[email protected]
في حياتنا مفردات جميلة ولها معان ودلالات!
في حياتنا يكثر طلب (الحظ).
يتداول الناس في اجتماعاتهم تمني (ضربة الحظ)!
في ذاكرتنا جميعا كبارا وصغارا تعريف ومعنى خاص بنا للحظوظ.
لهذا ترى كل إنسان حسب رؤيته لمفهوم (الحظ) يتكلم،
وآخر يحلم، وآخر يتحسر.
نقول في أحاديثنا (لسوء الحظ) حدث كذا وكذا وكذا.
ونقول ايضا من (حسن الحظ) الله لطف في كذا وكذا وكذا.
فلان أسعفه الحظ!
وفلانة حظها يكسر الصخر.
هل هي عملية (حسن حظ) أم (ضربة حظ) أو (سوء حظ).
أنا أحيانا أقول في بعض المواقف يا للحظ!
أو استشهد فلان فعلا حظه عجيب غريب.
أجمل إنسان من يملك (ذوقا) ويقول لك مواسيا (أتمنى لك حظا سعيدا).
وبعضنا يصفق بيديه ويخرج (آه كبيرة) ويواصل: جربت حظي.. «سبع صنايع والبخت ضايع».
إذن، كما يقول أخونا خالد الحضرمي لأخيه مسعود: يبه الدنيا حظوظ!
طبعا في الحياة مثلما يوجد (محظوظ) فهناك (متعوس)!
يقول شاعر نبطي عن الحظ في قصيدة نبطية طويلة مطلعها:
هذه الدنيا حظوظ
ومقادير تضحك معك
والله يعينك عليها ناس
بقوة حظها يطرح الطير
وناس تطير طيورها من يديها
الحظ موجود في حياة الناس فمثلما هناك ذو حظ هناك ذو تعاسة!
(منحوس منحوس منحوس)!
الدنيا معاه (معاكسة) وين ما يضربها عويه بمعنى ما يقوله اخواننا المصريون «يقطع الخميرة من البيت»!
هو بلا شك «بومة» والعياذ بالله أينما «حط» جلب التعاسة والكوارث معه «شرارة» لا يحووشك!
عندما سألت أبوشميس عن حظه في الزواج قال: الحمد لله على كل حال، انا يا صاحبي يتمثلني بيت الشعر:
كلما دقيت في أرض وتد
من راداة الحظ وافتني حصاة
ومضة: الدنيا حظوظ، قول صحيح له شواهده وأدلته!
الكويتيون القدامى كانوا يقولون:
هي الدنيا حظوظ وتوافيق إما وطاك الحظ ولا وطيته!
آخر الكلام: أخونا شكسبير له قول عجب: الحظ وحده يمكنه حمل سفينة بلا ربان الى شاطئ السلامة!
اخوانا الصينيون يقولون: اذا أمطرت السماء بلحا، افتح فمك.
الحمد لله كل أنواع النخيل عندنا بطّل (حلچك) نترسه بلحا!!
ما زال اخوي بوشميس مُصرّ على (رفضه للزواج) ورافع بيت الشعر:
ما كل ما يتمنى المرءُ يدركه
تأتي الرياح بما لا يشتهي السفن
نعم: إن الحظ جوال وإن الأرض دواره.
زبدة الحچي: قد يقرع الحظ باب كل إنسان مرة على الأقل وقد لا يأتيه إطلاقا ومما لايزال في ذاكرتي (محاضرة) قيمة ألقاها علينا العم محمد صالح الإبراهيم ـ أطال الله عمره في صحة، هذا الرجل عالم فقيه ومثقف ومفسر في ليلة جمعة قبل 15 سنة وكان فيها احد الدعاة القمم الشيخ محمود عيد ـ طيب الله ثراه ومثواه وقد تناوبا على تفسير الآية: (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) وعشنا معهما بعض الوقت الجميل في تفسير القول في تأويل قوله تعالى: (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم).
واعتبر الشيخان أن صاحب الحظ العظيم في زبدة الحوار هو من ينال الجنة.
بمعنى أن (الحظ العظيم هو الجنة)
فاللهم يا ربنا ارزق قارئ هذا المقال الجنة، لقد تعلمت من الدنيا عدم (الولولة):
وما نيلُ المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منالٌ
إذا الإقدام كان لهم ركابا
أيها القرّاء (الإنسان المحظوظ) حقا لا يحتاج إلى نصيحة، فليسعَ الى أن يكون حظه في ختام حياته الجنة.. اللهم آمين قولوا يا رب!