - ملا) يدعي القدرة على شفاء الناس مثل (صاحبي)!
ومع مرا جعة الناس وتزايد أعدادهم بدأ يقرأ عليهم عباراته بطريقة معينة ويدون لهم أحجية (يامعة) أي حجاب يعلق في الرقبة أو يربط في اليد أو الرجل (وهذا كله دجل في دجل)!
وذات مرة أعطى أحد مرضاه (تميمة) وحملها المريض ولكنه لم يشف وفك أهله هذه التميمة!
فماذا وجدوا؟
لقد كتب فيها (تيش بريش معلق بالعريش، ان طابت طابت وإلا عساها ما تطيب)!
فصارت هذه العبارة مثلا على الدجل والشعوذة والتظاهر بالقدرة على فعل شيء لا يستطيعه الإنسان!
واضح كلمة تيش (ليس لها معنى) والريش معلوم للطير، إذن هذا مثل لشيء لا معنى له في المجتمع!
إذن مخزوننا التراثي مليء بمثل هذه العبارات والأقاويل والأمثال التي لا معنى لها وتستخدم.
في الذاكرة الكويتية أتوقف عند عبارة (حلول اليمعة) لأن الكويتيين القدامى كانوا يشربون (الحلول) وهو العشرج، نوع من المسهل لتنظيف بطونهم كل يوم جمعة أو عطلة!
ومضة: تيش بريش قول يعني لا شيء لا فائدة منه ولا مضرة، أي وجوده وعدم وجوده تيش بريش!
كثير من (عيال الديرة) إذا ما عجبهم البرلمان قالوا: تيش بريش!
وإذا ما عجبهم أداء وزير قالوا: تيش بريش.
وأنا أقول حق صاحبي الغشيم انت تيش بريش!
آخر الكلام: شوفوا ما تقوم به القوات الروسية على الأرض وفي السماء ومن معها حيال الغوطة الشرقية أليس هذا ينطبق على امتنا انها حاليا تيش بريش!
أكثر من 22 دولة عربية وإسلامية واقفة موقف المتفرج قبلها في فلسطين والآن في الغوطة الشرقية. إنها أمة تيش بريش!
زبدة الحچي: منذ الثمانينيات وعقب ذهابي الى أفغانستان لتغطية الأحداث هناك لـ «الأنباء» وأنا أجمع مادة كتابي «أفغانستان وسنوات الجمر»!
وأسميتها سنوات الجمر لأن الجمرة تتوقد وتخبو بالرماد، لكنها تظل جمرة تحرق واطيها!
إن ما حصل في أفغانستان من جهاد في سبيل الله في البداية وما تعاقب من نتائج في كل ملفات أفغانستان يجعلني أقولها هل ضاع كل شيء هناك وصار تيش بريش!
آه.. أحيانا نصحو متأخرين: (إذا فات الفوت ما ينفع الصوت)!
إنه زمن تيش بريش!