[email protected]
واحنا صغار يقول لنا أهلنا لا تفعل هذا عيب! وكلما كبرنا كبر (العيب) معنا!
بعضنا يتربى وهو يعرف معنى (العيب) واللي مو عيب!
وهناك من يسمع وهو صغير بالعيب ويكبر ليمارس كل العيب!
إذن أكمل الناس كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا».
لنقف قليلا عند أبيات أمير الشعراء أحمد شوقي إذ يقول:
أحب مكارم الأخلاق جهدي
وأكره أن أعيب وأن أُعابا
وأعرض عن سباب الناس جهدي
وشر الناس من يهوى السبابا
بعض الناس في رمضان وغير رمضان (سبّاب) لعّان لا تسمع منه إلا البذاءة!
قال الله تعالى في محكم تنزيله: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق..) الأعراف: 33.
تبقى تربية البيت (الأم والأب) ظاهرة على كل طفل وشاب وشايب!
يقول حسن القاضي:
لا خير في الفن بل لا خير في أدبٍ
إن لم يكن لدى الانسان وجدانا
فإن رأيت امرءا شهما له قيم
يرى الجمال فقد أبصرت انسانا
٭ ومضة: العيب في لغتنا العربية الجميلة (الوصمة)! أما العيب الاجتماعي فهو كثير يصعب حصره، وقد يكون مقبولا هنا ومرفوضا هناك، انه التوبيخ، ألم تسمع في حياتك عبارة عيب عليك؟!
انه امر غير مرخص، فنحن نقول للمفطر والله عيب عليك مفطر في رمضان؟!
هذا مصنف عدننا وفي مجتمعنا المسلم (عيب أن تفطر وانت قادر) لكن في بلدان غير مسلمة (عادي الفطر في رمضان) ولا يمثل لديهم أي عيب أو حرام!
٭ آخر الكلام: أنا سمعت بقانون (العيب) وهو موجود في أكثر من بلد، لكن العيب كل العيب ألا يطبق، لأنه يمثل (رؤوس الفساد) وهم متنفذون ولا يعرفون اصلا كلمة (العيب ومعناها) لأن جلدهم جلد تمساح! وأُذنهم لا تطرب إلا للعيب بكل معانيه للأسف!
٭ زبدة الحچي: (العيب) يتغير مع (الحرام) في كونهما تصرفين غير مقبولين ويتغيران مع الزمن وحسب المكان، غير ان تصنيف (الحرام) هو اختصاص النصوص الدينية والشريعة، أما (العيب) فهو من أعراف الناس!
يقول الشاعر السموأل
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
فكل رداء يرتديه جميل
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها
فليس الى حسن الثناء سبيل
نعم.. وقد زاد احمد شوقي قائلا:
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتما وعويلا
اللهم أبعدنا عن (العيب) وأبعد (العيب) عنا.
قال المتنبي:
ولم أر في عيوب الناس شيئا
كنقص القادرين على التمام
مثلما علمك (أهلك) العيب علمه (عيالك) وادع لهم، لأن كثيرا من (العيب) صار من المباحات للأسف! قانون (العيب والصح) في النفوس المتربية على كف الأذى عن الناس، وتذكروا كلنا (عورات) وللناس أعين!.. اللهم اجعلنا ممن يعرفون (العيب) ويجتنبونه.. آمين.