[email protected]
تكثر مفردة لا تفلسف!
ومابي فلسفة!
وأحيانا جمع لا تفلسفون، وبلا فلسفة!
تعلمنا على مقاعد الدراسة ان الفلسفة مشتقة من لفظ يوناني تتعلق بأمور الوجود والمعرفة والقيم والعقل واللغة، ويقال إن كلمة فلسفة مشتقة من (فيلوسوفيا) وأن المرجح ان الفيلسوف وعالم الرياضيات فيثاغورس مبتكر هذا اللفظ الذي يتضمن التساؤل والمناقشة النقدية والجدال بالمنطق وتصحيح الحجج!
الفلسفة مادة واسعة ومتشعبة بكل أصناف وأنواع العلوم والتخصصات وتوصف أحيانا بأنها (التفكير في التفكير)!
بمعنى التفكير والتأمل والتدبر أو الإجابة عما يطرح في هذا الكون من أسئلة، وتبقى الحقيقة ان الإغريق هم من أسسوا قواعد الفلسفة الأساسية كما حاولوا بناء نظرة شمولية تكون صالحة في إطار النظرة الواقعية، ثم جاء الفلاسفة المسلمون الذين تفاعلوا مع الإرث اليوناني دامجين ومحولين الفلسفة الواقعية الى فلسفة اسمية وإلى فلسفة العلوم والتجربة في عصر النهضة ثم الفلسفات الوجودية والإنسانية ومذاهب الحداثة وما بعد الحداثة والعدمية!
مادة الفلسفة يرسب فيها كثير من الطلبة لأنها كما يقولون مادة معقدة!
غير ان هناك نوعيات من الطلبة يذهب فيها الى أبعد ما يكون مما يوصله والعياذ بالله الى الإلحاد!
لاحظ عزيزي القارئ أن الفلسفة لفظة يونانية مركبة من جزأين (فيلو) بمعنى (حب) و(سوفيا) تعني (الحكمة) أي باليوناني (حب الحكمة)!
وهنا (حب الحكمة) لا تعني أبدا امتلاكها الخوض في التفاصيل وصولا الى الإلحاد!
ان يدخل العلماء في العصف الذهني ويخوضوا في الموت والحياة والواقع والمعاني الحقيقية فهذا حقهم، لكن المشكلة في (ملاقيف) يدخلون هذا الباب الواسع دون علم ولا دراية فيضيعون فيما قاله طاليس وفيثاغورس وزينون وسقراط وشيشرون وأفلاطون وأرسطو ونيتشه!
أنا مع قراءة كل شيء، لكن لطالب العلم المتحلي بالإيمان الواثق من فكره الإيماني!
وأنا مع قراءة الثقافة الفلسفية بقدر وحدود وفي نطاق المقبول للأخذ من ثقافات فلسفية غربية وشرقية كما قرأنا لكونفوشيوس في أساطير الصين!
عزيزي القارئ انصح ابنك او بنتك وهو يدخل موسوعة الفلسفة ألا «يتفلسف» ويوغل في الدخول المفرد الى عالم الفلسفة وعلم المنطق والعقليات وقصص الفلسفة والتصوف والزرادشتيات!
٭ ومضة: من أبيات الشعر التي حفظتها طالبا بيت شعر لأبي نواس يقول:
فقل لمن يدعي في العلم فلسفة
حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء
كلنا نردد «الأسطورة» وهي فلسفة الإنسان الأول وإن كانت خيالية فإننا نرددها لأنها ممنهجة في عقولنا وضمائرنا ويطلقها لساننا بعفوية قائلين: الله انها اسطورة!
تذكروا مني هذه الحقيقة ودرسوها لأبنائكم دون خجل او وجل ان قليلا من الفلسفة يقرب الإنسان من الإلحاد، أما التعمق في الفلسفة فيرده الى الدين والمشكلة هنا ان قليلا من قراءة كتب الفلسفة دون نضج ومعرفة وإيمان مدخلك حتما الى عالم الإلحاد وهو اليوم بدا (منتشرا) للأسف!
إنني أعلم ان كثيرا من الآباء والأمهات عندما يقرأون سطوري وهم يعلمون أفكار بعض من أبنائهم يحزنون ويتألمون وأنا أقولها أسفاً.. لكن لابد من البدء في الصحيح!
٭ آخر الكلام: أعلم يقينا ان قارئا ما سيقول لي ان الفلسفة ليست وقفا على الفلاسفة، فكل إنسان فيلسوف مادام يفكر ثم يختار لحياته نهجا معلوما كما قالها لنا ميخائيل نعيمة!
الفلسفة التي أدعوكم لها ان تحيا أيامك بإيمانك وترى كل شيء كما خلقه الله لنا أما (أم الفلاسفة) فأن تلقي نفسك بقراءة كتب ومراجع تدخلك الإلحاد!
العلم الحقيقي يغذي الفلسفة والفلسفة تمدك بالعلم وتكون لك المرشد والتعليل الأصيل المتوافق مع الفطرة الإيمانية.
٭ زبدة الحچي: اليوم موجود في المكتبات إصدارات جميلة تقوي إيمانك وبالمقابل كتب وإصدارات (متعوب) عليها ومنظرها مشوق وفي داخل بطونها (السم الزعاف) للأسف!
لقد قارنت الكتب القديمة والجديدة فوجدت رابطا مشتركا بينها وهو (بهرجتها بعناوين جاذبة وفخامة طباعية تشدك، لكن الحقيقة الأزلية الباقية انه سيكون هناك فئة من البشر يحاولون ثم يحاولون ان يدخلونا عالمهم المليء بالإلحاد والكفر وينكروا وجود الله عز وجل لكن نحمد الله ان الله ملهمنا الصواب معتزين بعقيدتنا ولو كره الكافرون.. انتبهوا لمن يتفلسف إلحادا هذه الأيام!؟