[email protected]
رسالتي هذه المرة إلى الأزواج!
كلماتي وسطوري إلى آدم!
مقالي اليوم عنك أيها الرجل فقط!
آدم هو سيدنا آدم أبو البشر، خلقه الله عزّ وجلّ وأمنا حواء في سفر التكوين ورزقهما قابيل وهابيل وشيث واوان وازورا.
إذن، أبونا آدم أبو البشرية (تاب) قبل خروجه من الجنة يقول الله تعالى في محكم التنزيل: (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم - البقرة: 37).
ثم جاء نسل آدم وحواء، وحديثي اليوم للرجال دون النساء، خاصة في هذا الزمن الذي (وجد) فيه أشباه الرجال!
الزوج في كل مكان هنا وهناك في الكويت أو في الهند أو في استراليا أو في كوكب الأرض، يطالب زوجته بأن تكون مثالية (ودودة، عطوفة، مجيبة، مطيعة، متجملة، جذابة، حلوة.. إلخ)!
وفي المقابل، هناك تزايد في (أعداد) الرجال الذين يكيلون الإهانات لزوجاتهم ويضيعون الحقوق الواجبة عليهم تجاههن!
نعم، نقرّ ونعترف بأن لـ (الزوج) حقوقا واجبة ولكن السؤال اليوم: أين حقوق الزوجة عند زوجها (خاصة) أولئك (الطواويس العتاة المتكبرين)!
نظرة إلى الواقع.. المحاكم تضج بالقضايا في الأحوال الشخصية، المطابع تخرج مئات الكتب في بيان حقوق الزوج على زوجته، بينما قليل هم من يتكلمون عن حقوق الزوجة على زوجها.
في ديننا الشريعة واضحة قال تعالى: (وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا - النساء: 19).
أحيانا ألقى في إيميلي الشخصي رسائل من نساء يصفن أحوالهن مع الأزواج فهو كثير الطلبات صعب المعشر لا يحسن المعاملة (يده طويلة) كسوته قليلة، كريم مع (نزواته) بخيل (قحطه) مع زوجته!
إحدى القارئات تقول: اكتب عن ابن عباس ماذا يعمل لنسائه لأن (صاحبنا) مطير حمام ويأتيني بريحته الخايسة وريش الطيور يريد مطلبه!
قال ابن عباس رضي الله عنه: «إني لأحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين المرأة لي، لأن الله يقول: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)، وما أحب أن أستوفي جميع حقي عليها لأن الله يقول: (وللرجال عليهن درجة)».
وعندما سأل ابن عباس النبي صلى الله عليه وسلم: ما حق المرأة على زوجها؟
قال: «أن تطعمها إن طعمت، وأن تكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت»!
اليوم الزوجة يضربها زوجها ويشتمها ويهجر ويطول يده ولسانه وفوق هذا يأتي بكل (برود) ليطلب حاجته منها وكأنه الجبروت المطاع!
عزيزي آدم سأخاطب فئة من (الأزواج) فيهم اعوجاج بيّن ويكابرون، لكنني أنصحهم لعلهم يهتدون فيسعدون وسأتكلم معهم بكلمات بسيطة يفهمونها علها تصل إلى قلوبهم، والغاية المنشودة هي التقليل والتخفيف من المشاكل ورحمة بالزوجة والأولاد!
أيها الزوج عليك بمراجعة نفسك إن كانت بك هذه الأمارات وأقصد الاستبداد بالرأي وممارسة السطوة على زوجتك التي تهان منك وصابرة على بلاويك، تذكر قوله تعالى: (إنه لا يحب الظالمين - الشورى: 40).. وتابع معي أي المؤشرات تمثلك وقوّم نفسك!
- تارك الصلاة: كيف تطمئن الزوجة ومعها إنسان لا يذكر ربه؟
- تارك البيت: تخرج من بيتك لتسهر في كافيه مع الأصحاب أو تسهر الليالي الحمراء وتريد (العبدة) أن تستقبلك عندما تأتي وأحيانا مترنحا!
- المفتون بالسفر: من سفر إلى سفر وتارك البيت والعيال للزوجة الحارس وأنت (سندباد) عصرك.. يا أخي استح شوية! والمصيبة إن كان (نزهي) على حساب الزوجة!
- مخلط الأمور: الذي يخلط ما بين حقوق الوالدين وحقوق الزوجة فيجحف على حق الزوجة بحجة حقوق الوالدين.. من قال هذا سوى أعذارك القبيحة! لا تزيد الطين بلة، ووازن أمرك بعيدا عن الأنانية وإن عملت مثلك صارت عاقة ومستهترة بحقوقك!
- الرجل الداعية: هذا مشكلة المشاكل يدعو الناس وينسى نفسه!
وليس لديه إلا الآية: (مثنى وثلاث ورباع...).
- سيئ الخلق: هذا هو الأسوأ لأنه (سبّاب شتام) لا يخاف الله، أخلاقه دنيئة ويده طويلة ومطالبه شنيعة!
