[email protected]
يقولون: في هذا الزمن ضاعت الأمانة؟
وأنا أقول لا، لو خليت خربت!
أكيد في ناس يحفظون الأمانة ولا يخونوها ويؤدونها كما ائتمنوا عليها كبيرة أو صغيرة قولا أو عملا لربه أو لأي أحد من الناس فهو مأمور ومطلوب منه أن يحافظ على أمانته؟
قال تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) النساء: 58.
وتأدية الأمانة إلى أهلها أن تضع ثقتك في محلها فلا تلعب بك الأهواء فتجعل ثقتك في غير محلها وتخون الأمانة التي وضعها في عنقك والأمانات كل ما ائتمنت عليه من مال أو عهد أو عقد أو سر أو شبه ذلك فأداء الأمانة واجب على كل إنسان سواء كان حاكما أو محكوما، رئيسا أو مرؤوسا عالما أو عاملا أجيرا أو تاجرا، ولدا ذكرا أو أنثى، على حسب أمانته وحسب ما أستودع وائتمن!
لهذا كله نجد أن (المؤمن) من ذكر أو أنثى حافظ للأمانة ولهذا لنتفاءل أن هناك بشرا اليوم بيننا مازالوا حافظين الأمانة غير مفرطين بها.
الأمانة فضيلة من الفضائل لا نستغني عنها في الحياة وهي غاية مرجوة منها الخير للبلاد والعباد إن سادت فالأمين موضع ثقة الناس واحترامهم والخائن مناط سخطهم واحتقارهم ولهذا ينجح الأول ويسقط الثاني من عيون الناس!
قال صلى الله عليه وسلم: «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال كيف إضاعتها يا رسول الله قال إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة».
ومضة: علينا أن نقف عند الحوار الذي دار بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ألا تستعملني فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر أنت ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه ـ رواه مسلم.
انظروا للقرارات هنا وهناك هل وسّد الأمر لأصحابه؟ هل القرارات تؤخذ فيها صفة القوي القادر على الإصلاح أم الحاصل على (و) للأسف؟!
آخر الكلام: قال تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) الأحزاب: 72.
زبدة الحچي: أيها الإنسان الكريم لقد أعطاك الله عز وجل الجوارح وجعلك أمينا عليها فإذا قصرت فيها أو في أي عضو منها أو استعملته فيما لم يخلق له أو فيما يضر به فأنت لم تؤد الأمانة وكنت خائنا فيما أمرك الله تعالى، وإذا لم تؤد كنت خائنا إذا لم تصل أو تزكي أو تصم وأنت قادر على كل هذا!
أولادك أمانتك فإن قصرت في ذلك فأنت مضيع للأمانة وخائن لها وكنت مسؤولا يوم القيامة عنها.
جعلني الله وإياكم ممن يؤدي الأمانة ويتجنب الخيانة قولوا يارب لأننا جميعا مؤتمنون، وكل منا مسؤول عن رعيته أحفظ أم ضيع!
الأمانة تذكر بها الوزير والنائب والموظف وكل إنسان على وجه الأرض لأن الأمانة هوية الشخص للدخول إلى نفوسهم وضمائرهم.