[email protected]
قالت له: افتح نافذتك المغلقة ليتسلل لك نور القمر ودفء الشمس!
ألا ترى الطيور تبحث عن الدفء في السموات؟!
ضحك وقال: وكأنك تطلبين أن أزيل ما في نفسي من همس الأمس!
قالت: نعم، الدفء كينونة المحبة وصيرورة المشاعر لا تكون مباشرة وإنما بالهمس!
ألا ترى أن النجوم تبحث عن الضوء في قلب السماء؟!
قال: آه.. من يملك اليوم البوح بالمشاعر في زمن الصمت؟!
قالت: ومن قال لك أن تصمت، ألا تعلم أن الأبراج والأفلاك قد تحكي العاطفة لكنها لا تعطي الأماني الواعدة إلا كذبا؟!
قال: الجوع العاطفي كافر.. فلا فلسفة على الجياع!
قالت: انظر هنا وانظر هناك.. تبقى المشاعر!
قال: أعلم انها حاجات كالطعام والشراب لكنها اليوم تشترى بالبدائل من هدايا وأسفار تعادل المشاعر!
قالت: أعرف ان (العواطف المنسية) جريمة إنسانية؟
قال: كل شيء صار جائزا في زمن العولمة والشقلبة والبدائل!
قالت: حلوة دعوتك لي أن ألتفت إلى المشاعر، لكن بالله كيف قل لي ورائحة البارود والرصاص تزكم الأنوف وتعمي الأبصار؟
قال: اطمئني لقد (ثلجوا) المشاعر في فريزراتهم الثلجية! وتبريراتهم العبثية!
قالت: لن يتوقف الزمن وسيظل (آدم وحواء ) يبحثان عن العاطفة حتى في (البيوت المهدمة) من طغيان الإنسان!
قال: حكمة الزمان ان السعادة مع الإنسان بالإنسان وعقد اتفاقها أجواء من الرضا ولا تحكمها أثمان!
قالت: عش حلمك، حب أو اكره، اضحك أو ابك، مهما احمر وجهك خجلا، هذا حقك أيها الإنسان!
قال: قد يضيع العمر خلف القضبان والحوار الرومانسي موجود في الحياة لكنه قليل مثل المطر، مثل ضياع الإحساس!
أنتِ ماذا تقولين؟
ومضة: الإنسان كله مشاعر فياضة وقسوة هذا الزمان بمحطاته المادية والظرفية تجعل هذا (البني آدم) يشبه الميت!
الحقيقة المطلقة اننا جميعا بحاجة الى المشاعر والإشباع العاطفي بعيدا عن حياة الصخب ومآسي الخطوب والفواجع!
إننا باختصار بشر!
آخر الكلام: حياة التحضر والمدنية سرقت الأوقات وحل البدل الصاخب، انه انهيار القيم والفكر حتى صرنا نعيش الخواء بكل ألوانه حتى صارت النفوس خرائب بشرية!
ونحن في عصر القفزات المذهلة غدت نفوسنا تحكمها (القرية الكونية) عبر أجهزتنا الإلكترونية التي عطلت أجهزتنا البشرية من أحاسيس ومشاعر، وذهب النقاء الروحي وحلت المصالح والأنانية!
إننا باختصار بشر!
زبدة الحچي: حتى يعود الدفء إلى أنفسنا قبل بيوتنا ومجتمعنا ودولتنا أحيوا «المودة» ولا تنسوا الرحمة!
المودة والرحمة عطاء ولن تكون هناك رحمة ما لم يكن هناك «حب» خالص لله!
ما أحوج بيوتنا للدفء حتى تثمر الأغصان لأن الأغصان الخضراء لا تُكسر!
عزيزي القارئ الكريم: دمت في دفء المشاعر في إجازتك الأسبوعية،
ودع في إجازتك كل شيء واغمض عينيك وتنفس هواء قارات العالم وانتش.. فالحياة جميلة من دون الحرام فاسرح واترك فوضى حواسك وكأنك طفل يلعب على ساحل البحر بالرمل دون رقيب!
إنها الحياة فعش في حنايا المسموح (خيالا) وتمدد وكأنك من (أباطرة وقياصرة) هذا الزمن!
واحلم في رابعة النهار بدفء المشاعر ولا تطل (الحلم) حتى لا يصفعك الواقع!
وتذكر دائما: ما عاد الحب أن تحيا وتعشق ما تشاء!