- المتحايل: هذا الذي يلف ويدور ويتحايل ليأخذ كل شيء ولا يعطي شيئا لا يراعيها هي متعبة يطلب هي مريضة يأمر وينهى، له حجج في كل أمر!
إنه (علي بابا) سارق كل الكنز!
- المحتقر لزوجته: هذا الأفاق الحقير غير المتربي الذي يتعمد أن يهين زوجته يشتمها ويمد يده ليضربها فإن تكلمت أسكتها لا يراعي عشرة ولا أطفالا يرونه فماذا يفعل بأمهم؟!
هذا عديم الرجولة!
- مانع زوجته من كل شيء: لا يريدها أن تكمل دراستها ولا تتوظف ولا تتعلم قيادة سيارة ولا تخرج ولا.. ولا.. ولا..!
..هذا «سي السيد»!
حججه هزيلة متعلم على الجور!
- الرجل البخيل: وهذا هو والله أسوأ الرجال على الإطلاق يصرف على نفسه وشهواته، لكن بيته وزوجته وأطفاله لا.. الله يساعد كل زوجة لديها (قحطة)!
- الجافي في جماعه: هو أقرب للحيوان، ليس لديه أي مداعبة قبل الجماع، إنه (حالة خاصة) والحيوان أفضل منه بكثير، لأنه لا يعلم ان الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن المواقعة قبل الملاعبة!.. بعيد عن الإتيكيت!
- ضعيف الشخصية: هذا عاد خيال المآتة (روح.. روح.. تعال.. تعال..) سكانة مرته مضيع نفسه وأهله إنه ضعيف في كل شيء تارك الحبل على الغارب!
- تارك المسؤولية: وهو الذي يتنصل من المسؤولية ويحيلها الى زوجته دائما فهي التي تدير البيت ومن له (عذر قد يعذر) لكنه متفرغ، لكن لا يقدم شيئا، تعود على بنت الحلال تقوم بكل شيء وهو كما نقول بمثلها الشعبي: (سمون ديقا) أي ماله حاجة مستغنيين عنه (خيال مآتة)!
- المهدد بالطلاق: أي كلمة قال علي الطلاق إن تفعلي كذا وكذا وكذا.. وكأن كلمة الطلاق لا تقع!
إنه صاحب التهديد والوعيد!
- الرجل المضايق لزوجته: وهو الزوج الذي يضايق زوجته من الثانية والثالثة ويرضي نزواته، وبعضهم لا يعدل ويظلم وهم كثر وايد في هذا الزمان، ألا يعلم أنه حين يهين زوجته ويتزوج عليها وهي القائمة بأمره وشؤونه ظلمها كما قال الشاعر:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على النفس من وقع الحسام المهند
- الرجل الذي يقوده ربعه: ذاك هو الذي جعل الآخرين يقودونه في الحياة ويوجهونه، واليوم الناس العفيفة النظيفة التي تنصح قليلة، والموجود معظمه من مدمر محب لخراب البيوت!
- وأخيرا.. مطلق العنان لزوجته: وهو الذي أطلق العنان لزوجته وأولاده فلا رقيب عليهم، وهذه قمة الإهمال ومشجع على الانحراف!
إنه زوج فالصو!
ومضة: ليس هناك رجل معصوم غير الأنبياء، وعلى الرجل أن يقرأ ويطبق ما هو صحيح ويترك الخطأ وليعمل بالتناصح ويبدأ بتغيير حياته!
والاعتراف بالعيوب يداوي لك الخطوب والزعل وانكسار الأنثى!
ومارس الاعتبار وهو أن تساوي الزوجة بنفسك واكسر الأنانية!
آخر الكلام: قال سيدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه الفاروق: «رحم الله امرأ أهدى إليّ عيوبي».
أيها الرجال في كل مكان وزمان (زوجاتكم) أمانات عندكم فاستوصوا بهن خيرا!
وتعلم خلق الإصغاء والذوق ومارس الصبر الجميل ولا تكن قاسيا فتكسر، ولا ليناً فتعصر!
زبدة الحچي:
فطرنا الله سبحانه وتعالى في الدنيا على مواضع ابتلاءات، هكذا هي الدنيا وأرى (الزوجة) المبتلاة بالزوج الفاجر هي التعيسة التي بحاجة إلى مواساة وتطييب خاطر بعد أن قهرها آدم!
رسالتي الأخيرة على كل زوج أن يتقي الله في زوجته، فأنت محاسب على كل ما تعمل معها!
استبداد الزوج ظاهره قوة، وباطنه ضعف وعقد نفسية وطغيان بشر، فما أحوجنا إلى الأسلوب الأمثل في التعامل أيها الرجل إن كنت رجلا!!
ومنذ اليوم اعتبر شعارك الآية: (وأما بنعمة ربك فحدث - الضحى: 11).
لا تكسر (نفس) مرتك وصالحها بدل الغرور والتغطرس، وقل: سامحيني!