[email protected]
الجوهرة اسم لحجر كريم ثمين.. وهي كذلك.
في الكويت جوهرة لا بل جواهر وأفلاك وكواكب من الدرر!
ربما تذكرنا الجوهرة دائما بالملك والحاكم والشيء النفيس!
وعندما نقول لإنسان (ما) أنت جوهرك طيب فهذا يعني الصلاح وطيبة الذات!
على مدى أقل من نصف ساعة استطاع المخرج المبدع إبراهيم المانع أن يأخذني في «رحلته الزمنية» عبر التاريخ ليعرفني بالجوهرة، وهي بالفعل جوهرة كما هي مناطق الكويت الأخرى!
أعرف المخرج المتألق الذي أخرج العمل من إمكانيات محكومة ولو فُتح له الأرشيف في الدولة لكان الفيلم شيئا آخر، مع قلة الإمكانيات المتاحة من أفلام فيديو ومقابلة شخصيات وصور تاريخية يستخدمها في عرض «مجوهراته التوثيقية» كمحب وعاشق للجوهرة!
فما هي الجوهرة؟
الجوهرة أيها القراء هي «محافظة الجهراء»!
واستطاع هذا «المانع المانح» أن يعطينا موجزا مختصرا لمنطقة الجهراء الشامخة بتاريخها ورجالها وأسرها!
على مدى دقائق من الوقت استطاع إبراهيم المانع أن يدخلني «بانوراما الجهراء» وأرى هذا «الكم» الكبير من الحب في فيلمه وشخصياته وما مرت به الجهراء من أحداث مهمة عبر التاريخ.
كنت أتمنى أن أرى (سيناريست) كتب السيناريو (النص المكتوب) وهذا لا يقلل من العمل بل يدعمه، كما أنني كنت أتمنى أن يضاف للشخصيات وكيل الديوان الأميري ومدير عام مكتب الشهيد الأخت الفاضلة فاطمة أحمد الأمير.
وأول ناظر مدرسة وأول من تسلم الأمن، وهكذا، فالجهراء غنية بأهلها، وأنا أتذكر الشيخ حمد الأمير وعبدالعزيز الهدة، رحمه الله، وبدر الحجرف وآخرين يصعب عليّ تعدادهم!
ومضة: أعادني الأستاذ إبراهيم المانع إلى مزارع الجهراء يوم كنت وصديقي الدكتور هشام النصف، رحمه الله، نذهب بالسيارة المرسيدس الرصاصي التي يسوقها سائقهم كرامة كي نحبل (نصيد الطيور)!
كنت أتمنى لو تضمن الفيلم بعض الأشعار التي قيلت بالجهراء من شعراء الجهراء وما أكثرهم!
كانت الجهراء بسيطة (ملمومة) أي صغيرة يسهل التنقل فيها ومزارعها الفيحاء تميزها بنخيلها الباسق.
آخر الكلام: أكيد (الفيلم) فيه بعض المثالب التي رأيتها في الصوت، وإغفال النص أحداثا تعرضت لها الجهراء مثل العدوان العراقي وآثاره المدمرة على الجهراء والأمراض التي حلت بالجهراء، لكن هذا لا يمنع أن نشيد بالجهد المبذول في الفيلم، والذي أراه وثيقة تاريخية تحفظ لأهل الجهراء الكرام حقوقهم.
نجح أخونا إبراهيم المانع في أن يسلط الضوء على الجهراء القديمة بواسطة (يوتيوب) لتكون مرجعا للدارسين مستقبلا، ولو أضاف على فيلمه بعض الإحصاءات مثل عدد السكان عبر الأعوام ونسبة عدد سكان الجهراء إلى الكويت.
يقول الشاعر حمود جلوي في قصيدة له عن الجهراء اخترت لكم منها هذا البيت:
ألا مني زعلتِ وضقت أنا والله من عذري
ترى ما حييت لك إلا وأنا أدري ما تخذليني
زبدة الحچي: شكراً للشيخ سلمان الحمود وزير الإعلام السابق على دعمه هذا (الفيلم) الوثائقي «الجوهرة» لتعزيز التاريخ بالأدلة المرئية والمسموعة من شهادات الأهالي الكرام ولإبراز منطقة مهمة من مناطق الكويت العامرة.
أتمنى أن يأمر وزير التربية المدارس الثانوية أن تعرض هذا «الفيلم الوطني» في مدارسنا في احتفاليتنا الوطنية في فبراير القادم.
الأستاذ إبراهيم المانع.. ما قصرت وبيض الله وجهك على هذا الجهد الوطني الصادق.
لقد قالوا وصدقوا: ندرة الصنيع تمنح الشيء ثمنا!
إبراهيم المانع: أرجعتني الى الزمن الجميل يوم كنا نسمع الفنان الكويتي القدير حسين جاسم، رحمه الله، يتغنى بالجهراء صادحا: واحة الجهرا بها يشفى العليل، تسحر اللي في نخلها يكشتون (أي يخرجون في نزهة)!
أرجعتنا يا إبراهيم المانع الى الماء العليل في الجهراء ومناظر الأشجار من نخل وسدر، إنها أحلى ماضٍ عريق.