[email protected]
من تجربة الحياة وفي الستين من العمر لي نصيحة خذها ومني طبقها «ترتاح» وهي ألا يتملكك «البغض - الحقد - الكره» في حياتك، واعرف أن من طبيعة البشر «الحمق - العصبية - الانفعال»، لكنني والله مدين بهذا للشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله، الذي حضرت له درسا في «العزيزية» في سنوات الحج، وقال في نهاية محاضرته ودرسه «تجربة وحكمة»: «إذا وضعت رأسي على مخدتي كي أنام ليلا استغفرت وقلت أورادي وسامحت كل من أخطأ بحقي..» الله.. ما أجملك من روح متسامحة كل البشر خطاء وباب التوبة مفتوح.. وقل عوذه.. يعني أعوذ بالله من الشيطان الرجيم!
إذن، النصيحة عزيزي القارئ الكريم «البغض عاقبته وخيمة مدمرة فهو نار تذهب بالعقل وتعمي البصيرة وتدمر الحياة»!
اسمعوا لرسولنا صلى الله عليه وسلم سيد الأنام وإمام التسامح والمحبة يقول: «لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا».
وكما يقولون: البغض «سهولة» لكنه انحدار وحكم بالإعدام على الذات!
عكس هذا كله أفضل الأعمال الحب في الله، والبغض في الله بمعنى أن تكره وتغضب من هذا الذي يتطاول على الدين ويلحد ويتطاول على «الذوات» لأنه ناقم حاقد كاره!!
أعجبتني أبيات رشيد سليم الخوري يقول:
أبغضت أعدائي فلم
أتعب ببغضي غير قلبي
وأحببتهم فأرحته
وربحتهم وسَررتُ ربي
ومضة: النفس المتوازنة القوامة هي التي تنظر دائما الى كل الأمور الخلافية بنظرة «الاستصغار»، واحنا في الكويت نقول: «كبرها تكبر صغرها تهون»!
قال الشاعر:
آمنت أن الحب حكمة شاعر
جاز المدى فالكون فيه مصغر
تتعانق الأديان في أكنافه
ويذوب لون هان فيه وعنصر
إذن، ليس هناك أجمل من التسامح في الدنيا لأن وراءك «قبر» متر بنصف متر، فلمَ الأحقاد والزعل والعصبية.. خذها مني نصيحة خذها من قاصرها وسامح دائما تفوز.
آخر الكلام: الكراهية إن ملأت نفس بني آدم أوجدت في مشاعره حقدا وكراهية ما يوتر كل علاقاته ويقابل كل موقف بمواقف أشد من العداوة والكراهية، ونحن نولد «أسوياء» نفوسنا صافية بيضاء، لكن الكراهية لا تولّد إلا الكراهية والاحتقار!
ومن يمارس الكراهية في حياته يتعب ويتعب اللي معاه إن كان زوجا أو زوجة أو ابنا أو ابنة كنه ـ صديق ـ جار أو.. أو.. أو.
الخلاصة: عزيزي القارئ الكريم تمسك «بأسلوب المسامح» دائما واغفر الزلات لأن الرب يسامح!
ترى ما يسامح إلا بقلب أسود «ربنا» يغفر الزلات!
الدنيا ما تسوى!
زبدة الحچي: تعلم في الحياة أن تنصت وتناقش وتشرح وتبرر وتعترف وتتنازل لكن إياك والكره والحقد والبغض.
تذكر كل هذا «سخائم» اتركها جانبا لا تتسلل الى نفسك الطاهرة وسامح وكن صاحب الفضل دائما تكسب نفسك ومن حولك وترتاح في حياتك.. ابتسم وسامح تسعد وإياك وإياك وإياك رد الكراهية بالكراهية.. احذفها بعيدا وقل: لا يحوشك عوذه!