[email protected]
حرب على الحجاب من «قلة» أصواتهم عالية يتفاخرون بالحريات والديموقراطية لكنهم «مفصلينها» على حسب مقاسهم وأدوارهم في منع حملة «حجابي به تحلو حياتي»!
صورة امرأة محجبة معتزة بحجابها، وهم في حالة استنفار وحرب ضروس هدفهم «إزالة» الإعلان من كل شوارع الكويت!
هل هذه مطالبة عادلة؟
تقولون الحجاب «قناعات» اتركوا من تحجبت أو تنوي الحجاب «مالكم» تتدخلون في حياتها؟
تأتي هذه الحملة الشعواء متزامنة مع حملة مستعرة في النمسا لمنع وحظر الحجاب في المؤسسات العامة وفي الروضات والمدارس الابتدائية والحجة «قانون الاندماج»!
هذا مقترح بقانون يحد من ارتداء الحجاب في النمسا!
والذريعة هي قضية «الاندماج» مما أثار الجالية الإسلامية لأن القانون يحظر ارتداء ايضا النقاب في الأماكن العامة والدوائر الرسمية! وهذا يعني ان المنع سيحظر الحجاب في الهيئات الحكومية والمدارس والجامعات!
طبعا، مسلمو النمسا مستاءون من مقترح حظر الحجاب خصوصا الذي يشمل المدارس الابتدائية والرياض!
وراء كل هذا التصعيد الحزب الحاكم بالنمسا بقيادة وزير خارجية النمسا سباستيان كورتس!
استطاع هذا المتطرف اليميني المنتمي لحزب الشعب المحافظ والشريك الائتلافي في حكومة النمسا التي يقودها الاشتراكيون إتاحة فرص لتمرير تعديلات على قانون الاندماج تحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة وتمنع السيدات العاملات في جهاز الشرطة والقاضيات من ارتداء الحجاب خاصة ان الائتلاف يترنح جراء التعديلات المثيرة للجدل في قانون الاندماج واعتراض الجالية الاسلامية ورفضها هذه القيود الجديدة حيث يحاول حزب الحرية اليميني المتشدد ان يطبقها من خلال إثارة ازمة اللاجئين والتلويح بظاهرة الإرهاب لإثارة الخوف.
واضح تزامن «الهجمة على الحجاب»!
أنا شخصيا أتفهم ما يجري في أوروبا وإن كان هذا الأمر يعري مواقفهم من الحرية والديموقراطية تجاه الحريات الشخصية ومنها اللباس!
لكن من غير المفهوم ان تجد «قلة» عندنا يحاولون منع حملة الحجاب رغم ان هشتاق «حجابي به تحلو حياتي» حقق حتى عصر الخميس الماضي اكثر من 90 ألف تغريدة تؤيد الحجاب إلا قلة قليلة لا تتخطى أصابع اليد.
ومضة: الشكر والتقدير لأبناء الشعب الكويتي المحافظ الذي يرفض الوصاية من كل الأطراف خاصة تلك الفئة التي تريد ان تهاجم الدين رغم انهم يدعون الحيادية!
ممارسة العقيدة لله عز وجل وكفلها الدستور، لا يجوز لأي كائن من كان ان يتدخل في حياة الناس ويمنع الحجاب!
في الغرب خلهم يناقشون غطاء الرأس وأنه رمز ديني وسياسي لأن هناك «عنصرية»، بس الجميل ان القوانين لا تسمح بالاضطهاد!
تبقى هذه أوروبا ولهم مبرراتهم، لكن علينا ان نلتفت الى هؤلاء الذين يحشرون اليوم أنفسهم كأوصياء على هذا المجتمع، وما الحجاب والمساجد إلا بداية لمشوار طويل قادم لا محالة!
آخر الكلام: استمعت مدى الايام الماضية الى BBC العربية وهي تناقش الحجاب وكانت الآراء مختلفة ما بين الناس الذين يتكلمون من أوروبا او من داخل البلدان العربية والاسلامية، وقد وجدت «تفهما» طيبا من المتحدثين، وإن كانت الأكثرية ترفض تدخل الأوروبيين في هذه القضية غير ان الذي لفت نظري هو قول الزميل مصطفى عبدالله مدير مكتب الأهرام في النمسا انه يشمئز من منظر الشابة الصغيرة التي تلبس الحجاب في أوروبا!
زميلنا في المهنة انا أتوقع ان يقول رأيك هذا «مسيحي» يميني متطرف لا أنت!
ومع هذا هناك مئات آلاف من الأوروبيين ساروا في مظاهرات مؤيدة للحجاب واحنا شانين الحرب على الحجاب!
زبدة الحچي: في الكويت أو في النمسا او في أي بلد عربي أو إسلامي نقول هناك «مطالبات غير عادلة» مثل «التحكم» في لباس الحجاب لأن هذا الأمر شخصي وراجع لقناعات المرتدية له عن قناعة وإيمان فما الضرر؟!
أين «الحجة» التي تستوجب كل هذا الغضب من امرأة او فتاة معتزة بحجابها؟
إنها «الوصاية الممقوتة» والعنصرية الفجة ضد المحجبات ثم التطاول على «بيوت الله في أرضه» في حملات منظمة تعني باختصار فقدان صفة الديموقراطية والحرية التي ادوشونا بها!!
إننا اليوم أمام معايير مزدوجة تتطلب «وعيا مجتمعيا» ونحمد الله عز وجل ان مجتمعنا «محافظ» وواضح ان حملة «حجابي تحلو به حياتي» قد كسب التأييد الشعبي على حساب المناوئين الذين خابت أهدافهم أمام قيم الانفتاح الكويتي والتعدد والتي عرفت بها البلاد والعباد.