[email protected]
الشخصية لا تورث، أنت تصنعها بجهدك وتعبك وجيناتك!
هل وقفت أمام المرآة يوما وسألت نفسك من أنا؟
اترك التحفظ والتهيب وابدأ باستعراض تاريخك منذ الولادة إلى ما صرت إليه وتغلب دائما على فشلك!
مراحل عمرية مرت، خضت تجارب ومواقف وكلها صقلت شخصيتك وصرت اليوم (وحدة متجانسة) بمعنى دقيق شوية.. إنك حصاد سنينك وعبقريتك!
معرفة الذات تعتبر من أكبر الإشكاليات لدى البعض، مع يقيني وعلمي بأن معرفة الذات هي مفتاح التطور والنجاح في الحياة، فمن دون أن تعرف نجاحاتك وإخفاقاتك وتقوِّم نفسك لن يدلك أحد الى هذا السبيل، فأنت الوحيد الذي يعرف مكامن قوة وضعف وملامح شخصيتك، وإن عرفت مواطن الضعف عالجت نفسك على الشكل الأمثل المطلوب.
عزيزي القارئ: اليوم أنت وحدك الذي تقرر مكامن القوة واللين في هذه الشخصية، فإذا كنت واثقا في نفسك فامض على بركة الله الى مبتغاك! ولا يمنع إطلاقا أن تفكر بفتح ملف شخصيتك تقييما وتقويما!
ومن شروط معرفة الذات توافر (غاية وهدف) في حياتك للارتقاء، وأولها الصدق مع النفس، والوضوح وعدم الدخول في عالم (الوهم)، فكم واحد في حياتنا يدعي (العلم والمعرفة) وهو أكبر (جاهل) لأنه يبني (ذاته) بعيدا عن الواقع ويعيش النرجسية والطاووسية في أقبح صورها في نفسه ويعكسها على غيره فيمنع الحقيقة أن تصل لنفسه وإن وصلت أعماه كبره عن فهم (الخيال) الذاتي الذي يضر كثيرا في الإنسان، خاصة إن كان ملحدا وبعيدا عن الدين والعياذ بالله وما أكثرهم!
إن نقاء السريرة والبعد عن التأثر بشخصيات الآخرين وتقمص الدور الذي لا يناسب شخصيتك يجعلك إنسانا تابعا من غير شخصية!
عليك أن تمضي حياتك واثقا بعيدا عن نظرات الآخرين وآرائهم، وقيِّم نفسك بنفسك من نتائج عملك، لذا مارس (النفس اللوّامة) هي التي يجب أن تحرص عليها في حياتك وعلى أساسها قيِّم نفسك! كل بني آدم خطّاء والكمال لله وحده سبحانه وتعالى.
ثق بنفسك وقدراتك وقارن مزاياك بعيوبك حتى تصل إلى ما تطمح إليه ولا تأخذك العزة بالإثم والخيلاء والجبروت!
ومضة: يتهالك الناس ليعرفوا الأخبار وما وراء الأخبار، لكنهم للأسف لا يبدون أي اهتمام بمعرفة أنفسهم!
إنهم بالضبط كما قال الشاعر:
وما الداء إلا أن تعلم جاهلا
ويزعم جهلا أنه منك أعلمُ
ما أجمل الشاعر أبو القاسم الشابي الذي قال:
سأعيش رغم الداء والاعداء
كالنسر فوق القمة الشماء
آخر الكلام: عزيزي آدم وعزيزتي حواء (الناس) أربعة:
إنسان يدري ويدري أنه يدري، فذلك عالم فاسألوه!
وآخر يدري ولا يدري أنه يدري، فذلك الناسي فذكروه!
وإنسان لا يدري ويدري أنه يدري، فذلك الجاهل فعلموه!
وأخير.. لا يدري ولا يدري أنه لا يدري، فذلك الأحمق فارفضوه!
زبدة الحچي:
أليس من البلوى بأنك جاهل
وانك لا تدري بأنك لا تدري
إذا كنت لا تدري ولست كمن درى
فكيف إذا تدري بأنك لا تدري
قوي دائما (التقوى) في نفسك وشخصيتك يقول تعالى: {.. فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون} المائدة (100).
فإلى كل الذين ضيّعوا حياتهم (عبثا) نذكرهم بأن الدنيا حصاد الآخرة، فأحسن إلى نفسك وقيّم حياتك وشخصيتك!
تبقى النصيحة لكل من يفكر أن يبرمج نفسه وشخصيته أُهديه هذه الأبيات الشعرية الجميلة الناطقة:
دع ذكــــر فلانــة وفلان
واجنب لما يلهي عن الرحمن
واعلم بأن الموت يأتي بغتة
وجميع ما فوق البسيطة فان
فإلى متى تلهو وقلبك غافل
عن ذكر يوم الحشر والميزان
أتراك لم تك سامعا ما قد أتى
من ذكر يوم الحشر والميزان
فانظر بعين الاعتبار ولا تكن
ذا غفلة عن طاعة الديان
تزوير الشخصيات يحدث لكن سرعان ما يكتشف لأن لكل شخصية خصوصيتها!
أسأل الله - جلا وعلا - أن يحفظ علينا ديننا وأمننا واجتماع كلمتنا ووحدة صفنا، وأن يحفظ لشبابنا وبناتنا دينهم وشخصياتهم في هذا الوقت العصيب والهجمة الشرسة التي يتعرضون لها.
وإن كلمة (مستحيل) تهزمها الإرادة القوية، حاول، وستنجح!
وعلى العموم هناك في الحياة وجوه جميلة واثقة وأخرى (چلحة ملحة) تعلوها غترة!
وتبقى (الشخصية القوية) هي التي تحمي نفسها من الآخرين، فما الذي يمنع اليوم أن تتعرف على ذاتك؟!