[email protected]
من أكبر نِعم الله سبحانه وتعالى علينا نحن معشر البشر «اللسان»!
رغم صغر حجم هذا اللسان إلا أنه في «الشر» مصيبة!
إذا أردته في الخير فهو لا يجارى ولا يبارى، وان اردته في الشر فهو بلوى من البلاوي !
وهذا اللسان قد يكون نعمة في ذكر الله والدعوة للمعروف والخير والنهي عن المنكر والفساد!
اللسان اما يجمع الناس او يفرقهم، فهو «حصانك» الذي تمتطيه ليوصلك الى هدفك!
احيانا في وقت الفجر عندما اجلس اقرأ سورة «ق» اقف عند قوله تعالى (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد. إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد).
اللسان قد يتحول الى آفة عظيمة الاحقاد والضغائن، مولد للعداوات والبغضاء، خاصة عندما تمارس النفس «الغيبة»!
والغيبة هنا قد تكون تعريضا باللسان او اللمز او الكتابة او الحركة وكل ما يدخل في سياق الحرام والغيبة!
في مجتمعنا والمجتمعات الاخرى، كثرت «طولة اللسان»! وزادت النميمة التي وراءها اللسان!
لا ادري ما حقيقة الامر، لقد صرنا في منتدياتنا وجلساتنا نذكر العيوب ونسلط الكلام كله حول السلبيات ومساوئ الذكر!
إطلاق الالفاظ الاستفزازية مثل انت جاهل! انت ما تفهم!
فلان والله انه كذا وكذا!
فئة ليست بالقليلة صار همها اضحاك الناس! فئة اكبر تمارس «الحسد والعين» اشكره!
زاد في جلساتنا السخرية والتنابز بالألقاب!
كل منتدياتنا ودواويننا الا ما رحم ربي اصبحـت تمـارس الغيبة والنميمة والبهتان!
ارجو ان نترك التحقير والتصغير ففي العيون متسع!
ومضة: آفة اللسان الغيبة اليوم وهي محرمة بالإجماع!
لا يستثنى الا ما رجحت مصلحته كما في النصيحة وغيرها من امور لا يطولها التحريم، وقفوا معي على التشبيه القرآني فـي قـوله تعـالــى (أيحـب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ـ الحجرات: 12).
الغيبة وبسط اللسان في تناول الناس عملية محرمة كما الدماء والاموال وكحرمة البلد الحرام في الشهر الحرام!
يقول القرطبـي: والاجمــاع علـى انهـا من الكبائـر وانه يجب التوبة منها.
آخر الكلام: أصدق ما وجدت من قضية «تحريم الغيبة» قول الرسول صلى الله عليه وسلم «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه»، إذن لا يباح لنا ابدا الغيبة وطوالة اللسان!
زبدة الحچي: ليس هناك ابلغ من الادب والشعر لبيان حرمة الغيبة وقذارة اللسان الجامح:
لسانك لا تذكر به عورة امرئ
فكلك عورات وللناس ألسنُ
وعينك ان أبدت إليك معايبا
فدعها وقل يا عين للناس أعينُ
عزيزي القارئ الكريم: لسانك حصانك، ان صنته صانك وان هنته هانك!