[email protected]
أسعد الناس وأكثرهم حظا من يتطلع الناس إلى صحبته ونيل محبته، فمحبة «بني البشر» وسام شرف يستحقه كل محبوب من الناس، وهي «غاية سامية ونبيلة» وتحتاج إلى مقومات في الشخصية التي تترك «الأثر»، لهذا اسأل نفسك وأنت تقف أمام المرآة: كيف أصبح محبوبا وأجذب الناس إليّ؟
بالتحديد: كيف أكسب محبة الناس؟
بالأمس، فتحت الإيميل الشخصي وسجدت لله «شكرا وحمدا»، أن يسأل عنك «قراؤك» بالعشرات، فهذه والله نعمة كبيرة، وهنا أودّ أن أعتذر للسادة والأحبة الكرام رجالا ونساء لعدم قدرتي على «التواصل» معهم خلال الشهر الفضيل من خلال «الومضات» لأنني مشغول بمشروع «أبو الحصانية الخيري» لإفطار ضيوف الرحمن من الصوّام في «عشرة مساجد وخيم»، ويعتبر هذا المشروع الخيري الأكبر الذي يقدم «الفطور ساخنا» على مستوى الكويت، والله سبحانه يكرم ويتقبل عمل صاحبه بنيته وكل من ساهم لإنجاح هذا العمل الخيري التطوعي النوعي.
بالأمس، أحسست بفرحة عارمة تتملكني وتسري في شراييني وأنا أقرأ واتسابات وإيميلات القراء الكرام، وتذكرت نصائح والدي ـ رحمه الله ـ وأساتذتي الذين علموني وعملت بنصائحهم، وها أنا اليوم أسطر هذه المهارات التي يحتاجها الإنسان كي يكسب محبة الناس وتتلخص فيما يلي:
٭ ابتسم وحيّ الناس، فالتحية والابتسامة «جوازك» للمرور إلى أعتى القلوب قساوة!
٭ اقض حاجات الناس تصل إلى نفوسهم.
٭ مارس العفو دائما ولا تتمسك بالانفعال وغلّب التسامح.
٭ التهادي شيء مطلوب ولو بشيء صغير، فالهدية بقيمتها المعنوية الاعتبارية وليس المادية!
٭ صرّح لمن تحب بمحبتك، فالكلمات تأسر القلوب، ولا تبخل بالنصيحة وكن دائما متفائلا تنشر المحبة والكرم والنقصات والبشائر.
٭ امتدح من حولك اللهم إلا «الرديّ»، فالكلمة والثناء لهما قدرة على استمالة القلوب والأرواح.
٭ أظهر خبرتك وثقافتك، وإذا قدمت «معروفا» فلا تنتظر المقابل إلا من وجهه الكريم سبحانه.
ومضة:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
نصيحتي الدائمة: لا تجعل ثقتك بالناس عمياء ولا تتخيلهم ملائكة كي لا تنهار أحلامك وتصدم بالواقع، وازن الأمور.
وتذكر أن «الشعبية بين الناس» أن يحبوك عندما تغادر مكتبك ومنصبك، كما أحبوك عندما تسلمته!
علمتني الحياة والتجربة أن التواضع رفعة، والعفو عند المقدرة شيمة الرجال الأقوياء.
آخر الكلام: عزيزي القارئ، تذكر في الحياة أمراغاية في الأهمية وهو أن تنادي كل شخص بأحب الأسماء إليه وبوجه طلق وأشعره بأهميته، بالتالي تكسب محبته وتعاطفه، والقصة كلها في القبول أن تكون «شخصية» كاريزما محبوبة بين الناس، والتصنع لا يفيد، وإنما هي موهوبة من الخالق لك!
زبدة الحچي: لكي تكون محبوبا عليك بصفات المروءة من شجاعة وكرم وسخاء وعفة و شهامة وأخلاق وابتعد عن «الدونية»!
خلاصة قولي قارئي الكريم في هذا الشهر المبارك: ابتسامة صادقة، ازرع حبا، امسح دمعا، تحلّ بالتعالي والتسامي عن الصغائر تكسب الأحياء من بشر وحيوان وتشعر حينئذ بأنك حبيب الأكوان والبشر، وأعظم المحبة بين الناس هي محبة الأخلاء المتقين وهم المتحابون في الله يوم لا ينفع مال ولا بنون بخلتهم وبصحبتهم، قال تعالى (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين).
قلب أبيض يحب الخير للناس، كريم، يؤلف القلوب، ينبذ الخلافات، يزيل حواجز البشر بما قست قلوبهم ويبعد حب الذات والمصالح الشخصية وحب المنفعة لنفسه فقط، هذا هو الإنسان الذي «ينحب» ويُحب!
مبارك عليكم الشهر وعساكم من عواده.. وأعدكم أن أكتب كلما وجدت الفرصة، ويا رب القبول، وصياما وقياما مقبولا للجميع داخل الكويت وخارجها.
في أمان الله، أستودعكم الله، طبتم وطاب سؤالكم عني!