[email protected]
الغضب جذوة نار حارقة!
وهج يشتعل في قلب الإنسان فيقلب كيانه!
حالة صارخة تنقل صاحبها من محراب الهدوء إلى ساحة الانفعال!
ومن الاتزان إلى التهور..
ومن الصمت إلى الهذيان..
الغضب شعور بشري يعتري (ابن آدم) وإن بدت له أنها حالة قوة!
لذلك جاء في الحديث الشريف قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب».
إذن القوي هو الذي يستطيع أن يكبح إطفاء جذوة غضبه!
عشت العطلة الأسبوعية مع كتاب د.عبدالرحمن صالح العشماوي «لا تغضب»!
وسرحت بعيدا وأنا أنتقل معه في سفرته بالطائرة وهذا الحوار الرائع مع فتاة في ميعة الصبا صاحبة العباءة السوداء الفضفاضة أم العطر الفواح وتساؤلاتها الكثيرة، وكلما غاصت طائرته في السحاب الكثيف غاص هو أكثر في تأملاته ولوحاته وما دار مع تلك الفتاة من حوار شمل كل مناحي الحياة وأسئلتها وإجاباته الحصيفة التي شملت كل مناحي الحياة بما فيها العادات والتقاليد وأيضا الاستشارة بما يخص اللباس من عباءة وحجاب!
وقفت طويلا أمام رسالة (أم محمد) للدكتور عبدالرحمن العشماوي وما حملته من بشرى وإن تبين فيما بعد أن الرسالة لم تصل العنوان البريدي الذي نسيته! وربما تصل إليها ذات يوم.
ثم يجول بك الكاتب والكتاب في رحاب قراصنة الأدب والفكر ويتحدث هنا عمن اقتحم عليه مكتبه وهو ثائر غاضب لا يريد أن يتكلم ثم انفجر وهو ابن الثامنة عشرة عاماً وقال أنا لا أريد أن أسمع من أمثالك، أنتم ليس لديكم إلا المواعظ الإسلام الإسلام!
وهذا نفسه ما يدور اليوم الكل يتهم الإسلام بدءا من أفغانستان الى آخر نقطة في العالم.
وكأن من يسأل: ما أهمية الإسلام في هذا الزمان؟
وتأتيك الاجابة من (أهل الجاهلية) نحن لا نرى للإسلام أهمية!
هنا يشعر كل مسلم غيور أن أعماقه تغلي والغضب يتملكه لأننا أمة الإسلام!
إذا زعلت وغضبت فقط اصرخ الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر سرعان ما تسري الدماء الى عروقك وتهدأ!
أنا وغيري نشعر والله بالخزي والعار ونحن نرى اليوم هذا الكم من المرتدين عن الدين الذين يجاهرون في إلحادهم وهم في عمق الجزيرة!
حسبنا الله فيمن أضلهم وأصلحهم الله وحسبنا على شبابهم أن يكونوا وقودا لجهنم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
يقول د.عبدالرحمن العشماوي في باب «شقائق الرجال» وهو مستغرق في قراءة كتاب «العقلانية هداية أم غواية» للأستاذ عبدالسلام البسيوني الذي أورد في كتابه آراء وأقوال بعض من أصيبوا بلوثة (العقلانية) المعاصرة، وعند اندماج د.عبدالرحمن العشماوي في رحلة ذهنية واهتمام بموضوع الكتاب سلم صوت رقيق بدا من نبراته أنه يحمل قدرا كبيرا من الجرأة.
قالت: أنت فلان؟ قلت: نعم.
قالت: هل أنت مستعد للحديث مع أني أريد سؤالك عن أمر شغل بالي، قلت لها: ان كان سؤالك متعلقا بفتوى أو قضية فقهية فعليك بالمختصين في هذا المجال!
قالت: كلا إنها قضية عامة لها علاقة بالدين ولكني أريد أن أسمع رأيك فيها، لقد كلمت عالما قبل أيام فما أن طرحت عليه السؤال حتى قرعني بكلام فيه قسوة شديدة ثم وضع سماعة الهاتف!
قلت: يبدو أن طرحك كان مستفزا؟
قالت: وإن كان كما قلت أليس من حقنا عليكم أن تسمعوا منا وأن تجيبوا على أسئلتنا بهدوء؟
قلت لها: لك ذلك مني فهات ما لديك.
قلت: أنا أرى أن نصيب الرجال من الحياة أكبر من نصيب النساء، للرجل كل شيء وليس للمرأة شيء، أبي في منزلنا يصرف الأمور، أما والدتي فلا يتجاوز رأيها حدود المطبخ، لهذا أنا ألغيت فكرة الزواج تماما من تفكيري فأنا لست مستعدة لوضع القيد في عنقي.
أسألك بالله هل يصح هذا؟ لماذا لا يكون لنا ما للرجال من حرية التصرف؟ أليست النساء شقائق الرجال؟
أنتم تقولون إن الإسلام أعطى المرأة حقوقها فأين هذه الحقوق؟
ومن الحوار اتضح لي أن هذه الفتاة تشتكي قسوة الأب!
لهذا أيها الآباء انتبهوا جدا وأتم تتعاملون مع شقائق الرجال، راعوا الله في منازلكم وعاملوهم باللطف والحنان وتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي».
ومضة: هذا الحديث للرسول صلى الله عليه وسلم يجب أن يُوضع عند مدخل كل بيت!
آخر الكلام: المرحلة الحالية ستكون في أوساط الشباب الضال، إن مصطلح الإلحاد يجب أن يسود وهذا طبعا يتناقض مع فكرة الإيمان في المجتمع المحافظ بالله والألوهية لأننا في جزيرة العرب واعتقادنا بوجود اله واحد فقط!
زبدة الحچي: لا تغضب اجعل شعار هذه المرحلة مع وجود كل أولئك (الملحدين والمرتدين) وهم فئة تنكر وجود الله عز وجل وكما نعلم أن الإلحاد صديق الجهالة!
اللهم احفظ علينا ديننا القويم وثبت قلوبنا يا مقلب القلوب، ادعوا لهم الله يصلحهم.