[email protected]
يقول أهل الكويت القدامى للمرأة شديدة البياض، جميلة العين، هذه امرأة بها طرة حسن!
خاصة صاحبة العيون شديدة السواد ولها استدارة حلقة العين، أي كما نقول باللهجة الكويتية «لها حوّلة عجيبة»!
البعض يسميها العيون الحور!
وأيضا المقصود هنا شدة سواد العيون!
كانت هذه مقاييس الجمال القديم بعيدا عن «عالم المكياج والأناقة»!
من تملك هذه الصفة أي «طرة العين» فهذا يعني أنها تملك الجمال بعيدا عن «الكحل» والمسكرا والرموش التركيب التي تعطي انطباعا خادعا عن العين!
أنا اليوم قاصد أن أتجول مع قارئي الكريم في العيون وما وراءها من اسرار!
يقول سيدنا علي بن ابي طالب- كرم الله وجهه ورضي الله عنه-: اذا أردت ان تعرف نعمة الله عليك فأغمض عينيك.
نحن في الكويت بحاجة الى هذه النظرة، أي طرة حسن!
اقولكم وين؟
٭ نبي «طرة حسن» في مشاريعنا اللي تأخرت واخرتنا مثل المطار والجسور والطرق وغيرها بعد ما زاد «الماي على الطحين»!
٭ نبي «طرة حسن» في القوانين الرادعة لمن يمارسون الاستهتار في الطرق ويقومون بأعمال تستوجب «النظرة الحمراء»! ويا ليتكم ترجعون الفريق المتقاعد عبدالفتاح العلي بو أحمد الله يذكره بالخير «صچ» صاحب «طرة حسن» في تطبيق القوانين على الجميع ولا يهون الباقين!
وتبون تصدقون كلامي شوفوا عينه والله انها «طرة حسن»!
٭ نبي «طرة حسن» في التعليم واختيار نوعية جديدة من المدرسين بعيدا عن «الدروس الخصوصية» التي انهكت جيوب المواطنين والوافدين!
٭ نبي «طرة حسن» في قضية الإسكان، ليش الواحد يتسلم بيته عندما يصير جداً؟!
٭ نبي «طرة حسن» في الصحة وما قصرت الحكومة في اعطاء «كرت عافية» بس نبي ترد لنا مستشفياتنا مثل قبل تمييز وصدارة!
٭ نبي «طرة حسن» في الإعلام تلفزيونيا وإذاعيا لا تحاربون عيالنا المتميزين حتى لا يتحولون الى طيور مهاجرة!
٭ نبي «طرة حسن» في التجنيد وعودة منهج التربية الوطنية ونظرة عاجلة بعيدا عن تشكيل اللجان لتطبيق هذه الضرورات!
٭ نبي «طرة حسن» لزيادة مساعدات الأرامل والمطلقات وذوي الدخل المحدود!
٭ نبي «طرة حسن» في اعطاء الاقامة لكل وافد خدم 25 سنة من عمره في الكويت دون اي احكام جزائية، فهذا حقه علينا ان نكرمه في خريف عمره بعد ان اهدانا زهرة شبابه.. تقولون يأخذ راتبا؟ نعم يأخذ راتبا، لكن «طرة الحسن» تجرنا وتجبرنا ان نجبر خاطره!
٭ نبي «طرة حسن» في الاستجوابات مع إيماننا المطلق بأنها حق دستوري لكن مع حسن الظن في الجميع يجب أن تكون في مصلحة الكويت وشعبها بعيدا عن المصالح الشخصية.
ومضة: عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله.
تحية إكبار وتقدير و«طرة حسن» لكل جندي وشرطي من عيالنا في الحدود والمتون والثغور والمرافق الله حافظكم وراعيكم!
آخر الكلام: رسالة «طرة حسن» لكل من يحتاج إلى «نظرة» لعل في هذه الأبيات ما يبرد به على قلبه الغضي:
إن العيون رسائل مفتوحة
فاقرأ لعلك تفهم المعنى الدفين
كم حدثتني وهي صامتة بها
اخفته في الأعماق من سر مصون
فيها ترى معنى الجمال وغاية
الإبداع بل فيها ترى السحر المبين
زبدة الحچي: عيون المواطن الكويتي راحت منها «طرة الحسن» وظلت «الحوله» بعد أن توقف الزمن عندنا، فلقد كنا المبادرين في كل شيء واليوم نحاول أن نلحق بمن سبقونا غير أن «الفساد» جعلنا «حولان» لا بل «عميان»!
نبي «طرة حسن» تحيينا مثلما تحيي العاشق الولهان!
ان العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
وهن اضعف خلق الله أركانا
اجمل العيون هي التي بها «طرة حسن» لكنها ترى الأمور بشكل صحيح لا معوج!
وتبقى «طرة حسن» تشمل معاني وأماني لا حصر لها وصرت «حوّل» من كتابتها والله يشفي «حكومتنا الرشيدة» من طرة العين!