[email protected]
لكل زمن لصوص وهذه حقيقة!
في السابق كانوا قُطَّاع طرق (سلابة) بسلاحهم وقوتهم يسرقون القوافل ويحكمون الطرق والمعابر!
ثم تطوروا وصاروا يقتحمون (الأبواب المقفلة) ليصلوا الى كل ما هو ثمين ليأخذوه في دهاليز الظلام، ولا من شاف ولا من دري!
ومع تطور الحياة ولجوء الناس للبنوك والمصارف تطور أيضا اللصوص وأصبحت هناك (عصابات من اللصوص) تقتحم هذه البنوك لتسرق (المخزون) في هذه البنوك، وحدثت سرقات في عز الظهر!
اختلفت الأزمنة واصبح هناك لصوص (هنا وهناك)، ونحن في الكويت لا نختلف عن هذه البلدان لدينا (لصوص) مثل بالضبط نوع من السمك نسمّيه (چم)! يساق للسجن لأنه سرق مبلغا تافها زهيدا!
وهناك (نوع غير محترم الكنق) بس ذكي متحايل هدفه (الهبش)، وحتى تتضح لكم الصورة أكثر أعرض لكم صورة (لصوص اليوم) الذين غرفوا الملايين وهبه وإلا هم برة!
يتسكعون في مدن أوروبا!
اسمعوا مني هذه القصة الظريفة التي تحكي واقع الحال!
دخل اللصان المكان فوجدا الخزنة ففتحها أكثرهما خبرة دون كسر (متعود الحبيب)!
أخرج المال وجلس على الكرسي وقال للص الشاب المتدرب: أحضر لنا ورق اللعب (الچنچفة) أو ما يسمى الكوچينة!
قال الشاب: لنهرب الآن ونلعب في بيتنا يا خوي!
نهره اللص الخبير وقال: أنا القائد افعل ما أقول لك ولا تدندر! لا تزيد في الكلام!
أحضر الشاب الورق وبدآ يلعبان.
قال اللص الخبير للشاب: افتح المسجل بصوت مرتفع سمعنا! الحبيب يبي يسمع طرب!
امتثل الشاب وصار يرتعد خوفا لأنه وقائده سيقبض عليهما، الصوت عال ومسمّع!
حضر صاحب المكان وبيده مسدس وقال:
ماذا تفعلون يا لصوص؟ حرامية في بيتي؟
اللص الخبير لم يكترث وقال لصاحبه الشاب:
أكمل اللعب ولا تعط صاحب المكان اهتماما.
استمرا في اللعب!
فاتصل صاحب المنزل بالشرطة، حضرت الشرطة فقال لهم صاحب المكان:
هؤلاء لصوص سرقوا الخزنة وهذي هي الأموال التي سرقوها أمامهم!
فقال اللص الخبير للشرطة:
هذا الرجل كذاب أبوطير! لقد دعانا هنا لنلعب معه «الهند»!
وقد لعبنا فعلا وفزنا عليه ولما خسر أمواله أخرج مسدسه وقال: إما أن ترجعوا أموالي أو أتصل بالشرطة وأقول إنكم لصوص يا حرامية!
نظر الضابط الى الكؤوس الثلاث والمال على الطاولة، ونظر الى جهاز الموسيقى بصوته المرتفع وإلى اللصوص يلعبون الورق غير مكترثين.. أمر فعلا يحير!
فقال لصاحب المكان: يبدو أنك تلعب في بيتك وعندما تخسر تتصل بنا.. إن عدت لذلك مرة أخرى رميتك في السجن!
ثم اتجه الضابط إلى الباب ليغادر.. فقال له اللص الخبير اللوتي:
سيدي الضابط إن خرجت وتركتنا فقد يقتلنا.. فخرج اللصان من المنزل بحماية الشرطة!
ومضة: هكذا هم لصوص آخر زمن أيها السادة القراء!
مهما اختلف الزمن فسيكون هناك لصوص يسرقون الرغيف!
آخر الكلام: وما أكثر هؤلاء في زماننا هذا إنهم يسرقون ويهاجرون أشكره ولا حسيب ولا رقيب، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
قالها الشاعر:
النفس تجزع أن تكون فقيرة
والفقر خير من غنى يطغيها
وغنى النفس هو الكفاف فإن أبت
فجميع ما في الأرض لا يكفيها
زبدة الحچي: حد السرقة في شريعتنا (قطع يد السارق) وأن يكون السارق (بالغا عقلا وقاصدا وغير مضطر وتثبت سرقته)، وهذا لا يطبق إلا على الفقير، أما صاحب المنصب الكبير فيُترك ولا يُلاحق مع الأسف!
نسأل الله عز وجل أن يمكن للإسلام تطبيق الحدود والقانون على الكبير قبل الصغير في أرض الله على عباد الله، والله أعلم!