[email protected]
حيث يبدأ التعصب ينتهي الدين.. يقولون أعداء الدين إنهم ديموقراطيون!
الهجوم الذي دار في أروقة المجتمع الكويتي الفترة الماضية مستهدفا (جماعة التبليغ) إنما هدفه المنظم (بداية عهد الوصاية) من الذين يطالبون بالحرية والديموقراطية وينقضونها مثل (العنكبوت) التي تنسج بيتها الواهن!
قال تعالى: (مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون - العنكبوت: 41).
هكذا بدأت الآن مرحلة (تعصب ووصاية) هدفها (الدين) تحت مسميات كثيرة؟!
هذا الهجوم غير المبرر على جماعة (التبليغ) وراءه (هوى النفس) وحبهم (لقبر) بيوت الله وجعلها خرائب لا حياة فيها ولا دعوة ولا إسلام ولا حول ولا قوة إلا بالله!
وأنا أعلم أن الذين ناموا في مصلى النساء (مخطئون) لكن أعلم أيضا أنهم يجهلون نظم ولوائح المسجد لأنهم بسطاء!
أنا شخصيا خرجت 3 أيام مع جماعة التبليغ وعايشتهم عن قرب في هذه الأيام الثلاثة، حيث لم أجد عندهم إلا الخير، فهم (دعاة توحيد) وتعزيز (السنة) مثل عيادة المريض ودعوة الناس للخير وعلى أيديهم ملايين من الضائعين تابوا وعادوا إلى دوحة الإسلام، فدعوتهم قائمة على أساس (الخروج) في سبيل الله ولهم اجتماع سنوي كبير أما ما أثير عن أهل الشورى فهم المصلون في المسجد، أما البيان فهي كلمة موجزة توضح المقصد من الخروج في سبيل الله.
والكل يعرف أن هذه الجماعة قد تكاد تكون الجماعة الوحيدة التي تعطى تأشيرات دون تحفظ عليها في العالم ومن كل الدول، وهذا يعني لو أنهم وجدوا فيها (خطرا) لمنعوهم التأشيرات!؟
قال الشاعر:
ولربّ نازلة يضيق بها الفتى
ذرعا وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فرجت وكنت أظنها لا تفرجُ
لقد شاهدت في أكثر من دولة جهودهم المباركة في دعوة الناس الى هذا الدين القويم في ظل تزايد موجات الإلحاد والتغريب، وما يميزهم أنهم (ضد السياسة والإعلام والظهور)!
ومن يعاشرهم يحبهم لبساطتهم وتواضعهم.
لقد أسس هذه الجماعة الشيخ محمد إلياس في الهند، منذ نحو 9 عقود ودعوتهم تقوم على أسس 6 هي ما يلي:
٭ الإيمان بالله والنظر في آياته وآلائه.
٭ تحقيق الخشوع في الصلاة.
٭ المداومة على الذكر والتسبيح.
٭ احترام المسلمين.
٭ الخروج في الدعوة إلى الله.
٭ لا يجمعون التبرعات من المحسنين.
طبعا، هناك انتقادات كثيرة لهذه الجماعة من أهل الكتاب والسنة لأنهم لا يعتمدون على كتب أئمة السلف وتدور أسئلة حول تدارس الصفات الست فقط دون سائر شُعب الإيمان!
وهل من الحكمة الشرعية تعطيل النهي عن المنكر؟
وهم يتداولون لفظ (الأحباب) للمنضوين في الجماعة أو غيرهم، وهي كلمة لطيفة ذات معنى (رقيق) يقرب النفوس الإنسانية ويوحدها لتحقيق هدف الربوبية في إعمار الأرض.
التبليغيون لهم نهج خاص بهم انشغلوا بالجزئيات، لكنهم على العموم يربون أفرادهم على اقتحام ميدان الدعوة والكلام في مسائل الدين ولو كان قليل علم.
ومضة: جزى الله الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق الذي أوضح ماهية هذه الجماعة في الزميلة (الراي) يوم الأحد 8 أبريل 2018 وقال: «إن ملايين تابوا على أيدي أعضائها وتفاني رجالها في الدعوة أمر يفوق الوصف».
أنا أسميهم (اللاويين) والبعض يسميهم أهل الدعوة، وآخرون دراويش، لكنهم في حقيقة الأمر تبليغيون!
آخر الكلام: كل هذه (الخبة) وراءها مجموعة حنت إلى دورها القديم في إظهار مجتمعنا كأنه مجتمع (معادٍ) للدين، وخذوها مني ومن غيري الذين جربوا هذه (الجماعة المسالمة) لا يشكلون كما وصفوهم (إرهابيين)!
والله ثم والله ثم والله، إنهم جماعة هدفها عودة الضالين عن الدين إلى دوحة الإسلام، ولربما هذا ما أثار الملحدين وأنصارهم!
وغير صحيح ما قيل عنهم إنهم لا يدعون للتوحيد وأن بين صفوفهم (تكفيريين) ولهم منهجهم وليست لهم علاقة بالصوفية!
زبدة الحچي: لو الكويت شايفة ضرر من (صبحان) مركز تجمعهم والذي يحضره جميع الناس لسكروه من زمان.
قال الشاعر:
كل شعب فشا التعصب فيه
هان والموت من وراء هوانه
يا جماعة عندهم كتابان يدرِّسون الناس منهما (رياض الصالحين - حياة الصحابة) وقبلة مني على رأس والدنا العم الشيخ راشد الحقان - أبو إبراهيم وأحبابه الكرام.. هوجة وتعدي!
أسأل الله عزّ وجلّ أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه وأن يدلنا على الحق ويوفقنا للثبات عليه إنه ولي ذلك والقادر عليه، اتركوا التبليغيين، ما منهم مضرة!
وتبقى الحقيقة: ليس سوى (خطوة) واحدة بين التعصب والهمجية!