[email protected]
آه.. من الأنا.. إنها مكروهة!
و«الأناني» لا أقصد الأواني!.. ومن بعدي الطوفان هذا نهجه ومسلكه!
الغرور والاستعلاء والنرجسية والطاووسية مسميات لشيء (إنساني قبيح) وهو يكمن في بني الإنسان من البشر رجالا ونساء، ومن الواقع المعيش وجدنا هذه الحالات أكيد مردها للتربية والبيئة والجينات!
صعب في الحياة ألا يكون بيننا إنسان على هذا الكون الفسيح غير (أناني) وهم في تكاثر وظهور متزايد.
لكن الحقيقة هناك طيبون ومثاليون عددهم في تزايد أيضا ولا يعلمهم ويحصيهم إلا الله!
أن تحب ذاتك شيء جميل، لكن ليس على حساب الآخرين، وأشرح هذا شوية، أن يجعل الإنسان من (ذاته مركزا لعالمه) دون الاهتمام بالآخرين!
قد لا يهتم هذا الإنسان بغيره وهذا لا يؤثر لكن من هم حوله من (المقربين) راح يتعبون معاه! لأنهم يتعاملون معه بحكم أي صلة رحم أو وظيفة أو.. أو...
خذ مثلا الأب الجاف الأناني الخالي من مشاعر الأبوة!
الأم التي خلقها الله من أجل الأمومة، من تبيع أطفالها وأدوارها للغرور الواهم!
الموظف المؤذي لزملائه المحيطين به في العمل، وكله استعلاء وغرور وكأنه طاووس نرجسي يبث أنانيته إرضاء لغروره بعيدا عن (الإيثار) الذي ليس في قاموسه!
هنا دعوة للآباء والأمهات انتبهوا لأطفالكم وأبنائكم إذا وجدتم في طفلكم أو ولدكم أو بنتكم (إفراطا في حب الذات) وعظمة وتعاليا (هنا) توقفوا لتمارسوا التوجيه والتربية الصحيحة.. (في خلل) انتبهوا!
فرق كبير بين تعزيز الثقة بالذات وتشجيع (الذات) لتمارس صلفها وتكبرها على الناس!
إن الاعتزاز بالنفس شيء طيب ومرغوب لكن (المقيت) هو السكوت عن تصاعد الغرور والكبر والنرجسية و(علامات الأنانية) تعرف ظاهرة، ويحتاج الطفل الى توجيه ومتابعة، أما الكبير فله (معاملة خاصة) فهو مريض نفسي ويستحق العلاج خاصة هذا أو هذه اللذين لا يقولان (شكرا) أبدا!
وكم من (أناني) قابلته في الحياة له شخصية (مزيفة)!
إنه يظهر لك انه لطيف وودود ومتعاون ولكن (فاقد الشيء لا يعطيه) يظهر في التعامل مع الوقت (أناني صلف مقيت) تاعب حاله وغيره!
الأناني الذي أقصده له (سمات) فهو يكره العمل الجماعي وبعيد كل البعد عن روح الجماعة ويفكر دائما في نفسه، ويشعر بالغضب عندما لا يلبي الآخرون طلباته، ويفكر أيضا لماذا الآخرون لا يساعدونه فهو يلقي اللوم على من حوله، وهذا (لاحظوا) يزيد من حزنه وتوتره مما يتطلب هنا أن تتحاشاه لأنه ما يسوى (تزفر) لسانك به!
إن الإنسان مجبول على حب ذاته وحرصه على كسب وجلب الخير ودفع الضرر، وهنا الأمر (عادي) كلنا بشر بشرط ألا تنحرف صورة حب الذات عن المنهج القويم بمعنى أدق تخلص من المحورية الذاتية!
٭ ومضة: ما أجمل المقارنات فالأناني كما رأيناه في الحياة محكوم بشهوته ولذاته و«مُنْزوٍ» أما المحب لنفسه وغيره يفيض عطاء وكرما وتواضعا ويتحكم في نفسه وانفعالاته!
لاحظوا معي صور بعض الشخصيات وجدناهم يتحسرون على شيء فات من خيرات الدنيا وبالمقابل أُناس يرون فضل الله عليهم في كل نعمه ويرون كل (محنة) تمر بهم منحة إلهية!
الأناني للأسف تفكيره منحصر في نفسه ومصالحه والمحب المعاكس يفكر ويشكر الآخرين!
صاحبنا المغرور الأناني يتبع هواه، أما الإنسان العادي فيزن كل أموره مرتبطا بالدين والقيم.
نحن أمام إنسان أناني منافق غارق في غروره وطاووسيته، وآخر متوازن خائف من الله عز وجل يحترم الآخرين وأحيانا يؤثرهم على نفسه!
أنا كلما فكرت بالأناني والله أرتعب!
إنه إنسان أسود القلب (غير طاهر) نجس القلب، حقود يخص نفسه بكل شيء ولا يريد ان يعطي أحدا حقه ولا يفرح لغيره لأنه ميت القلب!
٭ آخر الكلام: قد يسألني قارئ كريم عما تشمله الأنانية من مفردات وهي برأيي المتواضع كثيرة جدا منها ما رأيته في الحياة:
ـ الصعود على أكتاف الآخرين
ـ انتهازي المواقف
ـ يعتمد على غيره
ـ نفس أمارة بالسوء
ـ لا يحب لغيره الخير
ـ كله شر وضرر
ـ كثير الخصومات والعداوات
إذن لنتفق ان الأنانية سراب!
٭ زبدة الحچي: أعرف ان كثيرا من الناس لهم في (الذاكرة) اكثر من (أناني وأنانية) وأنا هنا أشير بالنصيحة للكل من دون استثناء بأن (الأناني) قد يكون مقرباً لك ولابد من التعامل معه، فعليك بالنصيحة والصبر وأعلم ان هذا (الإنسان) مرَّ بتربية خاطئة وحرمان شديد وعنف وعقاب وقدوات غير صالحة او (تدليل) كبير أفسده!
ان الحل هو ان يقوم المجتمع بالتوعية الدائمة لهذا النوع بإظهار القدوة الحسنة ورفع شعار التعاون والتقارب بين البشر من محبة وحسن خلق.
أعرف (صديقا أنانيا) دائما يقول: بعدي ما تطلع الشمس!
الحمد لله ان رب العالمين يطلعها لنا كل يوم وتغيب الشمس كما أمرها الله في فلك يسبحون!
وكلماتي الأخيرة لكل أناني أن يراجع نفسه لأن الأنانية (سراب) تولد (الحسد) والحسد يولد (البغضاء)!
انها قفص يحبس فيه الأناني نفسه بهواه ولا يسع غير صاحبه!
الأنانية باختصار: منبع أخطاء البشر وبواعث الشقاء وعليه أدعوك عبر (الومضات) ان تتخلى منذ اللحظة عن الشعور بالاستياء وحاجتك الدائمة (للربح) وان تكون (محقا) و(مقامك الأعلى) وملاحقة المزيد على اساس انجازاتك، واعلم ان سيرتك غير طيبة فطهّر نفسك من الشرور ولا تحرق نفسك بنار الأنانية ولا تكن نرجسيا. ويبقى السؤال: هل الأنانية مرض ام سلوك متأصل؟
أيها الأناني سأخرجك من حياتي!